بطولة الحِيوان منذ مدة فتحت الحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط أبوابها لتنضاف إلى سليلاتها من المنشآت الضخمة التي تعززت بها بلادنا، وكان من سوء حظها أنها لم تحظ بذات الإهتمام الذي حظي به ملعب مراكش على قناة «الرياضية»، وذلك ربما بسبب غياب قناة تلفزيونية مغربية خاصة بالحيوانات مثل قناة «أنيمو» الشهيرة، وإلا كنا شاهدنا متابعة أسطورية لحدث الإفتتاح قد يمتد إلى تسعة أيام. لكن هذا ليس مبررا، فقد كان يمكن لقناة «الرياضية» أن تأخذ المبادرة من تلقاء نفسها، وتقوم بتغطية حدث افتتاح هذه الحديقة خاصة وأن البطولة الوطنية لكرة القدم كانت حينها متوقفة، يعني ما بقى عند المعلقين ما يدّار، فلو جندت قناة «الرياضية» صحفييها ومعلقيها وتقنييها لنقل كل كبيرة وصغيرة عن حديقة الرباط كما فعلت مع ملعب مراكش، لقدمت خدمة أخرى للوطن، ولعززت قيمة حب الوطن، حيث سيدرك المغاربة مرة أخرى قيمة ما يملكون، وسيعطيهم ذلك جرعة إضافية للشعور بالفخر والكبرياء. واش كتسطّى علينا؟ آش قرّب «الرياضية» للحديقة؟ المهم، كان خاص شي قناة مغربية تحتفل بهاد المعلمة العظيمة كيف طرا مع تيران مراكش. ولكن «الرياضية» مختصة غير في الرياضة، صعيب عليه هاد الشي ديال الحيوانات. أشنو؟ شفتي هادوك المعلقين اللي في «الرياضية» راهم بّاصْ بّارْتو، والله واخا تعطيهم ماتش ديال النمل... حتى يعلقوا عليه. لو فعلتها قناة «الرياضية» وغطت حفل افتتاح الحديقة الوطنية، لاستمتعنا كثيرا ونحن نشاهد الرشيدي أو الرامي أو ولد اشهيبة مثلا يتجول في الصباح مبهورا بالحديقة تتبعه الكاميرا، وهو يردد لاهثا بصوت مختنق: «أنظروا، شوفوا شوفوا هذه الحيوانات، كم أنت كبير يا وطني! هذه هي الصورة الحقيقية بلا رتوش ولا تزاويق، هيا أيتها الحيوانات، قولي للعالم هذا هو مغرب الألفية الثالثة، إزأري يا أسود، وارقصي يا قرود، وتشَبّحي يا تماسيح...» وفي المساء يطل علينا المراكشي وهو يجر معه أحد الفنانين أو اللاعبين القدامى، يجرجره في أرجاء الحديقة ليوجه إليه سؤالا طويلا وهما يلهثان: «أنت كنجم مغربي، بالتأكيد وبلا شك أنك عاجز عن الكلام، نحن الآن نتجول في معلمة من الطراز العالمي، ماذا يمكن أن تقول وأنت ترى ولله الحمد هذه الحيوانات المتنوعة تأتي إلى المغرب بلد الخير والكرم تأكل وتشرب بيليكي، وتنعم بالتغطية الصحية، وتحظى برعاية المسؤولين في ظروف أقل ما يقال عنها أنها عالمية؟ يا سلااام، والله يا سلااام... كان بودنا أن نسمع الإجابة التي تؤكد كلامي، لكن سالا الوقت». إن الفرجة التي تقدمها ملاعب الكرة هي التي تقدمها هذه الحديقة، ففي المكانين معا يقتطع المتفرجون تذاكرهم ليقضوا أوقاتا ممتعة قبل العودة إلى بيوتهم، فلماذا لا نحلم ببطولة للحيوانات في كرة القدم؟ أليس الهدف من كرة القدم في البداية والنهاية هو تقديم الفرجة.. لقد سئمنا من البشر وهم يلعبون ويسّيرون ويخسرون الأموال، نريد أن يبقى البشر متفرجين لا غير. باراكا من الخْواض، مازال الحيوانات غير نية. إن الأمر ممكن جدا، فأسماء الحيوانات ليست بعيدة عن كرتنا المغربية، فنحن عندنا «أسود الأطلس»، عندنا أيضا كثير من الفرق تحمل ألقاب الحيوانات، وما دامت عندنا الأسود ديال بلعاني، والبطولة ديالنا فيها النسورا والنمورا ديال بلعاني، والغزالة والجْمل والحمامة والعود والقرش والبطة... ديال بلعاني، فلماذا لا نشاهد حيوانات حقيقية تلعب الكرة؟ ناااري، باغي نشوف شي ماتش ديال الحيوانات المفترسة. ما يمكنش، حيت الحيوانات المفترسة ما كيلعبوش الكرة، هوما عْطيهم غير يقصّيوْ ويكْميوْ السيكار. أواااه، واش غادي نشوفوا غير ماتش ديال الذئاب صافي؟ حتى هو ما غاديش تشوفو، حيت الذئاب ما مساليينش للكرة، علاه شكون اللي غادي ينوّض الشغب من غيرهم؟ نافذة شوفوا هذه الحيوانات، كم أنت كبير يا وطني!