هل هو قيمة مضافة؟ من يختاره وكيف يختاره وما هي نسبة نجاحاته؟ الإنتذابات بلا بوصلة تقنية عنوان للفشل اللاعبون الأفارقة يستحوذون على السوق وجيفيرسون الإستثناء الكبير لماذا يغيب اللاعب الأوروبي عن بطولتنا؟ لا تشكل البطولة المغربية الإستثناء قياسا بباقي البطولات العالمية، فهي تحفل بدورها بمجموعة من المحترفين الذين يتقاطرون عليها، إذ لا يكاد يخلو فريق من أندية قسم الصفوة من لاعب أجنبي قادم من الأدغال الإفريقية، كظاهرة تعاظمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة من خلال تسابق الأندية على لاعبين بشهادات ميلاد أجنبية، وكأنها أصبحت موضة ترفع الأندية شعارها كخطوة تسعى من خلالها لتعزيز صفوفها وتحقيق التوازن المرجو، رغم أن الكثير من التجارب أكدت أن ليس كل محترف ناجح وقادر أن يكون قيمة مضافة. والأكيد أن ظاهرة الأجانب قد عرفت متغيرات كثيرة، سواء من حيث القوانين المنظمة وكذا موقع الأجنبي في بطولتنا والدور الممكن أن يضيفه في كرتنا. موضة الأجنبي المحترف الأجنبي هو اللاعب الذي يؤثى به من خارج الحدود، ويستنجد به ليكون قيمة مضافة داخل منظومة الفريق لتحقيق الإنتصارات والألقاب، بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو ماذا أضاف هذا اللاعب الأجنبي للبطولة المغربية؟ وهل جميع صفقات الأندية ناجحة؟ وهل الأجنبي هو دائما أفضل من اللاعب المغربي؟ الأكيد أن الأندية لا تأخذ بعين الاعتبارات مثل هذه المعطيات ما دام أن قوانين الجامعة تسمح لكل الأندية بضم أربعة لاعبين أجانب مهما كان واقعها المادي أو حاجتها للاعبين، وهو ما يفتح المجال أمام جميع الأندية للإستفادة من هذا المعطى، وبإلقاء نظرة على لوائح اللاعبين لكل الأندية سيتضح لنا أن كل الفرق وبدون استثناء تملك لاعبين أجانب يحملون جنسيات من بلدان إفريقية منهم الصالح ومنهم طبعا الطالح، لذلك تبقى موجة الأجانب تحصيل حاصل لتراجع مستوى البطولة وكذا لعادة دأبت عليها الأندية مهما كانت قيمة هذا اللاعب وما يمكن أن يقدمه للفريق. فلاش باك رغم أن السنوات الأخيرة شهدت إجتياحا ملحوظا للاعبين الأجانب، فإنهم لم يصلوا للمجد الذي حققه عدد من اللاعبين السابقين الذين تركوا بصمات واضحة في كرة القدم الوطنية ولم يسقطوا من ذاكرة الجمهور المغربي، بل ما زالت الألسنة تردد أسماءهم بين الفينة والأخرى· لاعبون إرتقوا بمستوى بطولتنا ورفعوا من شأن الأندية التي حملوا ألوانها، نتذكر أهداف السينغالي موسى نضاو، وفلتات الغيني إبراهيما وإبداعات الروسي فاسيلي مع الوداد والفتح، ومهارات البرازيلي خوصي مع النادي القنيطري، وشهامة حارس الدفاع الجديدي الأوكراني إيفان وقتالية أوصمان، وأهداف ساليف ومنصاح وأوغانداغا وتألق الحارس الجزائري دريد ومواطنه الشريف الوزاني في قلعة الرجاء والحارس الإيفواري غواميني مع نفس الفريق، واليسرى الساحرة للجزائري رحيم مع شباب المحمدية، والهداف الإسباني أكوسطا والزامبي مايبين والقشاش الروماني تيتا مع جمعية الحليب سابقا، وحارسي المرمى بالفتح الرباطي الجزائري بنعبدالله والسنيغالي أوساينو، وفدائية الحارس الغيني دجيسو مع رجاء بني ملال، وغيرهم من اللاعبين الذين سجلوا أسماءهم بمداد من ذهب في تاريخ الكرة المغربية، وصنعوا الفرجة في قلوب الجماهير، وما زالت لوحاتهم راسخة في أذهان كل من عاصر صولاتهم وجولاتهم. الكم وليس الكيف عشرات الأجانب يؤثتون فضاء بطولتنا وكل الأندية باتت تراهن على لاعبين بشهادات ميلاد أجنبية، فليس عيبا أن تستنجد الأندية بلاعبين من خارج الحدود، لأن أعتد الفرق العالمية هي قوية بأجانبها وتتسابق هي الأخرى لدعم صفوفها من خارح الحدود، غير أن هذه الخطوة ليست دائما مربحة، حيث تحتمل النجاح وقد تحتمل الفشل، ما يعني أن ليس كل الأجانب ناجحين بعد أن شهدت هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في العدد، إن لم نقل أنها أضحت موضة العصر والعنوان الأبرز في مشهدنا الكروي·· 51 لاعبا هو عدد الأجانب الذين يؤثتون فضاء بطولتنا المحترفة، والغريب أن الفرق المتواضعة وذات الإمكانيات المحدودة هي الأخرى تتسابق لجلبهم، لكن ليس كل لاعب أجنبي يستحق مع الأسف أن نطلق عليه لاعبا مؤثرا، فالقلة القليلة هي من تمكنت من بصم إسمها وخطف الأضواء واعتبرت حقا قيمة مضافة لفريقها. والأكيد أننا سنصاب بإحباط كبير عندما نقف على العدد القليل والمعدود على رؤوس الأصابع للأجانب الذين يشكلون الإضافة والإستثناء داخل فرقهم، عدد أكيد لا يوازي عشرات المحترفين الأجانب الذين تعج بهم بطولتنا، حيث يبقى محترفا الرجاء البيضاوي كوكو ومابيدي من أبرز اللاعبين الذين نجحوا في اختبارهم في البطولة وقدموا أداءا جيدا، حيث يقضي كوكو موسمه الثالث بالبطولة، فيما يعيش مابيدي موسمه الثاني بعد أن قضى الموسم الماضي مع الدفاع الجديدي، على أن كونغوليي الوداد مويتيس وأونداما يسعيان جاهدين لاستعادة مستواهما المعهود خاصة بعد عودة المدرب الزاكي بادو دون استثناء الإيفواري كوني الذي اعتبر ربح القلعة الحمراء في الوقت الراهن، ويبصم أيضا مدافع الدفاع الجديدي ساليف كيتا على أداء جيد رفقة المهاجم التشادي ليجي الذي يعد من المهاجمين الذين لهم إمكانيات محترمة، حيث يسعى للإستئناس مع الأجواء وهو الذي يلعب أول موسم له بالبطولة، كما قام الفتح هذا الموسم بانتدابات في المستوى خاصة اللاعبين السينغالي مانداو والكاميروني ندامي. كما بدأ البرازيلي جيفرسون مهاجم المغرب الفاسي يسترجع مستواه في المباريات الأخيرة وهو الذي يعد من الأجانب الذين اكتسبوا الإحترام بالبطولة الوطنية بعد أن لعب للكوكب المراكشي والوداد وحاليا يمارس مع المغرب الفاسي للموسم الثاني، كما يتألق معه عمر ديوب، ويعد السينغالي مرتضى فال من المدافعين الذين تألقوا في البطولة منذ إلتحاقه بالبطولة، فيما يواصل كوروما مدافع شباب الحسيمة حضوره الجيد مع شباب الحسيمة. محترفون مفلسون من المفروض أن يتمتع اللاعب الأجنبي بمجموعة من المواصفات التي تؤهله لأن يكون فعلا قيمة مضافة وهو الذي يؤثى به على حساب اللاعب المحلي، فهذا العنصر الذي تم جلبه من بلد آخر وبالعملة الصعبة يجب أن يكون مميزا حتى يحقق الغاية من استقطابه ويكون قادرا على خلق الفارق ويفوق مستواه اللاعبين المحليين، كأن يكون هدافا ماهرا، أو صانع ألعاب من الطراز الرفيع، أو مدافعا ناجحا، لكن للأسف مثل هذه المواصفات لا تتوفر في أغلب اللاعبين الأجانب، بل لا يقدمون ما يشفع لهم صفة المحترف· للأمانة فإن أغلب اللاعبين الأجانب في أنديتنا أتوا من الظل ولا يستحقون اللعب في بطولتنا، فهم ليسوا سوى أصفار ومفلسين فنيا، ما يفعلونه هو مجرد إثقال كاهل الأندية بالأموال الطائلة التي يتقاضوناها، من المؤسف أن نستقطب لاعبين بقيم مالية وبامتيازات لا يحظى بها اللاعبون المحليون دون أن نستفيد منهم، وتلك هي الحقيقة المؤلمة التي لا بد أن نؤمن بها·· رعونة في الإختيارات يطرح مستوى أغلب الأجانب الذين يمارسون بالبطولة المغربية أكثر من تساؤل حول الأسس التي يعتمدها المسيرون لإبرام صفقاتهم وانتذاباتهم، هل يتم من خلال تتبع تقني ورؤية فنية تراعي الكثير من النقاط؟ أم أن اللاعب يزج به في اللائحة لمجرد أنه يحمل شهادة ميلاد أجنبية لا يميز بين من يصلح وبين من لا يصلح؟ التجربة أكدت أن هناك فرقا بين محترف يملك القدرة على التكيف مع مباريات بطولتنا ويفرض نفسه ومستواه، ومحترف يفتقد لأصول اللعبة وأبجديته، فالتعاقد مع اللاعبين الأجانب عبر مفهوم الكم لا يفيد الأندية ولا يعكس نجاح المسيرين، بل ليس الطريق الوحيد لنجاح الفريق وتحقيق الإنتصارات والألقاب مثلما يعتقد العديد من المسيرين.. فكم هي الأشرطة التي خدعت المسيرين حول حقيقة المحترفين، وكم من سيرة ذاتية مزورة جعلت من اللاعب الأجنبي نجما فوق العادة، وكم من وسيط قدم سلعة كاسدة للأندية، غير أن وزر سوء الاختيارات يتحمله المسيرون الذين يتقمصون دور التقني ويربطون الاتصال بالوسطاء أو بأشباه الوسطاء من أجل جلب هؤلاء، وهو خطأ جسيم يرتكبه الكثير من المسيرين ورؤساء الأندية لأن عين المسير ليست هي عين التقني أو المدرب الذي لا يترك له مجموعة من المسيرين المجال لاعبيه الأجانب، وهو خطأ غالبا ما يجعل أغلب الصفقات فاشلة جملة وتفصيلا. لماذا الأفارقة؟ وجدت الأندية المغربية ضالتها في السوق الإفريقية منذ أن انفتحت على الأجانب بفعل العامل الجغرافي، ولأن أغلب الأفارقة يعتبرون المغرب قنطرة لبلوغ الإحتراف الحقيقي بأوروبا، وقلة هي الأندية التي كسرت القاعدة وغيرت الوجهة الإفريقية من خلال بعض الإستثناءات همت أوروبا الشرقية وظهور مجموعة من اللاعبين كالروسي فاسيلي والحارس الأوكراني إيفان والروماني تيتا ، وبصمة الإسباني أوكوسطا من أوروبا الغربية ، ناهيك عن سوق أمريكا اللاتينية التي سبق أن صدرت لنا بعض اللاعبين كالهداف خوصي الذي دافع على ألوان النادي القنيطري ولاعب الوسط البرازيلي جورج بإتحاد طنجة وإيمرسون بالوداد، والأوروغوانيان جونتان وغوميز اللذين لعبا في السنوات الأخيرة للرجاء. غير أن الأفارقة سيطروا على السوق المغربية، ووحده البرازيلي جيفرسون يمثل اليوم الإستثناء، والظاهر أن هناك عدة عوامل هي التي تجعل الطريق معبدا للاعب الإفريقي نحو البطولة، لعل أبرزها عامل القرب والانتماء لنفس القارة وكذا القيمة المالية لصفقات الإنتقالات، ثم لا ننسى أن الكثير من اللاعبين الأفارقة يجعلون من البطولة المغربية قنطرة من أجل تحقيق حلم الإحتراف بأوروبا ولنا العديد من أمثلة اللاعبين الذين حققوا هذا المراد. من الهجوم إلى الدفاع عادة ما تستنجد الأندية المغربية بالمهاجمين الأجانب من أجل دعم صفوفها، لذلك تألق مجموعة من الأجانب على مستوى الهجوم أو الوسط الهجومي بالأمس القريب، غير أنه لوحظ مؤخرا توافد قياسي للمدافعين في السنوات الأخيرة، إذ باتت الأندية تضم في صفوفها العديد من المدافعين الأجانب الذين يؤثثون فضاء بطولتنا، والظاهر أن هذا الإختيار راجع للطقوس التكتيكية التي أضحى يعتمد عليها المدربون ويراهنون عليها، وزاد ميل الأندية إلى الصرامة التكتيكية وعدم المراهنة على الإنفتاح الهجومي أو اللعب الإستعراضي مثلما كان في السابق، وأصبحت الأولوية للنتيجة على حساب الأداء، كما أن الخوف من الخسارة دفع بالمدربين إلى المراهنة على الدفاع. لذلك لم يعد الاهتمام يقتصر على جلب المهاجمين، بل طال أيضا المدافعين حيث نجد في بطولتنا 10 مدافعين وهو عدد مهم مقارنة بالفترة التي كان يغيب فيها عن بطولتنا دون احتساب لاعبي الوسط الذين لهم نزعة دفاعية، ولنا هذا الموسم الكثير من المدافعين المتألقين الذين يعتبرون قطعا أساسية داخل أنديتهم كلاعب الدفاع الجديدي ساليف كيتا وندوي لاعب الفتح الرباطي وكروما الذي يحمل ألوان شباب الحسيمة وساليف كيتا من الدفاع الجديدي وسوراج سيرديك من أولمبيك أسفي ومرتضى فال مدافع المغرب التطواني الذي تنهال عليه العروض، وغيرهم من المدافعين الأجانب الذين بدأوا يزاحمون المهاجمين في بطولتنا. نحو القارة العجوز العديد من اللاعبين الأجانب يجعلون من البطولة المغربية قنطرة من أجل دخول الإحتراف الأوروبي، على اعتبار الروابط وكذا قرب المغرب من القارة الأوروبية، لذلك نجح العديد من اللاعبين في تحقيق هذا المطمح وتمكنوا من الإحتراف في أوروبا، قد يكون أبرزهم مايغا نجم الرجاء والإيفواري غوصو غوصو الذي لعب أولا للوداد ثم طار للإحتراف الأوروبي.. لكن ليس كل أجنبي ينجح في تحقيق حلمه في ظل عدم نجاح الكثير من التجارب في البطولة المغربية، بل إن الأندية الإفريقية نفسها وجدت في السوق الأوروبية ملاذا لها حيث تنتدب مباشرة اللاعبين الأفارقة من بلدانهم عبر صيادي المواهب، بل هناك من الأندية من أصبح يركز على المواهب الصغيرة بإقامة مراكز للتكوين تابعة لها، إذ تيسر لها عملية الإختيار دون أن ننسى أن مجموعة من اللاعبين الأجانب إضطروا للعودة إلى البطولة المغربية بعد فشلهم في الإحتراف خليجيا أو أوروبيا، كفابريس أونداما وأرنو نسيمون وموسى سليمان وغيرهم. الملف من إنجاز: