ضربة بالدم وْلا كلمة بالسم بعدما كاد المغاربة أن يطووا قضية «غيريتس وراتبه وقطته» مثلما تطوى الملفات الكبيرة عادة في المغرب، أعاد الخروج الإعلامي الأخير للمدرب البلجيكي قضيته إلى الواجهة مجددا، حيث أن الحوارات المنسوبة إليه في البلاد وخارجها تضمنت تعابير مستفزة أشعلت غضبا شعبيا كاد يخبو، وأيقظت من النوم من لا ينبغي لهم أن يناموا؛ ودادية المدربين ونواب البرلمان، ويبدو أن... أجي أجي قبل ما تكمّل: علاش هاديك المرة دْكرتي الصحفيين اللي مشاو للغابون، ونسيتي «مصطفى الشرقاوي» المصور ديال «المساء»؟ ماشي نسيت، والله ما كانت في خباري. إيوا، راه الصحفي ما خاصوش يبدا ينتاقد حتى يتأكد من المعلومات ديالو. هاد الشي اللي باغي نقول، راه بنادم ملي ما تكونش عندو المعلومة صحيحة كيبقى «غير داوي»... وخليني نكمل ليك. يبدو أن جهات وازنة ستدخل على الخط من أجل رد الإعتبار لكرامتنا التي يلوثها المدرب البلجيكي أمام العالم على صفحات الجرائد.. فالمغاربة يمكنهم أن يغفروا لغيرتس كل ما يفعله بهم وفيهم، لكنهم لن يستطيعوا أن يغفروا له كل ما يقوله لهم وعنهم، لأن المغربي تربى منذ الصغر على المثل القائل: «ضربة بدمْها، ولا كلمة بسمها».. وقد كان غيرتس مسموما في حواراته المتعالية والإستفزازية، حوارت أساءت إلى المسؤولين كما أساءت إلى المدربين والإعلاميين، وإذا ثبتت صحتها، فإن الشعب لا يتوقع أقل من مطالبة غيرتس بتكذيب مصحوب باعتذار لطيف، هذا إذا لم ينتفض المسؤولون دفاعا عن كرامة كل مغربي استهدفته رصاصات غيرتس الحوارية، لأن عزة النفس تقتضي ألا يزيد غيرتس معنا بعد تلك الحوارات يوما واحدا، ما عدا إذا كانت كرامة مدرب أهم من كرامة وطن. شفتي هاد غيرتس ما غادي يخرج عليه غير فمو. ومال غيرتس كلو آشنو فيه؟ راه فيه غير الفم، من نهار جا وهو غير داوي، حتى حاجة ما شفناها. إيوا، علاش غادين نبقاو صابرين عليه؟ خاصنا حتى حنا ندموه، ونصيفطوه ف حالو. هو هاد الشي اللي باغي نيت. هل يتعمد غيرتس استفزاز المغاربة في حواراته الصحفية ليدفع الجامعة إلى إقالته ودفع الشرط الجزائي؟ هل تورط غيرتس في مناقشة عرض ما لتدريب منتخب ما غيرنا بعدما توقع رحيله عنا بعد الكان؟ لا شك أن الرجل فوجئ برد فعل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبرد فعل وزير الشباب والرياضة بعد عودته من الغابون خاوي الوفاض. فقد قال قبل المباراة الأخيرة أمام النيجر إنها ستكون من أجل الشرف معتقدا أنها مباراته الأخيرة مع المنتخب الوطني، وهو محق في ذلك، فلا يوجد عاقل في الدنيا يمكنه أن يتصور استمرار حكومة جديدة جاء بها الربيع العربي في صرف 250 مليون شهريا على مدرب خرج من الدور الأول، وما زاد من يقين غيرتس بأنه مطرود لا محالة من جنة المغرب، هو علمه بوجود عبد الإله بنكيران على رأس هذه الحكومة، وهو معروف في العالم بأنه ضد تحكم الإفرنج في مصير المسلمين، وضد إهدار المال العام في اللهو، وراه ف خبار غيرتس آش دار بنكيران على إلتون جون! فليس هناك أي مبرر مقبول لكل هذا العيب الذي يخرج من غيرتس عن طريق الصحف إلا رغبته في استثارة نخوة مسؤولينا لدفعهم إلى إقالته، فقد تعلم فينا كيف يدرب المنتخبات، وتعلم دروسا في ذلك على ظهورنا، وآن له يستثمر هذه «التجربة» في بلد آخر له أجهزة كروية منتخبة، ورئيس جامعة عارف، وحكومة شفافة لا تحيط رواتب المدربين بالسرية. أجي، شحال عندكم من وجه، مرة كتهاجموا الجامعة وغيرتس، ومرة كتدافعوا عليهم. حنا دايرين بحال شي «منتخب» ديال الكورة، شي كيدافع وشي كيطاكي. وأنت فيهم بحال اللاعب احسينة اللي كان كيدخل غير باش يهرّس اللعب. ياك احسينة بعدا راجل؟ الحمد لله ما عمرو باع شي ماتش. نافذة هاد غيرتس ما غادي يخرج عليه غير فمو