انتهى الدرس يا حكماءنا.. «إعادة خارطة الرياضة المغربية أصبح مطلبا ملحا للمجتمع المدني حفاظا على تاريخنا وتاريخ من سبقونا من "هزّان العْلاَمْ" حتى لا تذهب سواعد أبطالنا أدراج الرياح» باش نزيدو لقدام. هذه فقرة من عمودي الأخير.. والذي لم يقرأه طبعا كالعادة من بيدهم أمور شباب هذا البلد ورياضته.. لأنهم يعتقدون أننا فقط نكتب من أجل تصفية الحساب.. وبأنهم فوق الدرس وأنهم أذكى من عاطي الدرس.. والحمد لله أن التنبيه والتوبيخ جاء هذه المرة من الفوق.. وجاء خطابان في خطاب واحد.. خطاب الثورة.. وخطاب الشباب.. كان الخطاب الملكي قويا.. مدويا.. كان رعدة فتت الغيوم السوداء لحكماء أضاعوا البوصلة.. أضاء العتمة وأعاد الروح لمشاريع رياضية وكل ما يسبح في فلكها بعد سوء "تقدير الحكيم" الذي لا يتحكم في حكمته إلا عند المقصلة.. ويا عجبي!! لطالما كتبنا وكتب الغير.. بدون صدى.. لأن الحكيم الذي عشش الفساد وحب الذات في عموده الفقري.. يرفض الرحيل بدعوى أنه الوحيد القادر على إخراجنا من الغيس.. علمًا أنه هو الذي يحفر الحفر بدون هندسة.. وهو الذي يحجب الرؤية على كل راغب ومناد للإتجاه الآخر بأن ينور بقنديله عتمة الظلام الذي خيم على نفق رياضتنا ومستقبلها.. دققوا واحسبوا كم عمر كرسي رؤساء جامعتنا؟.. لا يعترفون لا ب 20 غشت ولا بثورة شباب الألفية الثالثة.. شعارهم "أنا وحدي نضوي المكان".. فجاء الضوء الصحيح في خطاب أنار سراديب طريقنا الأولمبي الأسود.. خطاب جمع بين ثورة الملك وثورة الشعب وثورة الشباب... ترى هل سيستوعب الحكماء الخالدون الدرس جيدا ويحزمون حقائبهم ويلمون تذكاراتهم ويفرغون الخزانات من حوائجها.. تاركين الشعلة لشباب حزنوا لعدم عزف نشيدنا الوطني منبت الأحرار الذي طال إنتظاره.. اليوم لا داعي للإطالة لا في الكتابة.. ولا في البكاء.. اليوم على كل من له غيرة على هذا الشباب ورياضته أن يرحل دون رجعة.. وليتفرغ "الحكيم الخالد" للهو مع أحفاده ومراجعة دروسهم الإبتدائية.. وليراقب من بعيد تركة الكوارث التي أورثها لهذا الجيل.. اليوم أصبح لزامًا على كل مسؤول رياضي أو حكيم إذا كانت لديه الشجاعة أن يترك "شاهد" الجيل لجيله.. وإن لم يستطع توديع الكرسي والبزنيس كلاس والخمس نجوم.. فلا عزاء له ومصيره مزبلة التاريخ.. والمثل يقول "اللي فاتو وقتو يخليه لبنتو".. وسنقول له نحن غير الناكرين للمعروف "الله يكثر خيرك ولك الديفيدي والعضوية الشرفية".. فارحل عن سماء رياضتنا بخاطرك.. ولك في الخطاب الملكي مخرجا مشرفا بعد مخرج "إلا من رحم ربي".. لأن بلدنا ولله الحمد تُرفع فيها لافتة "إرحل" بروح رياضتنا العالية.. واللبيب بالإشارة يفهم.. فرحم الله الفاهم والمخلص.. إنتهى الدرس.. وكل ثورة 20 غشت.. وثورة الملك.. وثورة الشباب في تألق..