الرجاء·· الحضارة·· المتعة·· الخيال·· الأسطورة·· ببساطة الأمبراطورية، هكذا وجدت علبتي الإلكترونية محشوة بهدية أعياد الميلاد كما قال صاحبها وبداخلها صورة للتيفو العملاق والرائع والأخاذ كما نسجه مبدعو الظل ومهووسو الإحتفالية وفنانون بالفطرة والسليقة بالمدرجات يستحقون فعلا دراسة لمختصين ينصفون من خلالهم خوارقهم الإبداعية التي لم يتعلموها بالمعاهد ولا بالمدارس، إبداع فطري، غريزي، حضاري أكد من خلال فصيل غرين بويز أنه ماركة عالمية بحق كما سبق وأن أشرت مرارا· وجد الكثيرون من مناصري الرجاء فيما كنت قد كتبت بخصوص اليتفو المسروق خلال مباراة الدفاع الجديدي ما قرأوه بنظارات خاصة صورت لهم التحليل على أنه مأخوذ على درجة التحامل، ومنهم من هاتفني يلح علي ألا أضيع الفرصة لحضور الديربي لتتبع حدث غير عادي سينسجونه بالمدرجات في رد فعل حضاري على جمهور الوداد والتيفو المسروق آنفا· وبالفعل وجدتني مشدودا ومشدوها في ذات الوقت لتيفو الأمبير أو الأمبراطورية كما أبدعه جمهور الرجاء، لوحة فنية جمالية راقية أضافت للديربي قيمة أخرى، جعلت صحيفة "بيلد" الألمانية تعنون عبر مبعوثيها الستة الذين حضروا لتغطية الحدث أمبراطورية الرجاء داخل دولة المغرب، في وقت اعتذر فصيل "الوينرز" على رفع "التيفو"، وحدث هذا للمرة الثانية بعد المصادرة الأمنية للتيفو الأول بالرباط خلال مباراة الجيش، وهذه المرة لدواعي مرتبطة بحالة الطقس، وكأن القدر أبى إلا أن ينصف جمهور الرجاء ومريديه في موعد لا يحتمل الأعذار وتظل ذكراه قائمة لغاية العناق الثاني بالإياب· شكرا حقا لجمهور الرجاء على الصياغة أولا، على تسويق المنتوج الجماهيري المغربي الذي قال عنه مصطفى الأغا في "صدى الملاعب": حين يكون عندك جمهور كهذا يجب أن تكون أول من يتأهل لكأس العالم· وثانيا شكرا على التذكير بأن الأسطورة تمرض، تشيخ ولا تموت، وشكرا ثالثا لأن السياق الإبداعي إنتصر لأسطورة الخضراء ولم يتوغل في شوفينية الرد على التيفو المسروق، ورابعا وخامسا وسادسا شكرا للجمهور الرجاوي ومعه الودادي على طرد وجع الإقصاء لمنتخبنا ولو حين، وتذكيرنا بأن هناك للأمل بقية ما دام مبدعون لهذا الإصرار حاضرون بهذا البلد الأمين· ------------- أجده مأخوذا بلحظات تأمل عميق كعادة الفلاسفة الذين يجنحون لساعات خلوة، ولأيام مناجاة ذاتية قد تطول كي يخرجوا بتصور ينتصر للعقل والمنطق بإلهام خارق لا يفقهه إلا الضالعون في علوم مدرسة الحكمة· وأحيانا يجرفه تيار المسؤولية بثقلها بعيدا، يسيج نفسه فيحبسها في ملكوت ضيق منتصرا لصدقية التكليف ومقدرا لأمانة الرسالة التي عرضت على الجبال فأبت حملها لأن الأمارة ندامة يوم القيامة إلا من رحم ربي· وأخيرا لم أكن أشك يوما في أن للتتويج لحلاوة وفي مذاقه لطلاوة، تضفي مسحة من الهالة والوقار على من يستحقها وعلى من خُلق إلا لكي يحيى محمولا على هودج الفرحة والتشريف·· إلا بعد أن شاهدت بأم العين، مدركا بفراسة المؤمن التي لا تخطئ كيف تحول زميلنا بدرالدين الإدريسي البراغماتي وليس "الميكيافيلي" ولا "الكيمياوي" حتى كما وصفه زميلنا مصطفى بدري، وإلا لما اختلفت الحواس بإختلاف البصمات، قلت تحول شبه راديكالي، لرجل عفيف، حكيم مثقف، لا أجد ما أهاديه به في نهاية السنة غير هذه الكلمات، كرعيل لم يعايش حقبة (ج·م·ص·ر) في إطلالتها الأولى وإنما عايش لحظة التغيير في إطار الإستمرارية، من انفعالية مدفوعة بضغط إخراج العدد لجمهور "المنتخب" لكياسة وحِلْم بلا حدود، وبتواضع يعز نظيره وخجل من ثقل الوشاح يشتغل زميلنا وأستاذنا بدرالدين الإدريسي دون أن تأخذه نداهة الكرسي الجديد ولا عظمة القلائد التي تزين الجِيدْ المرصع بأوسمة التشريف، لذلك هي السنابل الشامخات التي تنحني حقا تواضعا، وهو البدر المكتمل الذي سطع ليلة اكتمال بدر ذي القعدة، وقليلون هم من انتبهوا لتزامن حدثين لا تكذب أجرام السماء إن نطقت بالواقعة، وعذرا إن أقحمتكم فيما هو من صميم الخوالج الخاصة· -------------- أعرفه جيدا بغير الصورة التي ينظر بها له غيره، شاب عازب (35 سنة) ودود وطيب، ليس ذنبه إن كانت ملامحه أو حتى تصرفات الفطرية تقود اللاعبين وغيرهم للحظات استفزاز غير محسوبة العواقب، هو خالد رمسيس الحكم الذي قال عنه البعض أن دعوة أو لعنة حليوات لحقت به غير بعيد عن آسفي وهذه المرة بالجديدة، وآخرون تجنوا وادعوا أن بركة السلاويين قالت كلمتها· لا هذا ولا ذاك·· هو القدر الذي لا ينفع معه حذر، والشماتة من شيم الأراذل·· رمسيس تجسيد لطينة المؤمن المصاب، وشخصيا تتبعت مسار ابن سوس وأتبنى طرح أنه من أفضل الحكام وأكثرهم اقتدارا وجسارة وجرأة في اتخاذ القرار·· هي شعرة الحظ الرفيعة التي لا تنصف أحيانا، ومع ذلك متمنياتي بالشفاء العاجل لخالد ونصيحتي لأصحاب الصافرة·· خذوا حذركم في مواقع اللعب فلن ينفعكم إن أصبتم لا البلوتوت ولا فرانك باطا·