يرحل الوداد البيضاوي للعاصمة الإيفوارية أبيدجان، حيث يستهل منها مشوار دور المجموعتين من منافسات عصبة أبطال إفريقيا، وسيكون أشبال المدرب طوشاك بعد غد السبت مع هذه القمة الإفريقية، والمواجهة التي تبقى مفتوحة على كل الإحتمالات مع أحد أقوى الأندية الإفريقية، إنه فريق أسيك ميموزا المثقل بالتجارب والألقاب محليا وقاريا. فبعد مشوار ناجح في الإقصائيات المباشرة توجه الشياطين الحمر بإقصاء حامل اللقب مازيمبي الكونغولي، يبدو حاليا بأن الطموح أصبح أكبر وسقف الأهداف ارتفعت بالنسبة لهذه المجموعة الحالية التي تراهن على تعويض فقدانها لقب البطولة بالذهاب لأبعد حد في هذه المسابقة التي سبق للوداد التتويج بلقبها سنة 1992، كما بلغ مباراتها النهائية سنة 2010، فكيف استعد الوداد لهذه القمة؟وماذا عن حظوظه في هذه المباراة؟ التجربة الإفريقية في آخر مشاركة له في هذه المنافسة القارية نجح الوداد في بلوغ المباراة النهائية التي خسرها أمام الترجي التونسي قبل حوالي خمس سنوات، كما سبق للفريق الأحمر أن توج باللقب سنة 1992، إضافة للقب كأس الكؤوس سنة 2002، ومن جانب آخر يتوفر الوداد على تركيبة بشرية مهمة، فأغلب اللاعبين اكتسبوا تجربة إفريقية محترمة سواء مع المنتخبات الوطنية أو كذلك مع الأندية، وهذا ما ستكون له انعكاسات إيجابية على مشاركة الفريق الأحمر في هذه المسابقة القارية التي يمكن اعتبارها مقياسا حقيقيا لمستوى الكرة المغربية بالمقارنة مع نظيرتها الإفريقية. التركيز على الواجهة القارية إستنزف الفريق الأحمر الكثير من طاقته وجهده وضحى بمنافسات البطولة الوطنية التي اكتفى فيها بمركز الوصافة من أجل مشاركة مشرفة في عصبة الأبطال الإفريقية، وبعد تجاوز عقبة مازيمبي، يبدو بأن الحلم والطموح أصبح أكبر مما كان عليه سابقا، فكل مكونات الفريق الأحمر باتت تطالب بالعودة للمنافسة بكل قوة على الواجهة القارية، فالوداد له بصماته في تاريخ الكرة الإفريقية، والهاجس حاليا هو استعادة هذه الأمجاد، والعودة لمقارعة الكبار، الفريق الأحمر لديه كل المؤهلات التي تمكنه من الذهاب بعيدا في هذه المسابقة شريطة التعامل مع المراحل القادمة بعقلانية وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، مع تعزيز الصفوف بعناصر جيدة بإمكانها منح الإضافة المرجوة، وليس الإنتداب من أجل الإنتداب فقط وإنعاش سوق الإنتقالات كما حدث في المرحلة السابقة. إستعادة المعنويات أسدل الستار على منافسات البطولة المحلية، حيث نافس الفريق الأحمر على اللقب لآخر دقيقة، ولم يكن هناك متسع للوقت بالنسبة للعناصر الودادية لأخذ قسط من الراحة وإلتقاط الأنفاس، بحكم انطلاق منافسات كأس العرش، أصدقاء هجهوج كانوا على موعد مع بروفة إعدادية من خلال المواجهة التي جمعتهم بفريق أمل تزنيت المنتمي لقسم الهواة، الفريق الأحمر لم يجد أدنى صعوبة في تجاوز منافسه بخماسية نظيفة، وبالرغم من ضعف الخصم وعدم إمكانية مقارنته مع الفريق الإيفواري فإن خوض مثل هذه المباريات يبقى مهما سواء على مستوى استفادة اللاعبين من التنافسية، كما أن تسجيل هذا العدد من الأهداف له تأثير إيجابي على معنويات اللاعبين، وذلك بعد استعادة بعض العناصر لفعاليتها الهجومية التي افتقدتها في الكثير من المباريات. الخصم بإمكانيات محترمة فريق أسيك ميموزا يعتبر من القوى التقليدية على المستوى الإفريقي، فهو دائم الحضور في المنافسات القارية، ومتعود على المشاركة في عصبة الأبطال التي سبق له التتويج بلقبها. كما أن الكرة الإيفوارية غنية عن كل تعريف فقد أثبتت جدارتها في السنوات الأخيرة بفضل سياسة التكوين التي اعتمدتها ما مكنها من التوفر على خزان كبير من المواهب التي تسطع في كل موسم لتغزو الملاعب العالمية، صحيح أن نتائج أسيك في الأدوار التمهيدية لم تكن كبيرة، إذ لم يصادف في طريقه فرقا كبرى، كما أن مسيرته على مستوى البطولة المحلية غير متوهجة كما في السابق،لكن فريق أسيك عادة ما يكبر في المباريات الكبيرة، وهو معروف دائما بالكرة الحديثة التي تعتمد على الفنيات وعلى السرعة في تنفيذ العمليات وبالتالي وجب احترام الخصم والتعامل مع المباراة بكل الجدية اللازمة. المصالحة مع النتائج الإيجابية مثل هذه المباريات تحسمها عادة جزئيات بسيطة، وبما أن دور المجموعتين يختلف كليا عن الأدوار التمهيدية، فيجب التعامل بذكاء مع هذه المباريات، وذلك بجمع أكبر عدد من النقط الممكنة لضمان مرور سهل للمربع الذهبي، المجموعة الودادية توفقت في اجتياز المرحلة الأصعب، وتفوقت على حامل اللقب مازيمبي الكونغولي، بل إنها استطاعت انتزاع تعادل ثمين من قلب ملعبه، والأكيد أن تحلي العناصر الودادية بنفس العزيمة والإصرار، وتسلحها بالحماس والتحدي هو الكفيل بمساعدتها على تحقيق نتيجة إيجابية، والأهم من هذه المباراة الإفتتاحية خارج القواعد هو تفادي الهزيمة والعودة بنقطة أو ثلاث نقط، ما يسمح بمناقشة باقي المباريات بهدوء أكبر. جمهور في الإنتظار الجماهير الودادية تجاوزت بشكل سريع حرقة فقدان اللقب، وقررت طي صفحة الماضي القريب والنظر للمستقبل بكل تفاؤل، وكان حضورها المكثف بمناسبة المباراة التي احتضنها ملعب مولاي رشيد عن منافسات كأس العرش، بمثابة تأكيد منها على دعمها ومساندتها للاعبين والطاقم التقني في هذه المرحلة، والهدف الآن هو عصبة الأبطال الإفريقية، أنصار الفريق الأحمر سيشدون الرحال كعادتهم صوب أبيدجان، كما ستكون الجالية المغربية هناك حاضرة بقوة من أجل التشجيع والتحفيز باعتبار الوداد ممثلا للكرة المغربية في هذه المسابقة، والكرة ستكون بين أيدي اللاعبين والطاقم التقني، حيث كل الآمال معلقة عليهم لإعادة البسمة لأنصار وعشاق الأحمر في كل بقاع العالم. البرنامج أبيدجان: س15و30د: بملعب روبرت شامبرو: أسيك أبيدجان الوداد البيضاوي