ما كايْن والو، وصافي تنفس رؤساء أندية القسم الوطني الثاني لكرة القدم الصعداء بعدما تم تداول تأجيل الدخول إلى عهد الإحتراف. تصوروا أن الشعب كله ينتظر بحرقة هذه الإنطلاقة نحو التغيير، وزعماء الفرق يقومون بالمستحيل كي يؤجلوا هذا التغيير أو يوقفوه نهائيا إن استطاعوا. وقد شوهدوا وهم يتبادلون العناق بقوة من شدة الفرح بحالا شي واحد فيهم يالله خرج من الحبس، لدرجة أن أحد الرؤساء دفن رأسه في صدر زميله وأخذ يبكي: «كنّا غادي نمشيو فيها كاملين». يعني هذا ببساطة، أن الوجوه التي دبّرت الهواية والجمود لن تستطيع تدبير الإحتراف والتحول. ماشي حيت الرؤساء ما باغينش، ولكن حيت ما كيعرفوش. وسيكون من الظلم أن نتوقع من رئيس فريق قضى أكثر من عشرين سنة في القْوالب أن يتحول إلى رجل نزيه وشفاف في أيام، ومن غير المقبول أن نفرض على مسير قضى نصف حياته وأكل شارب من ميزانية الفريق أن تخضع المصاريف والمداخيل في عهده للمحاسبة. إنهم أشبه بسادة قريش حين فاجأهم محمد (ص) بالدين الجديد، ياك كلهم خرجوا عينيهم وشعككوا اللحية ديالهم وهزّوا السيوفا: «تالله لنقتُلنّه»؟ أسيدي، هاد سادة قريش، بغيت نقول هاد المسيرين إيلا ما قادينش على الإحتراف يعطيونا التيساع. ما يمكنش، لازم يكونوا حاضرين، لحقّاش إيلا بغات الأممالمتحدة تنزع الألغام من شي أرض، كتحضّر معاها اللي زرعوا هاد الألغام شحال هادي حيت هوما اللي عارفينها فين كاينة. ما فهمتش، كيفاش هادو اللي فسْدوا غانحتاجهم في الإصلاح؟ حيت هوما اللي عندهم خريطة الفساد، باش نمشيوا للخلل ديريكت بلا ما نضيعوا الوقت في التقلاب. ربما هذا ما فكر فيه عامل الجديدة الذي رفع راية الإصلاح والتغيير داخل فريق الدفاع الحسني الجديدي، إذ بعدما استبشر الدكاليون خيرا بهذا العنوان الإصلاحي، كادوا يفقدون عقولهم عندما علموا بالتفاصيل. أحد الدكاليين المتابعين بشغف ما يجري داخل الجديدة زنكة زنكة دخل إلى إحدى المقاهي حيث يتواجد بعض الشيوخ وقليل من الشباب عارضا ورقة بيده عليها بعض الأسماء، وقف وسط المقهى طالبا أن يعطيه الدكاليون آذانهم: «خوتي الدكاليين، هادوا هوما السميات ديال اللي قال ليك السي العامل باغي يعتق بيهم الدفاع»، فاهتزت المقهى بالتصفيق والهتاف: «ملكنا واحد، محمد السادس، ملكنا واحد، محمد السادس»، إنزعج الدكالي وهو يطلب منهم التوقف: «بلاتي بلاتي، هادو اللي السميات ديالهم كاينة هنا، كل واحد من حزب سياسي مختلف، يعني كاين اللي الغرض ديالو ما شي الكرة، الغرض ديالو هو الإنتخابات الجاية، وفيهم اللي خْرج على الفرقة، والسي العامل...»، فقاطعه الزبناء وصفقوا ثانية بحماس ورددوا مجددا: «ملكنا واحد، محمد السادس، نعم نعم نعم للدستور». وتّا معا من كتدوي؟ إيلا بغيتي التغيير، سير دوي مع المنخرطين. أنا باغي ندوي مع الآلاف اللي كيموتوا على الفرقة، ماشي مع كمشة ديال البشر النص فيهم ديال الرئيس. وبقى تغوّت، هادو راه ما عندهم سلطة، واللي دارها الرئيس والجامعة هي اللي كاينة. هي ما كاين والو، وصافي. نافذة كيفاش هادو اللي فسْدوا غانحتاجهم في الإصلاح؟