منتخب غامبيا المنتخب المغربي : الأسود يشقون طريق المونديال من عمق الأدغال الفوز في بداية المسير ينهي المخاض العسير إحذروا سم العقارب قبل إصطياد الأفيال وضع غيرتس والفريق الوطني نفسيهما في وضع حرج بعض الشيء، وأدخلا الجميع دائرة الشك التي زادت مساحتها بعد مباراة السينغال الودية، عقب أداء متوسط وبفعل غيابات مثيرة لكثير من الجدل لثوابت أعلنوا انسحابهم على دفعات. تنقل محفوف بالخطر للفريق الوطني صوب بانغول، ورهان وحيد هو من يحافظ على الحظوظ في مستهل المشوار المونديالي، رهان الفوز قبل الإصطدام بالأفيال في الموقعة الأهم. قراءة في مباراة غامبيا التي قد تكون مفصلية في سباق بلوغ كأس العالم، وخيارات، محدودة أمام الناخب الوطني المطالب بالفوز ولو بعقر دار بانجول. المونديال الذي.. بعد أن طويت صفحة الحضور في كأس إفريقيا بخيباتها ومخاضها المر والحزين، وبعد أن استأنس غيرتس بالأجواء وخبر تضاريس القارة، ها هو اليوم يمر رفقة الفريق الوطني للسرعة القصوى الثانية، وللرهان الأكثر أهمية حين يفتتح ويستهل مشوار التواجد بالمونديال البرازيلي، الذي شكل أساسا تعاقد الجامعة معه والهدف الأول والأخير لانتدابه ربانا للمرحلة. منذ 1998 لغاية اليوم تكون مسافة طويلة باعدت بيننا وبين كأس العالم، وبين الحضور ضمن معترك الكبار، بواقع تفويت الحضور في 3 مونديالات كلها غابت عنها شمس الأسود، ولأن الفريق الوطني قدم نفسه للعالم عبر البوابة المونديالية، سنة 1970 بتأكيد أول مشاركة رافقها التمثيل المشرف لمنتخب عربي أو إفريقي وخاصة عبوره المجيد سنة 1986 للدور الثاني في محطة بقيت مرجعية لحدود اليوم وحدثا كبيرا، لم تعجز الأجيال اللاحقة عن تكراره فحسب، بل أظهرت قصورا كبيرا وعجزا أكبر حتى على مستوى تأكيد الحضور في هذا الحدث الكبير. اليوم، نعود لمعترك التصفيات بوجه مختلف، المفروض أن يداوي ويعالج كل الشرخ والتورمات التي خلفها المسار المشؤوم رفقة التركيبة الرباعية بتذيل الترتيب خلف (الكامرون، الطوغو والغابون) بأكثر المشاركات كارثية، عبر تاريخ حضور الفريق الوطني، ليستهل رهانه عبر البوابة الغامبية أمام واحد من المنتخبات المتوسطة إفريقيا وفي مرحلة لا يوجد الأسود خلالها بأفضل حال. غيرتس على خط النار قد يكون أتعس المدربين في الظرف الحالي، بتعايشه مع ضغط نفسي رهيب، سيما بعد الإشارات السلبية التي قدمها في آخر المواجهات، وتدبيره السلبي للمباريات سواء الرسمية أو الودية، بطريقة أثارت الكثير من الشكوك حول أحقية هذا المدرب تقلد هذه المهمة، سيما وأنه يكتشف لتوه خبايا وأسرار تدريب منتخب من المنتخبات. غيرتس الخاسر لورقة ثقة إضافية في محك السينغال الودي بمراكش، والخارج من فرن الغابون بكثير من الأعطاب النفسية والمساحات العريضة من الشك التي تولدت بفعل الأداء المهزوز الذي لا يقدم الكثير من الضمانات والقناعات بخصوص القدرة على تجاوز حواجز التصفيات بكفاءة. غيرتس العالمي أو مدرب الجامعة الذي ملأ الدنيا وشغل الناس يختبر عالميته مجددا في التصفيات التي يدخلها بعد استئناس شارف سنتين ومباريات ومواعيد عركته وجعلته يعرف كثيرا من أسرار وكواليس الأدغال وخاصة الظروف المحيطة بها والتي غالبا ما صنعت الفارق في أكثر المواعيد أهمية، لذلك يوجد الناخب الوطني في أصعب الرواقات الممكنة التي قد تجعله في مهب الريح إن هو أخلف الموعد الكبير. أسود فقدوا أنيابهم كان من الممكن التطلع بأمل أكبر لهذه المواجهة المفصلية وذات الأهمية البالغة للفريق الوطني، لو تم التعاطي مع المرحلة التي أعقبت الإفلاس الكبير بدورة الغابون بحكمة أكبر، لكن الخلاصة التي كشفتها مباراة بوركينافاصو أولا والسينغال ثانيا، عمقت هوة التخوفات وفرضت طرق جرس إنذار الخطر بخصوص قدرة المجموعة الحالية على تجاوز المعيقات والألغام الموجودة في الطريق. أسود فقدوا كثيرا من خصائص التميز، وأسماء وازنة ظلت على امتداد سنوات طويلة تؤكد حضورها، تخلفت عن موعد بانغول وغيابها سيكون واحدا من أسباب التخوف المشروع لعدم قدرة البدائل عن لعب نفس الدور بنفس الفاعلية. حين يغيب الشماخ الذي ظل محورا لكل خطط من تعاقبوا على تدريب الفريق الوطني، على الرغم مما رافق تواجده في كثير من الفترات من خجل هجومي، وحين يغيب حجي صاحب الخبرة وطول النفس والإصرار، ويتخلف تاعرابت بقدرته على صناعة الفارق في أكثر الأزمنة صعوبة، ويصاب رباعي له مكانته (بوصوفة، الأحمدي، السعيدي وبصير).. فتلك مؤشرات رعب حقيقية، تطرح الكثير من الإستفهامات التي تتناسل وتتوحد في ذات الخطاب وهو : هل فقد الأسود البوصلة والقدرة على ضبط الإيقاع وتقديم قناعات الشعب؟ إحذروا سم العقارب تشكيل مهلهل وبتركيبة فيها لفيف من المحليين الذين عجزوا عن تقديم قناعات توازي قيمة القميص الوطني، والرهان المونديالي المطلوب، وبتواجد أسماء متوسطة العيار تنوب عن الغائبين، ينطلق الأسود في مسار التصفيات بالتنقل صوب غامبيا لمواجهة منتخبها المحلي الذي يعيش على إيقاعات المشاكل والمنتخب المحسوب والمصنف ضمن خانة القبعات الثانية. غامبيا التي تلعب بروح المجموعة والتي جددت دماءها بعد سقطة البداية في التصفيات الإفريقية أمام الجزائر، بالتعاقد مع الإيطالي مانشيني، وبمراهنتها على لقاء السبت القادم كي يمثل لكرتها «الديكليك» الكبير لعلاج ما لحق بها من أمراض مزمنة، ندرك أن الأسود يضعون قدمهم في وحل التصفيات ولا خيار أمامهم غير تدبير الوقائع بالشكل الذي يمكنهم من تصحيح ما يمكن تصحيحه من اختلالات. عقارب غامبيا الذين يفتقرون للاعب النجم المطلق، والمصرون على قلب الطاولة على الأسود بملعبهم لربح دور الحصان الأسود في التصفيات، بتواجد إدريسا سانغو لاعب رأس الخيمة الإماراتي وأمودو يانغ نجم سان غالي ورفيقه في درب الإحتراف السويسري عبد الرحمان دامغا لاعب نيوشاتل بالإضافة للقادم من صقيع كندا مصطفى غارغو، سيحاول لدغ الأسود لدغة قاتلة ترفع من هامة المنتخب الذي تضعه حسابات المغرب والكوت ديفوار بمثابة الضحية والحائط القيصر بالمجموعة ويصر على إثبات العكس. أي كومندو لمداواة الكبرياء ؟ ولأن الخيارات تعقدت بذات القدر الذي أصبحت فيه محدودة أمام الناخب الوطني بسقوط بعض الكوادر والعناصر الأساسية من حسابات الموقعة إما بداعي الإصابة أو القناعات الشخصية، فإن غيرست يدرك أنه بصدد مباراة قد تقرر مصيره ومستقبله قبل أن تقرر مستقبل الأسود في التصفيات. يدرك أنه مطالب بجمع 6 نقاط من أول مباراتين لربح مسافة أمان كافية عن الفيل الإيفواري، ومدرك أيضا أن المجازفة بالعودة بأخف الأضرار قد تكون تداعياتها السلبية كارثية في حسابات آخر المشوار، لذلك سيجند أسطوله برغم كل الإعاقات وتشوهات بعض الخطوط على أساس تحقيق هدف واحد وهو الفوز. لمياغري غير المنازع بشأن وضعه لغياب المنافس أكيد سيجسد حضوراً آخر بين الخشبات الثلاث، على أن الشك المحيط بمن يعوض بصير سيكون مبعث قلق ووجع في الرأس ولو أن السليماني يظهر أقرب الإختيارات للمدرب لشغل الرواق الأيمن، ولا يقل مركز الظهير الأيسر قلقا بغياب لاعب اختصاص على درجة كبيرة من الجاهزية وهنا قد يدفع بركديش كمجازفة، إن لم يرم بالخاليقي في اليمين والسليماني يسارا. متوسط الدفاع وبما طرحه هدف السينغال من تخوفات بدوره غير واضح المعالم وإن كان حضور بنعطية لا مناص منه، فإن شريكه غير واضح المعالم وإن كان عدوة أو بوخريص أقرب الخيارات المطروحة. وسيعود الدفء لخط الوسط بتواجد هرماش مع خرجة في الإرتداد، على أن يتقمص بلهندة دور القائد وضابط الريتم، ومحور هجومي بثلاثة رؤوس (أمرابط، برادة ثم العرابي). تشكيل يبدو الأقرب للواقع لكنه يطرح كثير من التخوفات، ولو ينجح هذا اللفيف من العودة بانتصار في خضم هذا الإزعاج المطروح بتواضع الأسماء، فإنها حقا ستكون أغلى 3 نقاط في التصفيات. منعم بلمقدم