وانتَ سُوقك؟ حسنا فعل الجزائريون حين علقوا على مدخل المطار صورة ضخمة تجمع العاهل المغربي بالرئيس الجزائري، فقد كانت تلك الحركة الرمزية رسالة إلى كل الذين يرددون إن الشعبين المغربي والجزائري شعب واحد لولا خلافات الحكام، يعني أن الشعبين بجوج غير كيديروا السبّة بالمشاكل السياسية اللي كاينة على الحدود والصحراء باش يدَوْروها سبّان بيناتهم، وبالتالي فهذه الصورة الضخمة اللي كتبان من الطيارة تصحح الوضع منذ البداية وتقول للجميع: «شوفوا، هاهوما الحكام منساجمين ما عندهم مشكل، وجمعوا ريوسكم يا كحل الراس وكونوا حتى نتوما بعقلكم في التيران».. وفعلا كان الجزائريون عكس ما توقعناه تماما.. إستقبلونا بالورود والأحضان كما قال السي جلول، لم يهتفوا ضدنا أو ضد رموزنا، لم يحملوا أعلام البوليساريو لاستفزازنا، ما خرجوا عيب ما قالوا كلمة طايحة، ولم يرموا حجرا على حافلتنا أو على لاعبينا، والسي منصف بلخياط مشى سالم ورجع سالم.. ماشي هادا هو الرباح؟ الجزائريين كانوا مهدنين حيت من الدقيقة اللولة وهوما رابحين، نااااري كون خسروا ما كانوش غادين يتفاكّو معانا. شفتي كون خسروا، ما كانوش غادين يتفاكو مع بوتفليقة براسو. إن كنا نحب الخير للجزائريين حقا، فعلينا أن نفرح لانتصارهم علينا، لأن استقرار الجزائر وأمن شعبها أهم عندنا من نتيجة في مقابلة لكرة القدم.. فقد كانت السلطات الجزائرية تخشى أن تتحول الجماهير الجزائرية الغاضبة بعد أية هزيمة محتملة لا قدر الله إلى الشوارع والميادين مطالبة بالتغيير، لهذا وبعد انتصار المنتخب الجزائري، نسي الجزائريون كل أسماء الجنرالات الذين كانوا ينوون الهتاف ضدهم، فلم يتذكروا إلا إسما واحدا وهو الجنرال بنشيخة.. ملايين الجزائريين خرجوا إلى الشوارع محتفلين بانتصارهم التاريخي علينا في موقعة عنابة.. آلاف الشباب الذين أوشكوا على إحراق أنفسهم بعد سنوات من البطالة والذل نسوا في ليلة واحدة غضبهم وأحزانهم وخرجوا يغنون راقصين.. آلاف الأسر البسيطة التي كانت تنتظر في شوق خروج مظاهرات شبابية لتغيير أوضاعها البئيسة أنساها الإنتصار على المنتخب المغربي كل همومها وأحلامها في التغيير.. فعلا، قالوها اللوالا: «اللي ما نسى بالقرقوبي والمعجون، ينسى بالشطيح والبالون». أجي، علاش غيرتس ما دخّلش السعيدي حتى بقات جوج دقايق؟ المهم هو المشاركة، حيت اللي لعب مع المغرب دقيقة وحدة، عمْرو يلعب مع هولندا حياتو كلها. وعلاش ما دخّلش كارسيلا؟ مالك ما كتعيقش؟ راه هاد الشي اللي قلت ليك. تساءل كثير من المتتبعين عن سر تغييب اللاعب المهدي كارسيلا عن مباراة المغرب ضد الجزائر دون مبرر معلن، وزاد من القلق رد مسيو غيرتس على هذا السؤال: «أنا من يتحمل المسؤولية».. هذا الرد إذا ترجمناه إلى اللغة المغربية سيكون هو: «وانتوما مالكم؟ دخلوا سوق راسكم».. وفعلا، لو نظرنا إلى المسألة بقليل من الهدوء سنفهم أن هذه القضية بين مواطنين من بلد أوربي واحد لا دخل للمغاربة فيها، أي بين مدرب بلجيكي لا يربطه بالمغرب إلا عقد عمل وبين لاعب بلجيكي لا يربطه بالمغرب إلا جنسية أمه، كون كارسيلا لبس التوني ديال أسود الأطلس ما عمرو باقي كان يحلم يلعب مع الشياطين الحُمر، وهادا هو التشيْطين، ومن الطبيعي إذا ما استشار كارسيلا مواطنه غيرتس عن أي بلد يختار: المغرب أم بلجيكا؟ فإنّ الجواب المتوقع من المدرب خضوعا للعقل سيكون هو: بلجيكا، وخضوعا للعواطف هو: بلجيكا. لذا، مهما بدا مسيو غيرتس محبا للمغرب، فإنه سيبقى وإلى الأبد محبا لوطنه بلجيكا، لأنه يعلم بأنه سيخسر منصبه آجلا أم عاجلا ليحب منتخبا آخر، وبالتالي فهو ليس على استعداد ليربح مباراة ويخسر بعدها لاعبا يريد أن يراه في منتخب بلاده. واش هادا هو غيريتس اللي كنا نتسناوه تسع اشهر؟ إيه، وهو اللي باقي كيدّي ميتين مليون والزيادة في الشهر. وجاب في اللخر صفر نقطة من الجزائر؟ إيه، وانت سوقك؟ نافذة علاش غيريتس ما دخّلش كارسيلا؟ هادا هو التشَيْطين