سيظل يوم الأحد الماضي اليوم الرمضاني الأصعب على الجماهير المغربية، لأنه اليوم الذي فيه أفقدت نتيجة مباراة المنتخب المغربي ضد المنتخب الطوغولي هدوء الجميع، واللي ما عمرو قلب على مرتو البرمة ديال الحريرة قبل الفطور، قلبها داك النهار، في هذا اليوم أتلف ضياع التأهيل إلى كأس العالم أعصاب المغاربة، فتحولت البيوت والشوارع والأسواق إلى ساحات معارك زادها الغضب على الفريق الوطني اشتعالا، كَتَلْقَى الواحد في المارشي كيشيّر على واحد آخر ببطاطا ويغوّت: - هاك لمّك، حَوَّل ربي فينا، وما طفّرناهش مع الطوغو· - أيْ أميمتي راسي·· سير أنا بيغت رمضان يخرج في بوك كيما خرج في اللعابة دياولنا· هل فعلا تخلى الله عنا في هذه المعركة الحاسمة؟ فكل المغاربة لبّوا نداء الطاقم التقني الذي دعاهم إلى رفع أكف الضراعة في هذه الأيام المباركة كي يمنح الله للأسود نصرا مبينا على الأعداء ب لومي، لقد تأخروا في المساجد بعد صلاة التراويح يوم السبت لتخصيص ساعة للدعاء، وبْدا كل واحد يدْعي من قلبو بداك الشي اللي عطاه الله، بالعربية بالفرانسوية بالشلحة بالحسانية··· وكلها يلغي بلغاه، المهم هو المقصود: يا ربي نربحو الطوغو نهار الأحد·· حتى أن أحد المسؤولين ذهب إلى لومي وهو مطمئن بأن الإنتصار في الجيب، علاش؟ قيل إنه توجه قبل السفر إلى أحد الفقهاء المشهود لهم بالتقوى والبصيرة·· - حنا أسي الفقيه مسلمين، وعندنا معركة واعرة خارج البلاد، واش نصومو ولا نفطرو· - غير قصّيو، هذا جهاد والله أعلم· - هادي مزيانة، وكيف نديرو حتى نربحو في هاد المعركة أسي الفقيه؟ - إيلا فيكم شي "مومن"، إن شاء الله ترجعو غالبين· - سير الله يفرحك، كاين عندنا مومن· ولهذا تم تكليف حسن مومن بقيادة الأسود في هذه المباراة، ليس لأنه أفضل من الثلاثة الآخرين لا سمح الله، فالمدربون الأربعة بحال بحال، واحد ما فايت لاخر بشي بّالماريس ولا بشي لعبة، اختيار مومن كان فقط تماشيا مع ما قاله السي الفقيه·· غير أن بركة الفقيه طارت منذ الدقيقة الثالثة حين سجل الطوغوليون هدفهم المبكر، وحافظوا عليه حتى الدقائق الأخيرة قبل أن يتفاجأوا بهدف التعادل الذي لم يكن كافيا ليواصل المغاربة الحلم برؤية وادو في مونديال جنوب إفريقيا· - قْرا قْرا آش قال مومن، قال ليك : الهدف المبكر بعثَر أوراقَنا· - واش ما قدّاتوش سبعة وتمانين دقيقة يجمع فيها هاد الْوراق؟ - لا، حيت عندو واقيلا وراق ديال البسطيلة، إيلا تبعثرات ليه في الأرض ما كيبقا فيها ما يتجمع· لقد اندهش عدد من المتتبعين من مبررات حسن مومن، إذ كيف يمكن لمدرب أن يقول أن هدفا في الدقيقة الثالثة شل تفكيره حتى أصبح عاجزا عن إيجاد وصفة تقنية لتدارك الفارق؟ يعني، كون زعما تماركا علينا البيت في الدقيقة خمسة وربعين كون ربحناهم؟ ألا يضع المدربون قبل المباراة خططا بديلة لمواجهة كل المستجدات والطوارئ؟ راه غير المْرا، يعني مولات الدار ملي تكون خارجة غاديا للسوق كتدير في بالها جميع الإحتمالات، إيلا لقات السردين مثلا غالي، تشري كابايلا·· المهم ما ترجعش للدار بلا حوت· وحتى إذا سلمنا بأن مدربنا الوطني قليل الخبرة في مثل هذه المواجهات عالية المستوى، فإن لا أحد يمكنه أن يغفر للاعبينا الدوليين عجزهم طيلة الدقائق الطويلة المتبقية من عمر المقابلة، فقد راكموا ما يكفي من التجارب الإحترافية التي تجعلهم يتعاملون مع كل المواقف بما يلزم، لكن للأسف لم يستطيعوا، ليس لأنهم عاجزون كإمكانات فردية، بل كمجموعة متجانسة تسري فيها روح الجماعة، بدليل أن هدف التعادل تم تسجيله بواسطة تاعرابت بطريقة بحال ديال شي واحد لاعب ميني فوت في شي تورنوا ديال رمضان· - ودابا بقاو جوج ماتشات، ها مومن جربناه، وخاصنا نجربو دابا عموتا ونجربو السلامي من وراه· - والناصري فين خلّيتيه؟ - علاه هو صح؟ ياك الزاكي كان قال لينا بلي الناصري عيان شوية؟ ------------- واش ما قدّاتوش سبعة وتمانين دقيقة يجمع فيها هاد الْوراق؟