شبْعة ديال الضحك مثلما فقدت الملاعب الوطنية جماهيرها خلال المباريات الأخيرة، فقد اشتكت قناة الرياضية من اختفاء مشاهديها من كل المقاهي، وذلك بسبب ما يحدث في الشقيقة ليبيا، فأخبار الثوار ومنظر القتلى وأصوات الرصاص وروائح المؤامرة أفقدت المغاربة شهية الأكل والنوم ومتابعة الرياضة طبعا، وباتوا مشدودين إلى قناة الجزيرة يتابعون أخبار ملك ملوك إفريقيا ومناهضيه أولا بأول، لدرجة صاروا فيها يعرفون أسماء شعبيات ليبيا زنقة زنقة، ويحفظون أسماء عائلة القذافي فردا فردا أكثر مما يحفظون أسماء أحيائنا ووزرائنا، فلا غرابة أن تعرض قناة الرياضية منتوجها في هذه الظروف أمام طاولات فارغة، حتى أن بعض الصحفيين ديال الرياضية في شي برامج هاد الأيام كيبان عليهم حاسّين بلي ما كيشوفهم حد، غير داويين وصافي، لكن هذا لا يعني أن المغاربة المبحرين في الأنترنيت والمنشغلين بأحداث ليبيا قد نسوا قناة الرياضية تماما، ذلك أن البحث عن تصريحات القذافي وخطاباته الساخرة يقود حتما إلى قناة الرياضية.. كيفاش؟ ملي كتدير في غوغل مثلا: «شبعة الضحك مع القذافي» كيطلعو ليك فيديوهات ديال القذافي نيت ومعاهم فيديوهات أخرين ديال زهير الرامي وولد شهيبة وغيرهم. حشومة عليك، واش انت حاسدهم؟ آش جاب القذافي لهاد المعلقين دياولنا؟ بحال بحال، كلهم كيبقاو يدويو جوج سوايع بلا ما يسكتو. ولكن هوما كيعلقوا على ماتش ديال الكرة ماشي غير داويين. إيوا سير شوف واحد الفيديو ديال زهير الرامي وقول ليا فيمن كيفَكْرك. مسكين زهير الرامي، لقد صار أشد المعلقين الرياضيين منافسة لولد اشهيبة على انتزاع سخرية رواد الأنترنيت، في كل مناسبة ينزل على اليوتوب شريط قصير يقتنص بعضا من قفشاته، يعلق على مباراة ولتكن في كرة القدم المصغرة الإسبانية فيبدو شديد الحماس من خلال نبرات صوته، ولكن مشكلته فقط أنه ما عارفش أصلا علاش مْحمّس، فيظهر في النهاية مثل الصْمَك الذي ظل يرقص واخا طفاو الكاسيط. يريد أن يتحدث في كل المواضيع ويبدو أنه ينوي مخلصا تقديمَ معلومات إضافية للمشاهدين، يعني النية ديالو مزيانة، غير أن مشكلته فقط هي أنه ما عارفش علاش كيدوي.. يريد أن يتحدث بلغة سليمة يفهمها حتى إخواننا المشارقة بمن فيهم شيوخ الجزيرة الرياضية، ويبدو أنه جاهد في ذلك، لكن مشكلته فقط هي أن الدارجة المغربية تهجم بتعابيرها وصورها المجازية على لسانه لتسيطر على فصاحته فتكون النتيجة كارثية: شبعة ديال الضحك. واخا، متافق معاك، كاين شي مرة كتصنت لشي معلق كيدوي، تقول غير القذافي صافي. كاع اللي «غير داوي» في هاد البلاد قذافي. ولكن القذافي متكبر، والمعلقين ديالنا راسهم صغير. راسهم صغير؟ هي ما كتعرفش ولد اشهيبة؟ من الآفات التي ينبغي للكبير سعيد زدوق أن يصححها في أداء المعلقين الرياضيين في قناة الرياضية هي تقدير كل واحد منهم لحجمه الحقيقي، عليه أن يذكرهم دائما بأن عصر التفلية سالا، شافوا الناجم ما عندوش مع الكرة وهوما يديروا فيها محللين.. ففي كثير من المباريات بدا أنهم يفهمون أكثر من اللاعبين ومن المدربين ومن رؤساء الفرق، يأمرون المدربين بإدخال فلان أو فلان مصدرين أوامرهم بعبارة «في اعتقادي» أو «في تقديري»، وأحيانا يصدرون الحكم فوريا على الحكام واللاعبين والجماهير دون حسيب ولا رقيب.. حان الوقت ليكف ولد شهيبة عن التعليق بأثر رجعي على مباريات لعبها المنتخب الوطني في السنوات التي كان فيها ما يزال طفلا في المدرسة الإبتدائية ولا أحد يدري.. هل فعلا ولد شهيبة يشاهد مثلا مقابلة البرازيل والمغرب التي جرت سنة 1997 لأول مرة حتى يتابع تفاصيلها بحماس وتشويق أم أن السيد غير كيتسطّى علينا ودايرنا تفلية؟ واش ما كاينش شي واحد زعما كيتيقوا فيه يقول ليهم: ياك لاباس؟ القذافي كيقوليه شي حد شي حاجة؟ هوما غادي يسهل عليهم الله ويمشيوا للجزيرة. وبحال هاد التعليق على ماتش داز عليه عشرين عام، فاش غادي ينفع ولد اشهيبة مع الجزيرة؟ الجزيرة كتبغي الخبرة، وهو غادي يدي ليهم الكاسيط وغيقول ليهم: هانا، من التمانينات وانا كندير هاد الشي. نافذة كاع اللي «غير داوي» في هاد البلاد قذافي