تنفست روسيا الصعداء بعدما قررت اللجنة الأولمبية الدولية عدم حرمان جميع رياضييها من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو من 5 إلى 21 غشت المقبل، وإحالة أمر مشاركتهم إلى اتحاداتهم الرياضية الدولية. وقررت اللجنة الأولمبية الدولية يوم الأحد عدم استبعاد نظيرتها الروسية وبالتالي جميع رياضيي روسيا، وذلك بعد مباحثات عبر الهاتف لأعضاء لجنتها التنفيذية. وجاء في بيان للجنة الأولمبية الدولية أن على الاتحادات الرياضية الدولية أن تحدد أهلية كل رياضي بشكل فردي. وتابع البيان «إن الاتحادات الرياضية الدولية يجب أن تحلل سجل المنشطات لكل رياضي على حدة، مع الأخذ في الاعتبار فقط الاختبارات الدولية الموثوقة، وخصوصيات كل رياضة ولوائحها، من أجل ضمان تكافؤ الفرص». واعتبرت اللجنة الدولية أنه «في ظل هذه الظروف الاستثنائية، فإن الرياضيين الروس في أي من الرياضات الأولمبية الصيفية ال 28 يجب أن يتحملوا عواقب ترقى إلى المسؤولية الجماعية من أجل حماية مصداقية المنافسات الأولمبية». وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألماني توماس باخ بعد الاجتماع «لقد رفعنا المعايير إلى الحد الأقصى»، في دفاعه عن موقف اللجنة عقب أسوأ فضيحة منشطات في تاريخ الحركة الأولمبية. وعقد أعضاء اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية هذه المباحثات لاتخاذ قرار بشأن مشاركة رياضيي روسيا بعد تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، الذي اتهم روسيا مباشرة بالإشراف على نظام ممنهج لتعاطي المنشطات. ووحده الاتحاد الدولي لألعاب القوى قرر إيقاف نظيره الروسي ومنع رياضييه من المشاركة في أي بطولة دولية ومنها أولمبياد ريو بسبب انتهاك قواعد المنشطات. وشكل قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى بإيقاف الروس في نوفمبر الماضي، بناء على تقرير سابق لوادا أيضا حول تعاطي المنشطات، بداية المخاض الروسي. ولجأ 68 رياضيا روسيا إلى محكمة التحكيم الرياضي (كاس) للطعن بقرار إيقافهم من قبل الاتحاد الدولي، لكنها ثبتت القرار قبل يومين بمنعهم من المشاركة. ولن تتمكن العداءة الروسية يوليا ستيبانوفا، التي كانت وراء الكشف عن وجود نظام تنشيط ممنهج في بلادها، من المشاركة في ريو بحسب اللجنة الأولمبية الدولية. وكانت اللجنة الدولية تدرس حالة ستيبانوفا، عداءة ال 800 م، لتقرر إذا كانت ستسمح لها بالمشاركة في ألعاب ريو 2016 تحت علم محايد، بعد مساهمتها في الكشف عن نظام التنشط في بلادها، والذي أدى إلى حرمان رياضيي ألعاب القوى الروس من المشاركة. لكن القرار اتخذ الأحد من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بحرمانها من المشاركة أيضا بسبب سقوطها في اختبار للمنشطات عام 2013، فباتت لاعبة الوثب الطويل داريا كليشينا ممثلة ألعاب القوى الروسية الوحيدة في ريو، بعد ان سمح لها الاتحاد الدولي لالعاب القوى بالمشاركة «لتلبية المعايير المطلوبة» كونها تتدرب خارج روسيا. وكان المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين فجر الاثنين الماضي قنبلة ما تزال شظاياها تتطاير حتى اليوم، حين نشر تقريرا أعده بناء على طلب وادا، وأورد فيه اتهامات مباشرة لروسيا بالإشراف على برنامج لتعاطي المنشطات من قبل رياضييها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014 وفي بطولة العالم لألعاب القوى في موسكو منتصف 2013، مع تلاعب بالكثير من العينات الايجابية واستبدالها. وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية عقب تقرير ماكلارين أنها تدرس «جميع الخيارات القانونية» بين الإقصاء الجماعي لروسيا من ألعاب ريو و»الحق بالعدالة الفردية» للرياضيين الروس. وواجهت اللجنة الأولمبية الدولية ضغطا هائلا من جهات عدة، خاصة من وكالات مكافحة المنشطات في العالم، وبالتحديد من وادا التى طالبتها بحظر شامل على مشاركة رياضيي روسيا في الألعاب الأولمبية. وطلبت وادا من ماكلارين إجراء تحقيقاته وإعداد تقريره بعد اتهامات أطلقها المدير السابق للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات غريغوري رودتشنكوف حول تنشط منظم في روسيا. وكان رودتشنكوف كشف في ماي الماضي أن العشرات من الرياضيين الروس، منهم 15 حصلوا على ميداليات أولمبية، استفادوا من نظام تنشط نظمته وأشرفت عليه روسيا وأجهزة مخابراتها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014. وأبرز ما خلص إليه ماكلارين في تقريره أن نظام المنشطات كان تحت إشراف وتنظيم وزارة الرياضة الروسية مع «مشاركة ومساعدة فعالة» لجهاز الاستخبارات الروسية ومجلس الأمن الاتحادي الروسي. كما أكد أن عينات إيجابية لفحوصات المنشطات تتعلق ببطولة العالم لألعاب القوى، التي اجريت في موسكو عام 2013 قد تم استبدالها قبل وصولها إلى الاتحاد الدولي لفحصها. وكتب ماكلارين في هذا الصدد «في نهاية بطولة العالم بموسكو، فإن مختبر (موسكو) استبدل عينات إيجابية للبول قبل أن يتم إرسالها إلى مختبر آخر» حسب تعليمات الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وتابع «إن مختبر موسكو قام بحماية عدائي روسيا الذين تناولوا المنشطات ضمن نظام ممنهج من قبل الدولة»، مضيفا «عمد مختبر روسيا إلى اعتماد مقاربة لافتة تهدف لتطهير عينات الرياضيين، ما يسمح لهم بالمشاركة في البطولات دون شك أو ريبة».