لا بارصا لا ريال أجمل ما في الزمن أنه لا يتوقف، بل يمضي ويأخذ معه كل لحظات الفرح أو البكاء، وهذا ما يجعل مرور الأيام أفضل علاج لجراح الفرق واللاعبين والجماهير، لذا نحمد الله أن أسبوع الهزائم والصدمات مر، واستقبل المغاربة أسبوعا جديدا بكل التفاؤل الممكن متجاوزين آلام الأسبوع الماضي. فيوم الثلاثاء تكمّدت نصف الجماهير المغربية بعد أن انهارت آمال البارصا في الوصول إلى النهائي، وفي اليوم الموالي وصلت اللعنة إلى النصف الثاني من المغاربة بعد سقوط ريال مدريد.. فعم الحزن كل البلاد، وارتدت الأزقة والمقاهي والبيوت ثوب الحداد.. الله يحسن عوان المغاربة مساكن، ما صبروش. واش كتسطى علينا؟ علاه البارصا والريال غادي يديروا عليها المغاربة هاد الحالة؟ عندك مع كورة؟ لا. واسكت! مالك كتطّير؟ كثير من المواطنين غير المهتمين بكرة القدم لم يفهموا كيف خلت الشوارع زمن نقل مباراتي نصف نهاية عصبة الأبطال الأوروبية، ولماذا امتلأت المقاهي عن آخرها ولم يجد الكثيرون مقاعد شاغرة، ولماذا كل هذا الصراخ والهتاف والحماس والغضب والفرحة والإحتجاج الذي يعم في وقت واحد كل البلاد مدينة مدينة، حيا حيا، دربا دربا، زنقة زنقة... أما الذين فهموا منهم بالحدس أو بالسؤال أن الأمر يتعلق بمباراة في الكورة، فقد اعتقدوا أن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني لكرة القدم، وتفهموا المسألة باعتبار المنتخب المغربي رمزا يجسد حبنا للوطن، وواجهة نعبر من خلالها عن انتمائنا إلى هذا البلد الذي أنجبنا وربانا وتْهلّى فينا، لكن الصدمة كانت أقوى حين علم هؤلاء المواطنون البسطاء الذين لا يفهمون في الكرة أن كل هذه القيامة تتعلق بفريقين اسبانيين وفي نصف النهاية، ولأن موعد المباريات يتزامن مع صلاة العشاءين فإن المسألة تأخذ بعدا أكبر، ويتحول مجرد تشجيع فريقين إسبانيين بهذا الحماس إلى تشجيع للصليبيين وإعجاب بهم وانتماء إليهم... وهذا أكبر دليل على اقتراب الساعة. أستغفر الله، كاين اللي كيبغي ميسي أكثر ما كيبغي الحسين خرجة. أنت شفتي غير هادا.. راه كاين اللي كيعرف الأخبار ديال رونالدو أكثر ما كيعرف لخبار ديال بّاه. يا ودّي خلينا من الكورة دابا... قول ليا آش خبار الواليد ديالك؟ وشكون عْرف؟ فين ما كنبغي نمشي نشوفوا مسكين كيبدا شي ماتش في التلفزة وكندير بناقص. من تابع ردود فعل عشاق البارصا والريال عقب إقصاء الفريقين من نصف نهاية عصبة الأبطال الأوروبية لا يمكنه أن يستخف بمكانة هذين الناديين الإسبانيين في قلوب المغاربة، مثلما لا يمكن أن يتفهم بسهولة أن هذه المكانة يمكن أن تكون محاطة بكل هذه الهالة من العشق والتقديس، فتصبح معها هزيمة فريقين إسبانيين أشد مضاضة على المغاربة من هزيمة منتخب مغربي، حيث أن الكثير من الذين نذبوا حْناكهم لحظة تضييع ضربة جزاء من طرف ليونيل ميسي أمام تشيلسي ومن كريستيانو رونالدو أمام بايرن ميونيخ لم يحزنوا أبدا لحظة الخروج المذل للمنتخب المغربي من الدور الأول بالغابون. يرى البعض أن وجود مثل هذه الظاهرة لا يعني شيئا مثيرا يستوجب التوقف عنده طويلا لأن حب كرة القدم هو عشق، والناس أحرار في أن يعشقوا، فلا علاقة لهذا العشق بالوطنية أو الانتماءات العرقية والطائفية والدينية والجغرافية،لذا لا خوف على وطنية المشجعين المغاربة من حبهم المجنون لفرق الدول المجاورة، لا خوف على ولائهم ولو هجروا ملاعب البلاد وقنوات البلاد واحتشدوا أمام «الجزيرة الرياضية».. إنها مجرد لعبة تبيع شيئا من الحلم ومن الإثارة، وعندما سيأتي يوم النفير، فماكاين لا بارصا لا ريال، ما كاين غير المغرب. مورينيو قال ليهم بلي المشجعين ديال البارصا كيبانوا بزاف حيت فيهم الدراري الصغار اللي يالله بداوْ يتفرجوا في الكورة وشافوا الألقاب. وتّا سير، أنا بعدا سنين هادي وانا كنبغي البارصا قبل من هاد الشي. علاه شحال أنت عندك من عام؟ طالع في تلْطاش.. علاش؟ نافذة قول ليا آش خبار الواليد ديالك؟