الإحتراف غايتي وضربات المقص هوايتي عملة الهداف المغربي لم تنقرض وسأثبت ذلك الجيش الملكي في القلب لكن عودتي إليه مستحيلة أبرز جواد أقدار مستوى فنيا قويا جعله حاليا من أفضل مهاجمي وهدافي البطولة، غير أن جواد انفرد بكونه المغربي الوحيد الذي ينافس فيلق الأفارقة الذين يأتون على الأخضر واليابس من جيرارد للاطير فمويس·· أقدار يحلل هنا سر نجاحه في الضربات الأكروباتية، يفسر أسباب التألق ويتكلم عن قدرات الحمامة في معانقة اللقب·· اللاعب الذي اقترب يوما من التوقيع لروما الإيطالي يتحدث عن تجلد حلم الإحتراف داخله· المنتخب: تمر بفترة عطاء رائعة ونشاط ملحوظ توجته بأهداف متتالية في اللقاءات الرسمية والودية، هل من سر وراء الطفرة الحالية؟ - جواد أقدار: ليس في الأمر سرا، كل ما هنالك هو أن لكل مجتهد نصيب، وما أجني اليوم هي ثمار الإجتهاد والصبر، أيقنت حاليا أنه ما خاب من اجتهد، لقد مررت بفترات صعبة في مشواري كانت كافية بأن تضع حدا لمسار أي كان لو عاشها، برغم أن سني صغير إلا أن تدرجي رفقة المنتخبات الوطنية وبداية الممارسة مبكرا جعلني أعايش العديد من الأحداث قد نأتي لذكرها، لا يهم حاليا أعيش ميلاذا متجددا وأشعر برغبة كبيرة في تقديم الأفضل· المنتخب: أليس هو الإندماج مع الفريق الجديد، سيما وأنك إلتحقت به متأخرا الموسم المنصرم؟ - جواد أقدار: هو كذلك، لا يوجد شيء أصعب في حياة لاعب الكرة من أن يتنقل جوالا بين الأندية والفرق حاملا متاعه معه، ففي الفترة التي انتقلت للجيش الملكي قلت حينها أن الأبواب فتحت لي كي أبصم على مسيرة متألقة رفقة ناد من النوادي التي يحلم أي لاعب بالإنضمام لها· فعلا سارت الأمور على نحو جيد في البداية وتحصلت على الإزدواجية في أول موسم لي وقدمت رفقة مديح مردودا رائعا ثم لقب في الموسم الذي تلاه قبل أن تتغير الأمور على عكس المتوقع وإلتحق بتطوان بكل ما يخلفه انتقال لاعب في فترة كتلك من إعاقات نفسية· المنتخب: حاليا تشغل مركزا حقق من خلاله كوكو إنجازا قياسيا في ظرف وجيز، ألا تخشى من أن توضع في إطارات المقارنة مع هذا اللاعب؟ - جواد أقدار: هذا تصنيف أو لنقل تقسيم خاطئ، ولا يستجيب للمنطق، وشخصيا لا أشغل بالي بمثل هذه المقارنات، كوكو كان ذات يوم هنا ورحل ولعب في ظروف ربما غير الظروف التي ألعب فيها أنا أو غيري، وبالتالي أوجه القياس غير واردة، وثالثا أنا مستعد لكسب الرهان والتحدي إن كان ما تقوله تحديا، لأني أسمع وأرى وأشاهد واقع البطولة وأتألم· المنتخب: ما الذي تقصده بالقول؟ - جواد أقدار: ما أقصده هو أن الجميع يتحدث عن انقراض عملة إسمها هداف البطولة من إنتاج مغربي على ضوء سيطرة أسماء المهاجمين الأفارقة، ويحز في النفس أن يغيب هداف مغربي أصيل عن المنافسة، لأن هناك من احترف وهناك من اعتزل وعجزنا عن إيجاد الخلف، وسأحاول هذا الموسم بتوفيق من الله اللعب على واجهة لقب الهداف مهما كلف ذلك من ثمن· المنتخب: نعود للحديث عن الجيش، راج مؤخرا ما يفيد بالرغبة في عودتك، ما تعليقك؟ المنتخب: ولو أنه ليس صلب الموضوع، هل من تفسير لما يعيشه الفريق العسكري حاليا، بحكم معايشتك له؟ - جواد أقدار: أظنها فترة يعيشها أي فريق كبار وسرعان ما ينهض من عثراته ليأخذ إيقاعه الطبيعي، لدي الكثير من اللاعبين الأصدقاء هناك وأثق فيما يحتكمون عليه من مؤهلات، وأظنها كبوة جواد لا غير مرتبطة بالثقة بالنفس وسينهضون منها قريبا، هذا رأيي· المنتخب: بتدرجك المختلف بين خريبكة، الجيش وتطوان، أي فوارق لمست ممارسة؟ - جواد أقدار: بداية وكما يعرف الكل، حيث تكون النشأة عادة ما يكون الإرتباط أقوى بحكم أني إبن خريبكة وبحكم أن الأولمبيك شكل مدرستي الأولى، غير أن أهم ما ترسخ بذاكرتي رفقة الأولمبيك هما اللقبين اللذين كانا أول الغيث لمدينة الفوسفاط وشاركت فيهما، ثم مع الجيش تلك حكاية أخرى تتعلق باللعب لفريق كبار مختلف، وكانت الأكثر أهمية بالنسبة لي، وستظل خالدة في السجلات بألقابها وتعلمت فيها الكثير أيضا، وحلولي بتطوان هو في إطار اكتشاف خصائص وثقافة جديدة وسأقيم المرحلة لاحقا، لكن بشائرها بدأت تظهر بالتدريج· المنتخب: مع تودروف، هل نؤمن بجواد مختلف سيما وأنه لاحظنا أنك بمقاسات مختلفة؟ - جواد أقدار: فعلا هو مدرب تحررت معه عكس السابق، إنطلقت للأمام وأستغل الجوانب الخفية في مواهبي التهديفية، هو من الطينة التي تشعرك بأنك مطالب بالإبداع لإرضائه وهذه خاصية جيدة فيه، بعد حلولي بادئ الأمر بتطوان في الفترة السابقة من الموسم الماضي، أحسست بنوع من الإختناق المرتبط بسوء التوظيف ربما أو لنقل عدم الدخول في الأجواء واليوم الأمر مختلف· المنتخب: هل أنت مع الذين يؤمنون بما يمكن أن يطبع به مدرب لاعب ما؟ وإذا كان كذلك من هم أكثر المؤثرين في مسارك؟ - جواد أقدار: بطبيعة الحال، لأن علاقة اللاعب بالمدرب هي علاقة التلميذ بالمعلم، وطبيعي جدا أن أكون قد استلهمت أشياء من مدربين عشت معهم، لا يمكن أن أنسى مثلا أن مديح علمني ما معنى أن يخلق التواضع الإبداع، بمعنى أن قربه من اللاعبين كان يدفعهم للإنتحار لأجله، إضافة إلى حرفيته·· فاخر قصة مختلفة، إنه المدرب الأكثر تأثيرا في مساري، لقد تعلمت منه أشياء كثيرة منها كيف ومتى أتحرك لأخذ الكرة أو لأخذ مكاني بالملعب بأقل مجهود ممكن، جواد الميلاني كذلك كان فاعلا في مسيرتي، وقد لا تصدق أن الأسبوعين اللذين قضيتهما مع الزاكي جعلاني أحترمه كثيرا· المنتخب: على ضوء المتغيرات الحاصلة بفريقكم، هل من طموحات وسقف أحلام؟ - جواد أقدار: نراهن هذا الموسم على لقب البطولة أو كأس العرش، لا يمكن أن نلعب دور المنشط، هذا وعد مني للجمهور التطواني، لدينا مجموعة متكاملة، متناغمة وأسماء كبيرة بإمكانها أن تحقق الغاية المذكورة، وما عودتنا القوية مؤخرا إلا مؤشر على أننا مؤمنون بحظنا في المنافسة· المنتخب: ألا تخشون مما قد يولده الضغط الذي هو عليكم الآن من صعوبات؟ - جواد أقدار: على العكس تماما، الضغط سيكون على المنافسين والخصوم وسيكون على البقية، لأنهم سيكتشفون الوجه الحقيقي للمغرب التطواني قريبا· المنتخب: أي رهان فردي خاص تضعه نصب العين؟ - جواد أقدار: هما تحديين وسأحاول كسبهما بكل تأكيد، الأول أن أطرق باب المنتخب الوطني إيمانا مني أن الدور حان علينا أبناء البطولة باعتبارنا ظلمنا كثيرا وصودر حقنا في تمثيل الوطن والنتائج أنصفتنا، لنأخذ فرصتنا بدورنا ونحاكم بعدها· والتحدي الثاني هو أن ألج الإحتراف الحقيقي الأوروبي، لأني عشت فصولا طريفة مع الإحتراف وتستحق أن تدون· المنتخب: أحكي لنا جانبا من فصول هذه الطرافة؟ - جواد أقدار: كان التاريخ سيكتب لي أني أصغر لاعب يحترف بالمغرب قادما من البطولة الوطنية سنة 1997 حين كان سني حينها 13 سنة، وبالضبط بنادي روما الإيطالي، الذي كان يدربه حينها كابيلو ويلعب له باتيستوتا وبالبوا الأرجنتينيين بعد أن حاول أحد الكشافين انتدابي، وسنة 1998 ذهبت لمركز بوردو عبر الوسيط فيتيس وقضيت هنا أسبوعين، وخلال التوقيع في المناسبتين كانت لوائح الفيفا تمنع احتراف اللاعبين في هذا السن، أما التجربة الثالثة فتلك قصة لا أود ذكرها· المنتخب: إذا كنت تقصد قصة هيبرنيان فنحن نود نفض الغبار عليها للتاريخ والذكرى فقط؟ - جواد أقدار: فعلا أمضيت أسبوعا بهيبرنيان الأسكتلندي وسجلت 3 أهداف في مباراة واحدة، واقتنع بمؤهلاتي مدرب الفريق، كان هذا في سنة 2005 وطلب مني تحديد إسم لاعب مغربي آخر ليجاورني فقلت له زمامة، وهذا ما كان، لكن بعد العودة حدث السيناريو المشؤوم الذي يعرفه كل المغاربة، فاحترف زمامة وذهبت أنا ضحية ذنب لم أرتكبه وتوقفت المفاوضات مع مسؤولي الأولمبيك، لدى أحمل تحدي الإحتراف وبقوة· المنتخب: خليجيا لتحسين المستوى الإجتماعي، ألا يراودك تكرار الأمر؟ - جواد أقدار: لا أنكر ما للإحتراف الخليجي من أفضال على اللاعب المغربي، سيما على مستوى تحسين أوضاعه الإجتماعية، لكني جربت هذا رفقة الأهلي السعودي مع أيت لعريف ورابح، وإذا ما تكرر عرض في المستوى لن أرفضه بطبيعة الحال، لكن سني والإجتهاد الذي أنا عليه الآن يحركني صوب أوروبا أكثر· المنتخب: جواد أقدار الحالي، هل هو أكثر نضجا مما سبق سيما وأن عودتك بعد الكسر الخطير تعكس هذا؟ - جواد أقدار: تمت لك في البداية لو حدث ما حصل معي لأني لاعب آخر ربما لتوقف مشواره، تصور أن لاعبا يناضل لإنقاص الوزن تحت الحرارة المفرطة في الصيف ويتعذب في التمارين ويصاب في البطولة بكسر في معصم يده بشكل مزق المعصم، أليس هذا وحده كفيل بإحباط المعنويات وهدمها؟ لكن إيماني بالله ورضى الوالدين جعلاني أكثر قوة وصلابة، والنتيجة أني لم أستسلم وعدت قويا موفقا بإذن الله تعالى· المنتخب: وهنا سآتي معك لذكر السر في الضربات الأكروباتية المقصية الرائعة، هل التمرين، أم الموهبة الفطرية؟ - جواد أقدار: كلاهما معا، منذ كنت صغيرا وأنا أتميز بهذه الخصلة، أنا متأكد أني أكثر لاعب مغربي كمهاجم يسجل بهذه الطريقة، رفقة خريبكة، الجيش والمغرب التطواني وحتى المنتخبات الوطنية، أعرف متى وأين أقف في مثل هذه اللحظات، وأجد متعة كبيرة في التسجيل بهذه الطريقة، وسأحاول تكرار الأمر، لأني سجلت وسقطت على يدي المكسورة دون أن أشعر، وعبر منبركم أشكر مسؤولي الجيش، خريبكة وتطوان على مساندتي ووقوفهم بجانبي· بطاقة الهداف الإسم الكامل: جواد أقدار تاريخ الإزدياد: 9 شتنبر 1984 بخريبكة الطول : 1.82 الوزن : 77 كلغ الحالة العائلية : متزوج النادي الحالي: المغرب التطواني الأندية التي لعب لها: أولمبيك خريبكة - الأهلي السعودي - الجيش الملكي - المغرب التطواني المركز: مهاجم الصفة: لاعب دولي (خاض مبارتين رفقة المنتخب الوطني وسجل هدف واحد ضد غينيا الإستوائية) ألقابه: بطولة المغرب 2007 (أولمبيك خريبكة 2008 الجيش) - كأس العرش: سنوات 2006 (أولمبيك خريبكة) 20072008 (الجيش الملكي)