الوْدَن والمرّارة كشفت مباريات المنتخبات الوطنية التي نقلتها قناة الرياضية أننا أخذنا نبالغ في التعبير عن حب الوطن من خلال كرة القدم، يعني بدينا كنزيدوا فيه بزااااف! بدءا ببعض المتفرجين الذين يحملون إلى المدرجات صورا تعبيرا منهم عن حبهم لبلدهم، وانتهاءً بالمعلقين الرياضيين الذي تفننوا في الصراخ حدّ البكاء بتكلف واضح تعبيرا عن حبهم لوطنهم. قد يكون مقبولا أن يحمل مواطن بسيط معه صورة إلى الملعب، فغالبا ما يوحي له تفكيره البسيط أنه بهذه الحركة يبرهن للمسؤولين عن حبه، ويكشف للمشاهدين عن مدى ولائه وإخلاص للوطن، لكن ما ليس منطقيا هو أن يسايره مخرج المباراة وينقل هذا المشهد إلى كل شعوب العالم، وهو أدرى بأن درجة الولاء والإخلاص لا تقاس بحجم صورة يحملها مشجع إلى الملعب، بل بحجم العمل المبذول خارج الملعب. أنا ما كيسالي معايا غير داك اللي ملي كتشدو الكاميرا كيبقى يبوس في التصويرة. هادا شداتو غير الكاميرا وشوف آش دار، أما ناااري كون شدّاتو صطافيت ديال البوليس. وما شفتيش هاداك المعلق ديال الرياضية ما عرفتش سميتو حتى هو آش كيبدا يقول؟ شكون فيهم؟ راهم كاينين تلاتة تمّاك كيتشابهوا. في زمن سابق، لم يكن المعلق الرياضي بالقناتين الأولى والثانية مضطرا إلى أن يقدم نفسه إلى المشاهدين، كان صوته هويته، ومنذ البداية يستطيع مشاهد التلفزة المغربية أن يعرف من يعلق على المباراة، هل هو زدوق أم لحمر أم الحريري أم زمان... وكذاك الأمر بالنسبة لمشاهدي دوزيم، فهم يستطيعون بسهولة أن يتعرفوا على إسم المعلق الرياضي من خلال نبرة الصوت؛ هذا بوطبسيل، هادا فاتيح، هادا طلال، هادا جابوه جديد... لكن، بالنسبة لمشاهدي قناة الرياضية، فقد تنتهي المباراة وهم لا يزالون يسألون من حولهم عمن كان يعلق، هل هو سفيان الرشيدي أم يسري المراكشي أم ولد اشهيبة... من الصعب جدا التمييز بين أصوات هذا الثلاثي وهم يعلقون.. سبحان الله يتشابهون تماما بحال إيلا خارجين من ماكينة وحدة. فهل يمكن أن تكون أصواتهم متطابقة إلى هذه الدرجة، أم أنهم يستعينون عند التعليق بصوت سبيسيال خاص بالتعليق الرياضي يجدونه محطوطا إلى جانب الميكروفون؟ لا بد أن هناك داخل قناة الرياضية صوتا جاهزا يستعمله الجميع.. صوت واحد سبيسيال يتناوب عليه المعلقون الثلاثة، غير كيسالي منو الراشيدي كيعطيه للمراكشي، والمراكشي كيطلقو لولد شهيبة حتى ما كيبقى فيه ما يتسمع. يا صاحبي، مطرب الحي لا يطرب. ياك حتى المعلقين ديال الجزيرة فيهم هاد الشي ديال الغوات والدخول والخروج في الهضرة، علاش كيعجبونا؟ واش اللي كيعلق على ميسي ورونالدو بحال اللي كيعلق على لمباركي وزيدون؟ أسيدي، علّق على الماتش، آش دّاك تعطيها لغْوات والتّهْلال؟ عادي يغوتوا ويخربقوا الهضرة في االماتشات ديال المنتخب الوطني، حيت حب الوطن ما كيشاورش. كون كانوا هاد المعلقين كيحبّوا الوطن بصح، كون يديروا بحساب الشعب اللي كيتفرج، راه فركعوا ليه الوْدن والمرارة. نافذة هاد المعلقين خارجين من ماكينة وحْدة