أمرت محكمة سنغافورة العليا الصحافي جيمس دورسي بكشف المصادر التي أوعزت إليه بتسريب تفاصيل عن مبالغ مالية طائلة زعم أن رئيس الاتحاد الآسيوي الموقوف محمد بن همام حصل عليها. وذكر محامي الصحافي ومسؤولون عن شركة (وورلد سبورت غروب)٬ التي تقدمت بالشكوى ضد الصحافي٬ أن القرار صدر بعد جلسة مغلقة دامت نحو أربع ساعات. وكان دورسي قد كشف عن تقرير مالي داخلي لشركة (برايس ووتر هاوس كوبرز) يتعلق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم٬ ذكر فيه بأن رئيسه بن همام تلقى أموالا٬ مشيرا إلى أن المبلغ الذي يقدر بملايين الدولارات جاء قبيل تجديد الاتحاد الآسيوي لعقد الرعاية الخاص مع شركة (وورلد سبورت غروب) التي تتخذ من سنغافورة مقرا رسميا لها والتي بلغت قيمته مليار دولار. وتقدمت شركة (وورلد سبورت غروب) بشكوى إلى المحكمة العليا في سنغافورة لكي تفرض على دورسي كشف مصادر معلوماته وأي ملفات أخرى مع النية في توجيه اتهامات التشهير أو انتهاك الثقة. وقالت ديبراه باركر٬ كبيرة محامي الشركة "نسعى إلى الحصول على معلومات لكي نتمكن من تحديد ما هي التهم وضد من". في المقابل٬ قال دورسي الألماني المولد "لقد خاب ظني من قرار المحكمة وسأقوم باستئنافه". يذكر أنه تم في وقت سابق من شتنبر الجاري القبض على رجل في ماليزيا بتهمة سرقة وثائق مزعومة من مقر الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور. وسلم توني كانغ٬ زوج المديرة المالية السابقة في الاتحاد الآسيوي إميليا جان٬ نفسه إلى الشرطة. وكان الاتحاد الآسيوي تقدم بشكوى إلى الشرطة الماليزية بشأن فقدان وثائق تتعلق بالدفعات المالية الكبيرة لمصلحة القطري محمد بن همام٬ رئيس الاتحاد الآسيوي السابق الموقوف بقضايا رشوة من قبل الاتحادين الدولي والقاري. كما أن بن همام كان اشتكى بدوره من سرقة وثائق "الدفعات الشخصية" من مكتبه٬ مشيرا إلى أنها أدرجت في عملية تدقيق الحسابات التي يجريها الاتحاد الآسيوي عبر شركة (برايس ووتر هاوس كوبرز). وكان الاتحاد الآسيوي أعلن استمرار إيقاف بن همام في اتهامات تتعلق ب"مخالفة النظام الأساسي وقواعد الانضباط والأخلاق". وكانت لجنة الانضباط الآسيوية اتخذت قرارا في 16 يوليوز الماضي بإيقاف بن همام مؤقتا عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم٬ سواء إداري أو رياضي "لانتهاكات محتملة لنظام الاتحاد الآسيوي وقواعد الانضباط والأخلاق"٬ مبررة الإيقاف ب"أشياء تحيط بمفاوضات وتنفيذ عقود محددة وعمليات مصرفية بين حسابات الاتحاد وحساب بن همام الشخصي إبان توليه الرئاسة". وكان الاتحاد الدولي رفض دفاع بن همام وأكد إيقافه بشكل مؤقت لمدة 90 يوما بقرار من لجنة الأخلاقيات في 26 يوليوز. يذكر أنه تم اتهام بن همام في ماي 2011 بشراء الأصوات قبل الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي فانسحب من السباق قبل أن يشطب مدى الحياة. ورفعت محكمة التحكيم الرياضي هذا الشطب مستندة إلى نقص في "الأدلة المباشرة" دون أن تحكم ب"ببراءة بن همام"٬ معتبرة "أن الاتحاد الدولي حاليا بصدد إصلاح لجنة الأخلاقيات٬ وأنه في حال التوصل إلى أدلة جديدة بخصوص هذه القضية٬ يمكن حينها فتح الملف من جديد للتأكد من أن بن همام انتهك أم لا قانون الأخلاقيات الخاص بالاتحاد الدولي".