ما بلغناه من نتائج لم يتوقعه أشد المتفائلين لست مسؤولا على رحيل بنهنية أكد عبد الهادي السكتيوي مدرب المغرب الفاسي أن ما تحصل عليه فريقه من نتائج لحد الآن والمرتبة الجيدة على مستوى سبورة الترتيب لم يكن ليتوقعه أشد المتفائلين الذين يعرفون عن كثب حقيقة الأوضاع وما رافق البداية من إكراهات، وأضاف السكتيوي أن النتائج الإيجابية الأخيرة والإرتقاء في الأداء يترجم بشكل كبير قيمة العمل المنجز والإهتداء لمفاتيحه تدريجيا، وأن الضغط سيزول، الشيء الذي يساعد اللاعبين على التحرر من كل الشد العصبي الذي رافقهم وبكل مرحلة الشك التي دخلوها. المنتخب: فوزان متتاليان على الفتح وجمعية سلا ومرتبة رابعة بعد فترة فراغ أو سميها ما شئت، وكيف تقيم الحصيلة؟ - عبد الهادي السكتيوي: لا يمكن التسرع بإطلاق الأحكام الجزافية والقول بأننا في طريق صحيح أو أننا بلغنا المراد، لأن هذا يقتل الطموح ويعدم ما تبقى من آمال في تحقيق نتائج أفضل، لكن قياسا بأوضاع عشناها في الفترة الأخيرة وأيضا بمرحلة صعبة ارتبطت بإكراهات البداية، دعني أقول أن التقييم العام يجعلني أجزم بأن المرحلة إلى حدود الآن جيدة جدا، وحين أقول هذا فلمعرفتي الدقيقة بما كان عليه الوضع فور وصولي والذي لم يكن أشد المتفائلين يتوقعه. المنتخب: ما قصدته بالقول هو أن المرتبة الرابعة قياسا بالأندية التي تعلوكم هي ورصيدها تقول بأن الأهم أنجز؟ - عبد الهادي السكتيوي: لا، الأهم لم ينجز بعد، لا أريد كل مرة وفي كل مناسبة أن أكرر ذات الأسطوانة وذات الموال الذي من خلاله أعيد التذكير لا بالطريقة التي وصلت بها ولا بما وجدت أمامي، لكن أحيانا أجدني مضطرا للتنوير والإدلاء بما يزيل الغموض ويجعل المشجع الماصاوي خاصة في الصورة، وهو أنه يصعب على مدرب كيفما كان نوعه لم يشرف على الفريق وتأهيله في فترة الإعداد أن يدخل الأجواء بلا مركبات نقص وأن يتوصل للمفاتيح كما هي دون أن يتطلب منه ذلك وقتا. المنتخب: ألهذه الدرجة كانت الإنطلاقة خاطئة ومؤثرة؟ - عبد الهادي السكتيوي: ليس للأمر ارتباط بالإنطلاقة أو ما شابهها، وكل مدرب يساءل على اختياراته، لكن ما قصدته هو أن الثقافة تختلف، الأفكار بدورها تختلف، وبالتالي كنت في وضعي أشبه عداء دخل سباقا بإيقاع مرتفع وينقصه الريتم، الحمد لله لم يتطلب مني التدارك وقتا طويلا ودخلت الأجواء بفضل ما وجدته من تحفيز وتسهيلا. المنتخب: البعض وبناء على ما راج كان يتوقع مرتبة أفضل أو مراهنة على مزاحمة الكبار بشكل أكثر جدية؟ - عبد الهادي السكتيوي: سبق لي وأن تكلمت معك في هذا الإطار وقلت أني أرفض الديماغوجية أو تبني أفكار فيها المغالطات للرأي العام وجمهور الفريق، مسألة التبشير باللعب على اللقب أو ما شابهها صحيح قد تكون استراتيجية أو منهجية عمل للمكتب المسير، لكن كمدرب ملتزم بوعوده وسيحاسب في نهاية المطاف، فإني كنت أمينا وواضحا وقلت بأن أقصى ما يمكن أن نبلغه قياسا بما لمسته من أرضية وتركيبة هو الخروج بموسم مشرف ومرتبة أفضل من الموسم السابق. المنتخب: ألا تعتقد معي أن صفقة ثلاثي الخميسات موهت البعض وجعلتهم يؤمنون بإنجاز غير مسبوق ربما؟ - عبد الهادي السكتيوي: وأنا هنا للتوضيح والتنوير والقول بأن التركيبة الحالية عادية جدا إذا ما قورنت مع باقي الأندية، وأنا هنا لا أنتقص من قيمة عناصري، لكن هذا هو الواقع ليس هي الأفضل، هذا من الجانب الفردي، هناك فرق عززت صفوفها بعناصر أكبر وأكثر من التي قمنا بها نحن، لكن هناك من حاول كما قلت لك تغليط الجمهور بغير الحقائق، وأنا ملتزم بالقول أن تركيبة المغرب الفاسي تحتكم على 22 لاعبا نصفهم من يتصف بصفة الجاهزية المطلقة التي بإمكانها الوفاء بأدوارها. المنتخب: ما دمت تتحدث وبوضوح، نريد كشفا للحقائق المتعلقة مثلا بتسريح لاعب من طينة بنهنية رغم القول بفقر المجموعة؟ - عبد الهادي السكتيوي: تابع معي جيدا، فور وصولي لم أكن مسؤولا عن الإنتدابات ولا مرحلة الإعداد، كما لم أكن معنيا بوضع آخرين في لائحة الإنتقالات، بنهنية كنت من أشد الملحين على بقائه، لكن أحيانا لا يمكن أن أتدخل فيما يفوق قدراتي ويخص إرادة لاعب أو ظروف خاصة به، وإلى حدود اللحظة دعني أصرح لك أن بنهنية ما زال ضمن لائحة اللاعبين الذين شددت على بقائهم ولا يمكن أن أجازف أو أقدم على خطوة ترك مهاجم وأنا أعرف ما يمثله هذا المركز من ثقل داخل الفريق وحاجتي إليه. المنتخب: مباراة ضد الوداد تعتبر قمة الدورة، قياسا بصحوتكم وعودة الوداد بفوز من العيون، كيف تنظر إليها؟ - عبد الهادي السكتيوي: لقاء كبير ومباراة بمواصفات خاصة، لكن لا أريد وكعادتي إخراجها من سياقها العادي بما يقوي الضغط على أكتاف اللاعبين، لقد وضعنا تحت إكراه برمجة لا ترحم باللعب في مناسبتين خارج القواعد، وخروجنا سالمين من اللقاء الفارط سيزيد من حجم الثقة ويوضح العديد من الأشياء أمامي. المنتخب: أكيد أن الجميع بات يدرك أن الفريق ربما يحتاج لموسم آخر قبل أن يحلم بلقب ما بعد ما يشتد عوده، لكنه يطمح ويأمل بتواجدكم أن تسرعوا من وثيرة الحلم، ما قولك؟ - عبد الهادي السكتيوي: قلتها لك لست بياع كلام ولا صاحب وعود، أنا من المتشبعين بالمدرسة الواقعية وهذا يعرفه الجميع، ومع ذلك ومن أجل تطمين المناصرين وجعلهم أكثر إقبالا على ما سيأتي فإني أثق في قدراتنا على صناعة الحدث وأثق في كوننا قادرون على تحصيل مرتبة جيدة، والأهم هو أن يوافق الأداء ما أطمح إليه ويجعل الجميع يحس بالفخر بالإنتماء.