كان ديربي الدارالبيضاء الأخير منتوجا فنيا رائعا بامتياز، لم يكن مجرد مباراة في كرة القدم جمعت فريقين كبيرين، بل كانت كوكتيلا رياضيا إبداعيا اجتمعت فيه كل الفنون في أبهى تجلياتها، حضرت الموسيقى والمسرح والتشكيل والسينما والرقص في الملعب والمدرجات بلونيين يبدوان متفرقين ولكنهما في الحقيقة متوحدان في علم الوطن، هكذا كان اللقاء عرضا مغربيا خالصا انتهى وترك في الجماهير مشاعر لذيذة أشبه بما يتركه فيلم سينمائي في نفوس المتفرجين، إذ جمع كل خصائص المتعة، من تشويق وحركة وخلفية موسيقية وديكور هائل وممثلين ومشاهد كوميدية وتراجيدية ولقطات رومانسية كتلك التي جمعت آيت لعريف ومسلوب، وإن تسللت مشاهد خليعة كاللقطة التي ظهرت فيها مشجعة رجاوية خلعت ملابسها من فرط الجنون· - وهادي تسطات ولا مالها؟ - اللي كيعشقو الراجا والوداد كيبقاو بلا عقل· - بالعكس، الرجاويين والوداديين كلهم بعقلهم· - أجي، آش كتعني "التيفو"؟ راه بالفرنسية "تيي فو" يعني أنت مسطي· ألهذا السبب اكتفى الوداديون برفع لافتة تحمل رقم "36" طافت بها المدرجات المسماة بالدار؟ لأن "ستة وثلاثين" بالفرنسية هي "طرانت سيس" التي تعني للمغاربة جناح خاص بالأمراض النفسية والعقلية· طبعا ليس هذا الكلام صحيحا، فالوينرز لم يرفعوا التيفو في الديربي لأن الخوف من الأمطار جعلهم يلغون طلوعه، فاعتبر الرجاويون ذلك انتصارا على الوداد في المدرجات، ودليلا على أنهم أقوى من المطر، وأن حب الرجاء لا يقهره غضب الطبيعة رافعين شعار : ما يقهر تيفو الراجا، لاشتا لا عجاجة، غير أن أحد الوداديين اعتبر طلوع تيفو الرجا رغم المطر وعجز تيفو الوداد عن ذلك أمرا طبيعيا، حيث ملي كتكون الشتا والغيس تقدر الكرويلة تدوز والميرسيديس ماتدوزش، يعني أن تيفو الحمرا كلاص كيسوى الملايين وماخاصوش يتبهدل، وتيفو الخضرا طالع بجوج مليون قل شي حاجة كيمة كرويلة.. واخا يكون الزلزال تدوز تدوز· - آجي، الرجاويين في التيفو ديالهم كاتبيين "أمبير" يعني "إمبراطورية".. آش جاب "صوب الشعب" ل "الإمبراطورية"· - عمرك كلستي في المگانة؟ - لا·· - إيلا كنت كتكلس في المگانة يجيب ليك الله أنت هو بان كي مون· مهما كانت الألقاب والتسميات، ففريق الرجاء البيضاوي أكد في الديربي أنه فريق كبير مهما كانت الهزات، وفريق الوداد البيضاوي أكد أنه منتخب صغير يقوده مدرب كبير، وأعطيا الدليل الواضح والصاعق بأننا كمغاربة قادرون على أن نكون في القمة كرويا وتنظيميا إذا ما توفر الإخلاص الحقيقي، واحتفينا بمغربيتنا ووثقنا في كفاءاتنا، ومن حسن الحظ أن مويتيس وسيري ديا لم يسجلا كما توقع الجميع، وسجل بدلا عنهما لاعبان مغربيان كبيران وهما حيقا والسوسي. - أخويا، ما عندي ما نقول على الديربي، برافو برافو برافو، وأيت لعريف والنجدي هوما العرسان· - العرسان الحقيقيين هوما المغاربة كلهم اللي حضرو، الجمهور والمنظمين واللاعبين·· وبالأخص جريندو· - شفت الجرائد ما هضروش بزاف عليه· - ملي الزاكي مشى سلم على جريندو هو اللول، باراكا عليه، سالات الهضرة· ================ نافذة ما عندي ما نقول على الديربي، برافو برافو برافو