يرحل الوداد البيضاوي للديار المصرية بمعنويات جد مرتفعة باعتباره متصدر مجموعته بعد تحقيقه للعلامة الكاملة في مباراتين، لكن هذه المواجهة أمام الأهلي المصري لن تكون مفروشة بالورود،خاصة بعد أن جرح الفريق المصري في كبرياءه بتذيله للترتيب بصفر نقطة بعد أن كان مرشحا فوق العادة للمرور للمربع الذهبي، وهذا ما يفرض على أشبال المدرب توشاك التعامل مع هذه القمة العربية الإفريقية بكل الجدية اللازمة، و لم لا العودة بنتيجة الفوز التي ستضمن لهم الحفاظ على الصدارة وضمان المرور لنصف النهائي بنسبة كبيرة، الفريق الأحمر بصم لحد الساعة على مشوار إفريقي ناجح بكل المقاييس بعد أن تجاوز العديد من العقبات الصعبة بكل نجاح،و بالرغم من بعض الحساسية التي تميز مثل هذه المواجهات بين الأندية العربية المتواجدة بشمال إفريقيا،في ظل تقارب المستوى و كذا طريقة اللعب، فإن أصدقاء العميد نقاش قد استأنسوا بمثل هذه المواجهات الحارقة، وهذا ما قد يساعدهم على التعامل مع أطوار هذه المباراة بكل ذكاء، وبحسن التنظيم والإنضباط الذي أبانوا عنه في المباريات الأخيرة بإمكانهم تحقيق المراد والعودة بنتيجة إيجابية من قلب ملعب برج العرب بالإسكندرية. فكيف استعد الوداد لهذه القمة العربية؟ وماذا عن حظوظه في هذه المباراة؟ مسيرة ناجحة لحد الساعة كانت مسيرة الفريق الأحمر في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية ناجحة بكل المقاييس، فبعد الصعوبات التي اعترضت سبيل أشبال توشاك في البداية، يبدو بأن العناصر الودادية قد فهمت معنى اللعب في الأدغال الإفريقية وما تتطلبه المنافسة على مستوى عصبة الأبطال الإفريقية، فأغلب اللاعبين اكتسبوا تجربة إفريقية محترمة سواء مع المنتخبات الوطنية أو كذلك مع الأندية، وهذا ما ستكون له انعكاسات إيجابية على مشاركة الفريق الأحمر في هذه المسابقة القارية التي يمكن اعتبارها مقياسا حقيقيا لمستوى الكرة المغربية بالمقارنة مع نظيرتها الإفريقية.و منذ المباراة التي تفوق فيها الشياطين الحمر على حامل اللقب مازيمبي الكونغولي تغيرت الكثير من المعطيات، وأصبح الفريق الأحمر يتعامل مع هذه المباريات الإفريقية بنوع من الجدية والصرامة وكذا القتالية، وهذا ما ساعده على تحقيق نتائج جيدة سواء داخل القواعد أو خارجها. التركيز على الواجهة القارية لم يعد من خيار أمام العناصر الودادية سوى التركيز على منافسات عصبة الأبطال الإفريقية لإنقاذ موسمهم بعد أن ضاع منهم حلم الفوز بلقب البطولة للمرة الثانية على التوالي، ومنذ الهزيمة أمام الفتح الرباطي استطاع أصدقاء الهداف هجهوج تحقيق مجموعة من الإنتصارات المتتالية، محليا وقاريا، وهذا ما يؤكد جاهزيتهم وتجاوزهم لمرحلة الفراغ التي مروا منها مع انطلاق الثلث الأخيرة من البطولة، أشبال طوشاك واعون أكثر من أي وقت مضى بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبعد تحقيقهم للعلامة الكاملة بانتصارين مستحقين على اسيك ميموزا وزيسكو يونايتد الزامبي، فإن الطموح أصبح أكبر حاليا، كما لم يعد يخيفهم مواجهة الأندية الكبيرة، حيث تأكد بالملموس قدرة العناصر الودادية على فرض شخصيتها وأسلوب لعبها داخل أرضية الميدان. معنويات عالية صحيح أن العناصر الودادية لم تستفد من أي فترة للراحة بعد إسدال الستار عن منافسات البطولة الوطنية، حيث كان عليها دخول غمار منافسات كأس العرش وعصبة الأبطال الإفريقية، لكن ذلك لم يكن له تأثير سلبي على أداء المجموعة الودادية التي استطاعت تحقيق نتائج جيدة أبهرت كل المتتبعين، و هكذا يدل على تعامل الطاقم التقني بشكل جيد مع هذه المرحلة سواء من حيث الإعداد البدني أو كذلك التركيز على الجانب السيكولوجي الذي يبقى مهما جدا في مثل هذه المنافسات، ومن جهة أخرى فإن النتائج التي تحققت على مستوى العصبة القارية سيكون لها ولا شك انعكاس إيجابي على معنويات اللاعبين، ما سيمكنهم من خوض باقي المباريات ومنها هذه القمة أمام الأهلي المصري بثقة أكبر. إنجازات الخصم تفرض احترامه فريق الأهلي المصري يبقى غنيا عن كل تعريف فهو صاحب الرقم القياسي من حيث الألقاب الإفريقية، وهو دائم الحضور في هذه المنافسات التي تعود عليها، وهذا ما شكل نقطة قوة الكرة المصرية في فترة من الفترات ما مكن منتخب الفراعنة من الفوز بعدة ألقاب قارية، كما يمكن اعتبار الأهلي من القوى التقليدية على المستوى الإفريقي. صحيح أن انطلاقته لم تكن جيدة على مستوى عصبة الأبطال هذا الموسم بعد أن تجرع هزيمتين غير منتظرتين أمام كل من زيسكو يونايتد وأسيك ميموزا ما جعله يتذيل ترتيب هذه المجموعة،لكن هذه النتائج لا يمكن اعتبارها مقياسا للحكم على مستوى فريق استطاع التتويج بلقب البطولة المحلية، كما أنه يضم بين صفوفه العديد من العناصر المجربة التي بإمكانها إحداث الفارق في أية لحظة، لذا وجب على العناصر الودادية احترام الخصم والتعامل مع المباراة بكل الجدية اللازمة. الحفاظ على الإمتياز والصدارة مثل هذه المباريات الكبيرة تحسمها عادة جزئيات بسيطة،و بما أن دور المجموعتين يختلف كليا عن الأدوار التمهيدية، فيجب التعامل بذكاء مع هذه المباريات وذلك بجمع أكبر عدد من النقط الممكنة لضمان مرور سهل للمربع الذهبي، المجموعة الودادية توفقت في اجتياز مراحل جد صعبة، وتفوقت على حامل اللقب مازمبي الكونغولي بل إنها استطاعت انتزاع تعادل ثمين من قلب ملعبه، كما عادت بالفوز من العاصمة أبيدجان، وبفضل النتائج الجيدة التي حققتها باتت تتزعم ترتيب هذه المجموعة بكل جدارة واستحقاق، وللحفاظ على هذا الإمتياز يجب على العناصر الودادية أن تتحلى بنفس العزيمة والإصرار، وتتسلح بالحماس والتحدي، والأهم من هذه المباراة خارج القواعد هو تفادي الهزيمة و العودة بنقطة أو ثلاث نقط.ما يسمح بمناقشة باقي المباريات بهدوء أكبر خاصة أنه سيستقبل مباراتين متتاليتين داخل قواعده. جمهور في الموعد دائما كعادتها فإن الجماهير الودادية ستكون في الموعد، وكما حضرت في كل الرحلات الإفريقية السابقة، حيث انتقلت لأبعد نقطة، وقطعت ألاف الكيلومترات لتحطم كل الأرقام القياسية هذا الموسم،فإنها ستكون مجددا حاضرة بالإسكندرية،بل إن أنصار و عشاق الفريق الأحمر من أمريكا الشمالية سيشدون بدورهم الرحال لأرض الكنانة من أجل تقديم الدعم و المساندة للعناصر الودادية في هذا المحك العربي الإفريقي ،كما ستكون الجالية المغربية هناك حاضرة بقوة من أجل التشجيع والتحفيز باعتبار الوداد ممثلا للكرة المغربية في هذه المسابقة، والكرة ستكون بين أيدي اللاعبين والطاقم التقني، حيث كل الآمال معلقة عليهم لإعادة البسمة لأنصار وعشاق الأحمر في كل بقاع العالم.