دْعيناك لله تزايد الطلب مجددا على أغاني مجموعة ناس الغيوان نهاية هذا الأسبوع، وكثر الإزدحام على صيدليات الحراسة ليلة الجمعة الماضية، مواطنون ومواطنات من مختلف الأعمار وقفوا عقب نهاية مباراة المغرب والغابون في طوابير طويلة يطلبون من الفرماصيان أدوية مضادة لصداع الرأس ولألم المفاصل ولضغط الدم وللطانسيون وللمصارن والمعدة... كان الكثيرون يمسكون برؤوسهم وببطونهم مع شعور بالغثيان والإعياء الشديد والإحساس بالدوخة وبالشحفة... عارفين باش حاسين ولكن ما عارفينوش أشنو.. كأن وباء غامضا إجتاح المغاربة. وحدهم الكبار في السن، وبما وهبهم الله من حكمة السنين وتجارب الأمراض المزمنة كانوا يرددون بصوت هامس: «دعيناك الله أسي غيرتس».. لقد تمكن هذا الرجل البلجيكي من أن يدمر أعصاب المغاربة ويبعثر أحلامهم ويذبح مستقبلهم.. لقد جعلنا أضحوكة بين المنتخبات الإفريقية الصغيرة، وجعلتنا الهزيمة الموجعة أمام الغابون ينتظرون قرارا جامعيا عاجلا يقضي بإقالة غيرتس، وتكليف كوبرلي بتدبير لقاءنا الأخير ضد النيجر. علاه غادي غيرتس يتسنى حتى يقيلوه؟ راه هو براسو غادي يعيق وغادي يمشي ف حالو من لهيه. ويلا ما عاقش براسو. غادا ضربو حجرة لراسو، علاه ما في خباركش شحال من مليون ديال البشر محلف عليه؟ هادوك فيهم غير الفم، ما يقدروش يمسوه حيت غادي يتخبى ورا الفاسي الفهري. لا أحد يستطيع أن يخمن ماذا يدور في رأس رئيس الجامعة الفاسي الفهري بعد البهدلة التي رمانا فيها مدربه العالمي إيريك غيرتس.. ولا أحد يعرف بالضبط ما يشعر به الوزير السابق منصف بلخياط وهو يرى مثله الأعلى يقودنا إلى الهاوية.. غيرتس الآن صار عدوا للشعب، لأنه خدع الجميع.. خدعنا حين أخذ أموالنا بالباطل، وخدعنا حين أوهمنا بأننا سنفوز بكأس إفريقيا، وحنا ها العار يفوز غير على النيجر.. ماذا يسمى هذا الذي فعله غيرتس بنا في عرف القانون؟ رجل يأخذ منا زبالة ديال الفلوس في الشهر، ويهين صحافتنا متعجرفا، ويقصينا من الدور الأول، ويهدد المبليين بحب الوطن بالسكتة القلبية، هل يسمى ما فعله نصبا واحتيالا، أم خيانة للأمانة، أم محاولة القتل العمد؟ لا بد أن ما فعله بنا يعتبر جريمة يستحق عليها العقاب، ولا بد أن يذهب أحد الصحفيين المتواجدين هناك إلى غرفة غيرتس وينصحه من باب الأخوة بألا يعود إلى المغرب، حيت المغاربة كاعيين عليه مزيان. واش بان ليك غير غيرتس هو اللي خاصو يتحاسب؟ ومالك فيمن بغيتينا نبردو لغدايد؟ في اللي جابوه لينا وبرعوه، حتى ولى كيبان ليه المغرب جنة. دوي بشوية أصاحبي، دابا يسمعوك. هل أخطأ المسؤولون الذين يتزعمهم منصف بلخياط والفاسي الفهري حين حولوا المنتخب الوطني المغربي إلى واجهة تختزل وطنا بكامله؟ فقد أجبرونا على ألا نهتم في هذه البلاد إلا بكرة القدم.. نموت فرحا إذا انتصرنا ونموت غما إذا انهزمنا، وجاء الوقت الآن لنفهم أن الكرة لا تستحق أن نموت من أجلها، هناك أشياء أعظم وأكبر في هذه البلاد غير المدرب غيرتس.. منذ بداية كأس إفريقيا لم نعد نهتم بما يجري في البلاد.. إنشغلنا بكرة القدم ولم نعد نعرف ماذا يفعل رئيس الحكومة، ولا بحثنا في اليوتوب عن آخر قفشاته تجردنا من كل إحساس بقضايانا المصيرية فلم تعد تهتز شعرة واحدة من رؤوسنا ونحن نقرأ الأخبار الحزينة القادمة من مختلف مناطق البلاد.. إن الله يحبنا حين كتب على منتخبها الخروج باكرا من المنافسة حتى ننتبه إلى وطننا، إلى حياتنا، إلى مستقبلنا. ودابا، خاصنا ننساو الكورة ونمشيو نشوفوا الحكومة الجديدة آش دارت هاد الأيام اللي فاتت. ومال الحكومة الجديدة جاية من الشينوا؟ راه حتى الوزراء هوما مغاربة. يعني؟ يعني ما كانوا كيديروا والو، حتى هوما كيتسناو في غيرتس يدير ونفرحوا كاملين. نافذة فيمن بغيتينا نبردوا لغدايد؟