ناااري، ونْشدّوه! أخيرا، وقع المدرب إيريك غيرتس بين أيدي رجال السلطة (الرابعة)، فتطلعنا جميعا بشوق إلى متابعة ندوة صحفية ستأخذ شكل محاكمة علنية لمدرب طيّرها لكل المغاربة، إذ طيّر الفْريّخ للمواطنين البسطاء الذين صدقوه، وطيّر الدم للمدربين الذين أهانهم، وطيّر الما من الركابي ديال المسؤولين الذين آمنوا بعالميته. وكان منتظرا أن تنقل قناة «الرياضية» أطوار هذه المحاكمة مباشرة على الهواء، لأن الحدث أولا لم يكن عاديا باعتبار الرجل الذي عقد ندوته الصحفية هو مالئ الدنيا وشاغل الناس حاليا. وثانيا لأن «الرياضية» تعودت على أن تنقل بالمباشر «أي شيء»، وثالثا لأن مدير القناة حسن بوطبسيل ما زال لم يهضم بعد الإهانة التي وجهها له هذا المدرب عقب مباراة الجزائر بمراكش، وبالتالي، كان من الممكن أن تكون هذه الندوة فرصة مناسبة ليرد بوطبسيل الصرف لغيرتس، ويفضحه اليوم أمام الملايين كما فعل به أمام العشرات قبل ثمانية أشهر. «الرياضية» ما نقلاتش الندوة ديريكت حيت بوطبسيل كيعرف غيرتس آش كيسوا. كيفاش؟ هاداك غيرتس راه ضايرين بيه غير المْخاخ، هوما اللي كيورّيوْه كيفاش يدير مع المغاربة. عندك الحق، عندو ركيزة صحيحة.. إيلا جيتي تصيْدو والله حتى تْصيّد. كان متوقعا أن أن يدخل إيريك غيرتس إلى قاعة الندوة واضعا نظارة سوداء ليداري خجله أمام إعلاميين يمثلون ضمير الأمة التي عبث بشرفها في الغابون.. وتوقعوا أن يدخل إلى القاعة ممدا على سرير مثل الرئيس حسني مبارك خوفا من الإنهيار في جلسة سيسمع فيها فاص أفاص ما ظل يُكتب عنه على الأوراق في غيبته، وما ظل يقال عنه على الهواء من وراء ظهره طيلة أسابيع.. فالرجل يعلم أن لائحة اتهام طويلة تنتظره، وفيها تتداخل جرائم الرياضة مع جرائم المال العام مع جرائم الشرف... غير أن المفاجأة كانت قوية، فقد دخل غيرتس وجلس وتحدث واثقا من نفسه، بوجه قاصح يتحدى الجميع، حتى أنه في كثير من اللحظات كاد أن يتحول هو إلى قاض، والحاضرون كانوا مجرد شهود يخشون أن يتحولوا إلى متهمين. واش حضرتي للندوة أو لا غير داوي؟ لا، غير داوي.. قريت في الجورنال بلي غيرتس طلب من وزير العدل يشد ليه هادوك اللي سربوا كشف الحساب البنكي ديالو. بالعكس، السي مصطفى الرميد غادي يحترم هادو اللي سربوا الوثيقة حيت ورّاوْه الظلم فين كاين، ياك هو وزير ديال العدل؟ ولكن هو وزير حتى ديال الحريات ما شي غير العدل، وهاد التسريب راه اعتداء على الحرية الشخصية ديال غيرتس. في الوقت الذي كان على غيرتس أن يؤكد أو ينفي صحة كشف الحساب البنكي الذي انتشر على الأنترنيت، هرب إلى الأمام وتوعد المجرم المجهول بعقاب شديد قائلا: «ملي غادي نشدو هاد خاينة، ناااري، آش غادي نديروا ليه». لقد اعتبر أن كشف حسابه البنكي يعد فضيحة لا يمكن السكوت عنها، في حين أن الفضيحة الحقيقية إذا كان ما نشر حقيقيا تكمن في الأرقام المهولة التي دخلت وتدخل إلى جيب هذا المدرب الذي أقصانا وأهاننا.. أليس فضيحة أن يتسلم غيرتس ما يقارب المليار سنتيم في شهر دجنبر أي في الفترة التي كان فيها آلاف المغاربة محاصرين بالثلج والبرد والجوع والميزيرية؟ أليس فضيحة أن نعجز عن بناء مستوصف أو مدرسة بسبب ضيق اليد، في الوقت الذي نستطيع فيه أن نؤمّن الملايين شهريا لمدرب يهددنا بالسجن إذا لم نعطه شبرا من التيساع؟ أليس فضيحة أن يستعصي على عدد من لاعبينا الدوليين الحصول على سكن لائق ولو بالكريدي، في الوقت الذي يسهل على مدرب جا غير البارح أن يشتري فيلا ب 700 مليون كاش؟ هاد الهضرة ما كيناش، حيت حسب المعلومة ديال هاد العبد المتواضع، راه الراتب ديال غيرتس كيدوز ديريكت في الحساب ديالو في بلجيكا. ما نظنش، بان ليا الجامعة فرضات على غيرتس باش يخسر الفلوس هنا في المغرب، بحال اللي كانت دايرة ليبيا معانا. في نظرك، أش غادي يديروا مع هادو اللي سربوا الوثيقة ديال غيرتس؟ ماشي هادا هو السؤال، السؤال ديال بصح هو: أش غادي يديروا مع غيرتس والجامعة إيلا كانت هاد الوثيقة صحيحة؟ نافذة هادو اللي سربوا الوثيقة غير ورّاوْنا الظلم فين كاين