ردت روسيا بسرعة على اتهامها بالإشراف على عملية تنشط ممنهج لرياضييها في تقرير مستقل يوم الاثنين، وقررت إيقاف جميع المسؤولين المذكورين فيه، لكنها أدانت في الوقت ذاته تدخلا «خطيرا» للسياسة في الرياضة، في وقت أملت فيه البرازيل بمشاركة جميع الدول في الألعاب الأولمبية على أرضها. وأعد المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين تقريرا، بناء على طلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، بعد اتهامات أطلقها المدير السابق للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات غريغوري رودتشنكوف حول تنشط منظم في روسيا. واتهم ماكلارين في تقريره روسيا مباشرة بالإشراف على التلاعب بنظام المنشطات في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014 وأحداث رياضية أخرى. وكان رودتشنكوف كشف في ماي الماضي أن العشرات من الرياضيين الروس، منهم 15 حصلوا على ميداليات أولمبية، استفادوا من نظام تنشط نظمته وأشرفت عليه روسيا وأجهزة مخابراتها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014. وأعلن الكرملين في بيان له على موقعه على شبكة الانترنت «سيتم إيقاف جميع المسؤولين، الذين وردت أسماؤهم في التقرير مباشرة وبشكل مؤقت من مناصبهم حتى يتم الانتهاء من التحقيق بشكل كامل». وأكد الكرملين أيضا أن الاتهامات تستند فقط إلى أقوال «شخص واحد سمعته سيئة». كما أدان الكرملين التدخل «الخطير» للسياسة في الرياضة، بعد أن طالبت أكثر من دولة بإبعاد رياضيي روسيا بشكل كامل عن دورة الألعاب الاولمبية في ريو من 5 إلى 21 غشت المقبل. وأوضح في هذا الصدد «نشهد اليوم تكرارا خطيرا من التدخل السياسي في الرياضة. نعم، إن شكل هذا التدخل قد تغير، ولكن الهدف هو نفسه: جعل الرياضة أداة للضغط الجيوسياسي». ومضى الكرملين «إن الأحداث الأخيرة والجو المقلق الذي يحوم حول الرياضة الدولية والحركة الأولمبية يذكر عن غير قصد بأوائل عام 1980»، في إشارة إلى مقاطعة الغرب لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في موسكو في ذلك العام. وقاطع عدد من الدول، في طليعتها الولاياتالمتحدة الأميركية أولمبياد موسكو 1980، احتجاجا على الغزو السوفياتي في ذلك الحين لأفغانستان، ثم قاطعت البلدان الاشتراكية أولمبياد لوس أنجليس 1984. واعتبر الكرملين أن «الحركة الأولمبية، التي تلعب دورا موحدا ضخما للبشرية يمكن أن تصبح مرة جديدة على مشارف الانقسام». وأشار إلى أن جميع الرياضيين الروس «خضعوا في الأشهر الستة الماضية إلى فحوصات للمنشطات، بناء على طلب وادا وتحت إشراف الوكالة البريطانية لمكافحة المنشطات في مختبرات خارجية». وأملت البرازيل في أن تتمكن جميع الدول من المشاركة في الألعاب بحسب وزير الرياضة. وقال الوزير البرازيلي ليوناردو بيتشاني «آمل في أن يتمكن جميع الدول والرياضيين من المشاركة، الحكومة البرازيلية تأمل حضور الجميع». وتابع «بالطبع، فإن الرياضة لها قواعدها التي يجب احترامها»، مضيفا «أنه قرار للجهات الرياضية، الاتحادات الدولية والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) يجب أن تدرس الأمر وتتخذ القرار». وردا على سؤال عما إذا كانت الألعاب الأولمبية من دون البرازيل ستفقد من هيبتها أجاب الوزير البرازيلي «كلا»، قبل أن يضيف «أن الألعاب الأولمبية هي حدث للبشرية، وهي فوق الكل. سيكون هناك 206 دول وبعثة من اللاجئين. أعتقد بأن هذا الموضوع سيتم التعامل معه بالجدية التي يستحقها والسلطات الرياضية ستتخذ القرار الأكثر عدلا والأنسب في الاطار الذي تحدده اللوائح». وارتفعت الأصوات المطالبة باستبعاد روسيا بشكل كامل عن الألعاب الأولمبية، وليس فقط رياضيي ألعاب القوى بعد قرار إيقافهم سابقا من الاتحاد الدولي للعبة بسبب فضيحة المنشطات أيضا. وطالب رئيس وادا كريغ ريدي روسيا بطرد المسؤولين المتورطين بفضيحة الفساد بعد تقرير ماكلارين بقوله «إن تقرير ماكلارين يؤكد، على الأقل، أنه لا يمكن إعادة اعتماد الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات، طالما أن جميع المسؤولين في وزارة الرياضة والوكالات الحكومية الأخرى المتورطين حسب التقرير لم يغادروا مناصبهم». كما أدان رئيس الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات ترافيس تيغارت الفساد غير المسبوق في الرياضة الروسية. وكانت الوكالة الأميركية مع نظيرتها الكندية أول من بدأ حملة منذ السبت الماضي لإبعاد روسيا عن ألعاب ريو. وطالبت اللجنة الأولمبية الألمانية بدورها بفرض عقوبات على روسيا قد تصل إلى حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في أولمبياد ريو. وقال ألفونس هورمان رئيس اللجنة الأولمبية الألمانية «من الضرورة بمكان أن نفرض عقوبات بحق المخالفين، من الممكن أن تصل إلى حد حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في جميع الرياضات سواء الفردية أو الجماعية».