ريال وبارصا البطولة قبل أسبوعين من الآن قدم الرجاء البيضاوي خارطة طريق جديدة لتركة الدعم، وأصر على أنه يقدم منتوجا كرويا مختلفا يستحق هذا الإمتياز.. لم يقف الوداد ساكتا وانضم لصف الغريم وطالب بدوره بكعكة التلفزيون تختلف عن تلك التي ينالها بقية المحسوبين على الصفوة.. حجة الوداد والرجاء هو كونهما لا يختلفان عن الريال والبارصا بإسبانيا، لذلك كرتهما من كوكب مختلف تستحق هذه المفاضلة. بهذا المنطق سيضع أكرم نفسه في موضع مقارنة مع بيريز مدريد الذي يقدم عقودا خرافية للاعبيه ويحترمها كما يحترم أداء منح الألقاب التي يحرزها الملكي، وسيلبس حنات ثوب روسيل برشلونة الذي يقرأ سوق الإنتقالات بذكاء بالغ ولا يشتري ما عافه السبع والمنخنقة المتردية.. وسيتحمل لاعبوهم المساكين تبعات مقارنة غير متكافئة ولا تقبل القياسات، وحده الجمهور البيضاوي الذي قد يربح داخل معادلة هذا الإسقاط الجديد إحتكاما لبصمته الرائعة على المدرجات ولما يبدعه خلال مباريات الديربي من صور وكوليغرفايا. الريال والبارصا بإسبانيا يضعان في خزينة الدولة سنويا، مبالغ تفوق 100 مليون أورو هي اقتطاعات ضريبية على الدخل ومرتبطة بعقود لاعبين يعتبرون الأغلى على مستوى العالم، ومؤخرا صدر قرار من إحدى محاكم العاصمة مدريد حكم على لويس فيغو بأداء مليوني أورو بعد اتهامه من التهرب الضريبي، كانت مرتبطة بصفقته الخرافية وانتقاله الشهير من البارصا للريال. لم نسمع يوما ما أن بيريز أو لابورطا وبعده روسيل أشهروا الفيطو وطالبوا بالإعفاءات الضريبية، لأنهم يقدمون فرجة مختلفة أو لأنهم محصنون من الدفع بشعبيتهم التي جعلت سكان الهند والسند يعرفون إسبانيا بهذين العملاقين أكثر مما يعرفون بلاد الماتادور بملكها أو حكومتها ولا جغرافيتها.. من حق الوداد والرجاء أن يطالبا بمعاملة استثنائية تقدر قيمة كرتهما حتى وإن كانت أحيانا تخسر بالخمسة، لذلك إلتقط المسؤولون عندنا جيدا هذه الإشارة فقرروا أن يعاملوا الرجاء والوداد كما تعامل الريال والبارصا بإسبانيا، والبداية بحسب الأخبار التي يتم تداولها على نطاق مسؤول هو كونهما سيلزمان بأداء ضريبة مختلفة عن كل فقراء البطولة الآخرون، وستحملان مناصفة بينهما أداء حوالي مليار من السنتيمات. زمن الريع والنوم في عسل الإمتيازات الرخيصة السهلة إنتهى، اليوم الجميع مسؤولون والكرة التي ظلت واحدة من المحميات المنسية التي يدخلها الجميع ب «صباطه» ستعرف طريقها للتقنين، ولن تكون هناك بداية تصحيح أجمل من وضع الكبيرين الرجاء والوداد على رأس قافلة الإصلاح. بعد تسريب هذه المعلومة التي تتداول على نطاق ضيق، والتي هي بالمناسبة رسالة مشفرة من بيدهم الحل والعقد على عدم رضاهم بخصوص موقف أكرم وحنات اللذين طالبا بالغلة وعادا في اليوم الموالي ليلعنا الملة، بعد أن انتصبا في جبهة المعارضة المطالبة بتأخير أداء الضرائب لما بعد السنوات الخمسة القادمة، وخلالها سينتهي أكرم من بناء المركب الذي وعد به جمهور الحمراء بكل المصاريف الجانبية التي يتطلبها، وسيتحول حنات لخلية الحكماء التي تستقطب المعتزلون لتسيير شعب الخضراء.. رسالة المليار التي إن صحت والمفروضة على الوداد والرجاء، هي رد على طلب معاملة مثل التي ينالها الريال والبارصا هناك خلف الضفة، هي رد صريح من الجهات المسؤولة على كل رئيسي الفريقين بأنهما أخطآ حين جنحا لموقف المعارضة، في وقت كان يفترض أن يشكلا نموذجا للبقية في الأريحية والإمتثال لروح الواجب. قديما قال الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله === عار عليك إذا فعلت عظيم وكي يتقمص الوداد والرجاء دور كبيري الجارة الإسبانية، على مدبري شأنهما أن يفتشا جيدا في دفتري هذين العملاقين، ليبدآ بطابع الديموقراطية التي تميز تسييرهما ويعرجا عن روح المقاولة التي تطبع تدبير ميزانيتهما ويختماها بمواقفهما التي تؤكد أنهما أول من ينتصب في تلبية الواجب الوطني ضريبة كانت أم تضامنا..