لم يضيع الرجاء البيضاوي فرصة استقباله بميدانه لضيفه المولودية الوجدية، حيث أكرم وفادته برباعية نظيفة سجلت مناصفة بين الشوطين، دانت السيطرة في هذه المباراة التي احتضنها مركب محمد الخامس لفائدة النسور الذين عرفوا كيف يتحكموا في المباراة ويحسموها لصالحهم أداء ورقما، وبهذه النتيجة الإيجابية والفوز الثاني على التوالي أكد أشبال المدرب رشيد الطوسي بأنهم قادمون للمنافسة وعلى اللقب عازمون. السندباد يعود للدار البيضاء بعد غياب امتد لسنوات طويلة عن مركب محمد الخامس عاد سندباد الشرق ليحط الرحال مجددا بالعاصمة الإقتصادية لأول مرة هذا الموسم، والمناسبة هي مواجهة الرجاء البيضاوي المنتشي نهاية الأسبوع الماضي بفوز ثمين خارج القواعد على حساب الكوكب المراكشي، والأكيد أن أرضية الملعب الشرفي ما زالت شاهدة على صولات وجولات فارس الشرق بقيادة مجموعة من اللاعبين المتميزين الذين جعلوا من المواجهات سواء مع الرجاء والوداد وباقي الأندية التي يزورونها قمة كروية تغري بالمتابعة قبل أن يفل نجم المولودية لسنوات في القسم الثاني، لكنه هذا الموسم تمكن من استعادة جزء من هذا البريق بقيادة المدرب أيت جودي وبحضور وازن لعناصر متميزة. البحث عن الفوز الثاني الرجاء الذي حقق الفوز في مباراة الذهاب بوجدة كان يمني النفس بتكرار نفس الإنجاز والحصول على ست نقط كاملة في مواجهتين مباشرتين مع السندباد، وبالتالي تسلق الدرجات على مستوى الترتيب، خاصة أن نقطة واحدة تفصل الرجاء عن الفريق الزائر، وهذا ما زاد من حجم التشويق والإثارة في هذه المباراة التي كانت لا تقبل بأنصاف الحلول بالنسبة للمحليين، ولذلك اعتمد المدرب رشيد الطوسي على نفس التركيبة البشرية التي عادت بنقط الفوز من عاصمة النخيل مع تسجيل عودة الحافظي ليشغل مكان الوادي المصاب، وتظهر من خلال التركيبة البشرية للنسور ملامح النزعة الهجومية للمدرب رشيد الطوسي بحضور وازن للقديوي، الواصلي وبابا طوندي، إضافة للحافيظي مع تسجيل تقدم مابيدي بدوره. فكر المدربين النسور حافظوا على طريقة لعبهم التي تعتمد على البناء من الخلف والإنطلاق بهجومات سريعة في محاولة منهم لإرباك دفاع الزوار وإرغامه على السقوط في الأخطاء، وبالمقابل ركز المدرب أيت جودي على ملء خط الوسط، حيث تواجد خمسة لاعبين وراء رأس الحربة العلاوي الذي كان مساندا في الغالب بلاعب المحور الهاني وبودالي الذي كان ينطلق من الجهة اليمنى، وحاول الزوار من خلال هذا النهج الضغط على الرجاء في منطقتهم وعدم ترك الفرصة أمامهم للتحكم وفرض أسلوب لعبهم، وكاد جبيرة يسقط في الفخ في الدقيقة 18 بعد تمريرة ناقصة نحو الحارس الزنيتي كاد العلاوي يستغلها لولا تدخل الحارس الرجاوي في أخر لحظة، بعدها تدخل أولحاج لإنقاذ الموقف بعد تمريرة جانبية. هدفان حاسمان هذه المحاولات أيقظت النسور ما دفعهم للمبادرة نحو الهجوم، ومن أول فرصة واضحة إنسل قديوي ليتلقى لتمريرة على المقاس أسكنها شباك الزوار لكن حكم الشرط أعلن عن تسلل غير واضح في الدقيقة 23 ليحرم الرجاء من افتتاح الحصة، وبنفس الطريقة جاء الهدف الأول من توقيع الحافيظي في الدقيقة 33 إثر تمريرة على المقاس من زميله الواصلي، الهدف حرر العناصر الرجاوية التي تابعت بحثها عن أهداف أخرى، ومن مجهود فردي نجح النيجيري بابا طوندي في التوغل داخل مربع العمليات، حيث تم إسقاطه والحكم خالد النوني كان قريبا من العملية وبالتالي فإنه لم يتردد في الإعلان عن ضربة جزاء احتج عليها لاعبو سندباد الشرق بكل قوة ما كلف الحارس الأزهري إنذارا مجانيا، في حين ضاعف منها الزئبق قديوي الحصة في الدقيقة 38، وبذلك ينهي الفريق الأخضر الشوط الأول بأفضل طريقة ممكنة. سيطرة رجاوية دخل النسور أطوار الشوط الثاني بعزيمة وإصرار على إضافة أهداف أخرى في ظل المعنويات المرتفعة للاعبيه، لكن المبادرة والتهديد الأول حمل بصمة الزوار من كرة ثابتة تصدى لها الحارس الزنيتي، إندفاع الزوار كان من الطبيعي أن يكلفهم غاليا باعتبار قوة الرجاء على مستوى المرتدات السريعة، والتمريرات الملمترية للاعبين من قيمة القديوي، بابا طوندي، الحافيظي والواصلي. بصمة إفريقية وهكذا فإن العقاب لم يتأخر من الجانب الرجاوي بعد أن خدع بابا طوندي الحارس الأزهري بتسديدة مركزة استقرت في الجهة اليسرى من شباكه معلنا عن الهدف الثالث في الدقيقة 53. بعد هذا الهدف بادر المدرب أيت جودي لإجراء بعض التغييرات الهجومية على فريقه، لكنها لم تفد في شيء بعد أن أصبح الإتجاه واحدا وهو مرمى سندباد الشرق، حيث عانى دفاعه كثيرا أمام انسلالات بابا طوندي التي أزعجت الرحماني ورفاقه. المدرب الطوسي إطمئن على النتيجة المسجلة ما دفعه لإخراج بعض أوراقه الرابحة تحسبا للمباريات المقبلة دون أن يكون لذلك تأثير على أداء النسور وفعاليتهم خاصة بعد أن تمكن المدافع أوال من زيارة شباك الأزهري في الدقيقة 74. فوز استراتيجي الدقائق الأخيرة شهدت لعبا مفتوحا من الجانبين ومحاولات متبادلة، وتابعنا استيقاظه للزوار لكنها جاءت متأخرة، حيث انتهت هذه المحاولات بتدخلات ناجحة للدفاع الرجاوي وكذلك الحارس الزنيتي، وبهذا الإيقاع أعلن الحكم خالد النوني على نهاية المباراة بفوز مستحق للنسور رفعوا به رصيدهم لخمسة وعشرين نقطة متمركزين في الصف السادس غير بعيدين عن أندية الصدارة.