خْدم يا التاعس دشنت الحكومة الجديدة من خلال وزير النقل والتجهيز عهد القطع مع اقتصاد الريع بنشر لائحة طويلة بأسماء المستفيدين من مأذونيات النقل الطرقي على طول البلاد.. وقد ضمت هذه اللائحة خليطا من لاعبي كرة القدم من مختلف الأصناف، لدرجة يصعب التعرف على المعيار الذي بموجبه إستحق كل لاعب تلك الكريمة.. وثار نقاش في مختلف المجالس عن الغاية من وراء هذا الإمتياز، هل يعطى لضمان مستقبل لاعب أعطى الكثير وما عطاهش الله، أم يعطى تتويجا للاعب ناجح مهنيا وحياتيا من باب «زيد الشحمة في ظهر المعلوف»؟ ناري إيلا جيتي تحسب شحال ديال الملاين كتمشي باردة في الشهر، وراه كتمشي الملايير أ سمحمد؟ هاد الشي بلا ما ندويو على الكريمات ديال الطاكسيات ومقالع الرمال والرْخام والصيد في أعالي البحار ووو... ناري ناري، وعلاش كنقولوا المغرب ما فيهش الفلوس؟ إيوا شفتي، على هاد الحْساب غيرتس راه ظلمناه مسكين ملي تبعناه على هاديك جدريال اللي كيشد في الشهر. هل كان قرار الكشف عن لائحة المستفيدين في هذا الوقت بالذات قرارا تلقائيا من الوزير أم أن جهة رياضية هي التي أوعزت لوزير النقل والتجهيز بذلك؟ مهما يكن، فإن السي رباح قدم بهذا الكشف خدمة لا تنسى للمدرب البلجيكي إيريك غيرتس الذي يتعرض للهجوم والنقد والحسد بسبب هاديك 267 مليون اللي كيشد في الشهر (يلا كانت بصاح).. ذلك أن اللائحة استطاعت أن تخفف الضغط عن المدرب البلجيكي، وتصرف انتباه المواطنين عنه قليلا، إذ ركزوا اهتمامهم الآن على الذين وردت أسماؤهم في لائحة المستفيدين من الملايين الباردة، فاكتشفوا أن غيرتس عْلى هاد الحْساب راه النْوَاوَر، لأن غيرتس على الأقل ورغم كبر سنه يزور اللاعبين في أوروبا، ويجري مع جوقة من الكوايرية يجمعهم في كل مناسبة ليخوض بهم المباريات، ويتحدث في الندوات الصحفية، يعني أنه يقوم بعمل واخا كيدّي الملاين، المهم راه كيدير بعدا شي حاجة، أما الذين يستفيدون من مأذونيات النقل الطرقي فإنهم أيضا يتقاضون الملايين شهريا مثل غيرتس، لكنهم على عكس غيرتس، يأخذونها باردة ولا يفعلون شيئا، نعم، لا يفعلون شيئا، أما غيرتس راه كيشد الفلوس وكيسمع عليهم النكير. لذا، من المنتظر جدا أن يسارع عدد من الرياضيين الأغنياء الذين وردت أسماؤهم في لائحة المستفيدين إلى التخلي عن «كريماتهم».. وبالتأكيد سيفعلها الزاكي وشيبو ونيبت وداودة ونوال المتوكل وغيرهم.. فلا يعقل أن يتمسكوا بها متجاهلين آلاف الأسر المعوزة التي بالكاد تتدبر قوت يومها.. لا يمكن أن يناموا مرتاحي البال وهم يستفيدون من مال الشعب دون أن يفعلوا شيئا في الوقت الذي يكد فيه الملايين ويكدحون فلا ينالون إلا ما يجعلهم أحياء لمواصلة الكدح... ثم، حتى وإن لم يفعلوا، فإن رئيس الحكومة السي بنكيران لن يسمح لهم بذلك، وبالتأكيد سينشئ شيئا أشبه ب «بيت مال المسلمين» يجمع فيه هذه الكريمات من الأغنياء أولا، ثم من أصحاب المشاريع المدرة للربح ثانيا، وبعدها تتحدد معايير صارمة لمن تستحقها فعلا من الأسر الفقيرة والمحرومة لتستفيد منها داخل غلاف زمني معين، سنة، سنتين، ثلاث سنوات حسب الضرورة.. وملي يوقف بنادم على رجليه، يستفيد منها آخرون بذات الطريقة.. أما الذين ما زالوا في حاجة إلى «الكريمة» التي يستفيدون منها حاليا، فيمكنهم الإحتفاظ بها داخل أجل معين أيضا حتى يتمكنوا مثلا من إكمال تكوينهم ليلجوا سوق العمل، أو يقوموا بمشروع تجاري، ثم يسلموا «الكريمة» إلى لاعب آخر محتاج إليها أكثر ليستفيد منها لفترة محدودة حتى يقف على قدميه، وهكذا... أجي، شفت اللعابة ديال الشمال والشرق والجنوب ما مستافدينش من «الكريمات». إيوا هادو غير اللي مستافدين من «الكريمة» ديال الكار، وباقي ما شفناش «الكريمة» ديال الطاكسي، غادي تلقى الغَرَق. وعلاش ما ستافدوش هادوك المسؤولين الكبار اللي كانوا كيطلبوا على هادوك اللعابة؟ إيوا، هادي غير اللائحة ديال «كريمة» الكار، باقي ما شفناش اللي مستافدين من «الكريمة» ديال الطيارة. نافذة عْلى هاد الحْساب، غيرتس راه النْوَاوَر