بسرعة الصاروخ وفي أولى مواسمه مع المدرب عبد الهادي السكيتوي برز الجناح بديع أووك بصورة لفت بها الأنظار. وأن يتألق ويزور شباك الكبار فهو بالتأكيد حافز للأندية الكبيرة لطرق أبواب الحسنية للمطالبة بخدماته. أووك صاحب 21 ربيعا فتح قلبه ل «المنتخب» ليتحدث عن مرحلة الطفولة وإلى أن وصل للفريق الأول للغزالة، وفي هذا الحوار يكشف تفاصيل العروض التي توصل بها وقدوته في عالم الساحرة المستديرة، فلنكتشف ذلك. كيف كان طريق الوصول لمحطة حسنية أكادير ؟ «قبل الحديث عن محطة الوصول لا بد من أن أعيدك لسنوات مضت، حين كنت أغازل الكرة منذ الصغر في الشارع بالخيام. وفي تلك الفترة شاركت في دوري رمضاني وقد اكتشفني محمد الورتي الذي يشتغل الآن كإداري وجلبني للفريق السوسي وانضممت لفئة الكتاكيت في عمر ثمان سنوات وبعدها تدرجت عبر جميع الفئات حتى وصلت لفريق الكبار». تألقت مع فئة الأمل بصورة لافتة والعديد من المتتبعين طالبوا بإلحاقك للفريق الأول، فمتى كانت أولى مشاركاتك الرسمية مع فريق الكبار ؟ «أول مباراة رسمية لي مع الفريق الأول كانت سنة 2014 مع المدرب مصطفي مديح ضد الجيش الملكي. وقد شاركت في الثلاث مباريات الأخير من الموسم. وبعدها التحق بالفريق المدرب عبد الهادي السكتيوي الذي منحني هو الآخر الثقة وشاركت بصفة أساسية في كل المباريات وحاولت دائما أن أحافظ على مستواي للحفاظ على مكاني كأساسي لأن الأمر ليس سهلا». ألم يراودك في بعض الأحيان الشعور باستحالة أو صعوبة الوصول للفريق الأول لعدم الإعتماد على لاعبين من المدرسة ؟ «إحساس مختلف وأجواء مختلفة عندما تلتحق بالفريق الأول، افتقدت لزملائي الذين جاورتم بالأمل لكنني وجدت الدعم والمساندة من لاعبين ساعدوني في التأقلم بسرعة كأحمد الفاتحي، جمال لعبيدي، زكرياء سفيان وفهد الأحمدي. صحيح كانت هناك فترة لم يكن الطاقم التقني يعتمد على لاعبي الأمل لكن مع مديح منحت الفرصة وكنت أقول دائما قد ألتحق وقد لا تتاح أمامي هذه الفرصة. وصبرت حتى نلت نصيبي ومن هنا كانت الإنطلاقة والإرادة تصنع المستحيل». كيف حافظ بديع على قدمه في الأرض بعدما سلطت عليه الأضواء ؟ «كرة القدم لا يلعبها إلا الفقراء وأنا ابن حي شعبي فكيف لي أغتر إن سلطت علي الأضواء أو أصبحت اسما معروفا على الساحة، لم ولن أتغير وهذا الأمر يعلمه جيدا أصدقائي وكل من يعرفني. أمر جميل أن يلتقط معك الناس صورا تذكارية لكن دون الإحساس بالنجومية التي تجلب الغرور، عقلي صغير وأتعلم من لاعبي الخبرة ومن أهم الصفات التي وجب أن يتسم بها اللاعب التواضع والأخلاق أولا حتى يلقى الدعم وحب الناس». شطر أول انتهى، والشطر الثاني قص شريطه نهاية الأسبوع الذي ودعناه، ما قراءتك لذهاب الحسنية ؟ «في ظل ما عشناه من ظروف ومشاكل وفي غياب معسكر تحضيرا لبداية الموسم فأعتقد أن الحصيلة مقبولة جدا، أنهينا الشطر الأول ب 19 نقطة في رصيدنا ونحن أفضل من فرق عسكرت بأوروبا ولم تحصل على هذا الرصيد من النقاط . مرحلة الإياب انطلقت الآن وستكون مرحلة صعبة جدا لأن فارق النقاط متقارب مع متذيل الترتيب، سنحاول أن نجمع أكبر عدد من النقاط لكي نختم الموسم مع الستة الأوائل. ونحن كلاعبين نشكل لحمة وعائلة واحدة». الفريق يعاني من وضعية مالية صعبة، هل هذا يؤثر على نفسية اللاعب في حال لم يتوصل بمستحقاته ؟ «لسنا الإستثناء وعديدة هي الفرق التي تعاني من نفس الأمر، ما علينا كلاعبين هو أن نقدم تضحيات من أجل الفريق وأمامنا تحديات وجب تخطيها. طالما نحب هذا الفريق فيجب أن نصبر والمستحقات أكيد سيتوصل بها اللاعبون في الفترة القادمة كما وعدتنا الإدارة، وسيكون تركيزنا على التحضير للمباريات لأن الفترة المقبلة مرحلة حاسمة من الموسم ولا خوف على الحسنية». سمعنا أن أووك بالجيش، أو قد يحمل قميص الرجاء، هل هذين العرضين رسميين؟ «بالفعل العرضين رسميين خلال الميركاطو الشتوي المنتهي. كان من الجيش الملكي وكذا الرجاء حيث اتصل بي الرئيس بودريقة لكي أنضم لفريقه وكان هناك عرض ثالث من الخليج وبالضبط من العربي الكويتي إلا أن إدارة الحسنية والمدرب تشبثا بي. في الصيف الماضي قمت بتمديد عقدي لأربع سنوات مع حسنية أكادير، وطبعا تغيير الأجواء في مفكرة أي لاعب لاكتشاف أشياء جديدة. والإنضمام للفرق الكبرى بالمغرب سيكون بمثابة بوابة الإحتراف نحو أوروبا. وأفضل أن أخوض تجربة جديدة خارج الوطن والمستقبل في علم الغيب». أكيد أن لك قدوة في عالم كرة القدم، تود أن تكون مثله وتحاول تقليده ؟ «قدوتي ومثلي الأعلى هو الشيلي أليكسيس سانشيز نجم نادي أرسنال الإنجليزي، لكن يقولون يجب أن يكون مثلك الأعلى قريبا منك ويجاورك وهنا أتحدث عن العميد عبد الحفيظ ليركي، تابعته منذ الصغر وهو قريب مني. أحب أليكسيس سانشيز لكن قدوتي هو ليركي وأتعلم منه عديد الأمور التي لست على علم بها». هل نحن بصدد ميلاد عمر نجدي جديد، أم لك شخصيتك ولا تفضل المقارنات ؟ «هناك من يشبهني بنجدي في السرعة والقامة، نجدي كان في مرحلة من المراحل، وأووك في هذه الظرفية وبعد بديع سيكون اسم آخر، وهذه سنة كرة القدم. الأهم هو العطاء في الميدان والقتال من أجل قميص الحسنية وكل لاعب يفرض شخصيته ولا أفضل المقارنات، لأنني أتعلم من كل لاعب أحب أن أشاهده». متى يفكر بديع في الدخول للقفص الذهبي ؟ وما هي أمنتيك ؟ «ما زال هناك وقت طويل حتى أفكر في الأمر (ضاحكا)، قد يكون ذلك بعد سنتين لأن على اللاعب أن يتزوج في عمر صغير حتى يبصم على مسار جيد وهذا الأمر يساعدك على الإبتعاد عن أشياء تشغلك عن التركيز على الكرة. حلمي الكبير أن ألعب في البطولة الإنجليزية ولو في القسم الثاني، البطولة الإنجليزية سريعة وممتعة وأصلي وأدعو الله دائما أن يحقق لي هذا الحلم».