يبدو ان الروس بدأوا حربهم "النفسية" المضادة في مواجهة العقوبات التي فرضت على الكثير من رياضييهم وحرمتهم من المشاركة في اولمبياد ريو 2016، وذلك مع الاعلان غير المؤكد من اي جهة رسمية عن حصول اثنين من سباحيهم على الضوء الاخضر للمشاركة في الالعاب. وقبل ثلاثة ايام على افتتاح الالعاب الاولمبية، عقدت الجمعية العمومية للجنة الاولمبية الثلاثاء في ريو وسط اجواء مشحونة وبعد ساعات على اعلان المعسكر الروسي بان سباحيه فلاديمير موروزوف صاحب برونزية اولمبياد لندن 2012 ونيكيتا لوبينتسيف سيشاركان في الالعاب. لكن هذا الاعلان الذي صدر عن ممثلي السباحين لم تؤكده محكمة التحكيم الرياضي "كاس" التي احتكما اليها، ولا الاتحاد الدولي للسباحة الذي كان خلف ايقافهما تطبيقا للمعايير الجديدة التي فرضتها اللجنة الاولمبية الدولية بعد تقرير ماكلارين. وفي حال اكدت محكمة التحكيم الرياضي ما صدر عن ممثلي السباحين، فالنتيجة ستكون بمثابة الصاعقة لانها ستشكل الانتصار الاول للمعسكر الروسي منذ نشر تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين في 18 الشهر الماضي والذي تحدث عن تنشط منظم تحت اشراف السلطات الروسية الرسمية. وكان موروزوف ولوبينتسيف والسباحة الروسية الاخرى يوليا إفيموفا صاحبة برونزية سباق 200 م صدرا في اولمبياد لندن تقدموا بطلبات استئناف قرار استبعادهم من المشاركة امام "كاس". ومنع الاتحاد الدولي للسباحة في البداية سبعة سباحين روس من المشاركة في العاب ريو، عقب قرار اللجنة الاولمبية الدولية الشهير بترك قرار مشاركة الرياضيين الروس الى الاتحادات الرياضية الدولية وفق معايير محددة تتعلق بمكافحة المنشطات. وقد يحقق المعسكر الروسي انتصارات اخرى في الساعات القليلة التي تسبق افتتاح الالعاب الاولمبية الاولى على اراضي اميركا الجنوبية، وذلك لان ثلاثين رياضيا روسيا استأنفوا ايضا قرار ايقافهم من قبل اتحاداتهم الدولية. واستنكر رئيس اللجنة الاولمبية الروسية الكسندر جوكوف الثلاثاء امام اللجنة الاولمبية الدولية "التمييز" بحق الرياضيين الروس الذين "اوقفوا دون تبرير واثبات، بل فقط لان اسماءهم وردت في تقرير ماكلارين". - "الموت والدمار" - وكما كان متوقعا، هيمنت قضية ايقاف الرياضيين الروس والمنشطات على الجلسة الصباحية التي عقدتها الثلاثاء اللجنة الاولمبية الدولية مع مطالبة رئيسها الالماني توماس باخ ب"مراجعة شاملة لنظام مكافحة المنشطات". واشار باخ الى ان "اللجنة الاولمبية الدولية تأمل بنظام أكثر قوة وفعالية لمكافحة المنشطات، يوفر المزيد من الشفافية"، مضيفا خلال افتتاح الجمعية العمومية ال129 للجنة الاولمبية الدولية: "إن الأحداث الأخيرة تظهر أننا بحاجة إلى مراجعة شاملة لنظام مكافحة المنشطات". كما رد باخ بحزم على أولئك الذين دعوا إلى استبعاد شامل لروسيا بعد الكشف عن تقرير ماكلارين، قائلا: "دعا البعض الى استبعاد كامل للفريق الاولمبي الروسي قبل فترة طويلة من الكشف عن تقرير ماكلارين. هذا الاستبعاد الكامل للفريق الروسي وصف من قبل البعض ب+خيار نووي+". وتابع باخ الذي انتقد واللجنة الاولمبية الدولية من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "كاس" بسبب عدم اتخاذ القرار الجريء باستبعاد روسيا باكملها: "لكن النتيجة (نتيجة الخيار النووي) ستكون الموت والدمار. وهذه ليست رسالة الحركة الاولمبية". ورأى باخ ان "اللجنة الاولمبية الدولية تأمل بنظام أكثر قوة وفعالية لمكافحة المنشطات. هذا يتطلب مسؤوليات واضحة، ومزيدا من الشفافية ومزيدا من الاستقلالية وتنسيقا أفضل على الصعيد العالمي". وعلى غرار ما اعلنته في حزيران/يونيو الماضي، ستقوم اللجنة الاولمبية الدولية بتقديم اقتراحات خلال القمة الاولمبية المقررة في تشرين الاول/أكتوبر وفي المؤتمر الاستثنائي للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) في 2017. وشكلت اللجنة الاولمبية الدولية لجنة ثلاثية للبت بمشاركة الرياضيين الروس في الالعاب الاولمبية بعد قرارات الاتحادات الرياضية. وتتألف اللجنة من التركي اوغور اردنر رئيس الاتحاد الدولي للقوس والنشاب، والالمانية كلاوديا بوكيل البطلة السابقة في سلاح الشيش (انتهت ولايتها كرئيسة للجنة الرياضيين الاثنين وتم انتخاب الاميركية انجيلا رودجيرو مكانها) والاسباني خوان انتونيو سامارانش ابن الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية. واكد وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو الاثنين ان عدد الرياضيين الروس المؤهلين للمشاركة في اولمبياد 2016 سيحدد الاثنين او الثلاثاء، وكان اوضح ان العدد تقلص الى 266 رياضيا بعد ان كان 387 في القائمة الاولى. واستأنف الاتحاد الروسي لرفع الاثقال الاثنين امام محكمة التحكيم الرياضي عقوبة ايقافه من طرف الاتحاد الدولي، وذلك بحسب مصدر مقرب من المحكمة. وكان الاتحاد الدولي لرفع الاثقال استبعد المنتخب الروسي الذي يضم 8 رباعين من المشاركة في الالعاب الاولمبية، موضحا ان "نزاهة رياضة رفع الاثقال تعرضت لانتهاكات متواصلة وعلى اكثر من مستوى من قبل الروس وبالتالي تم اتخاذ عقوبات بهذا الصدد للمحافظة على سمعة هذه الرياضة". ومن بين الرباعين الثمانية الذين تم اختيارهم للمشاركة في الالعاب الاولمبية، اثنان كان تم استبعادهما من اللجنة الاولمبية الروسية بينهما صاحبة الميدالية الفضية في أولمبياد لندن 2012 تاتيانا كاشيرينا وذلك بسبب تناولها منشطات. في المقابل، وردت اسماء 4 من الرباعين الثمانية المستبعدين في تقرير ماكلارين الذي كشف نظام التنشط الذي اعتمدته روسيا.