أحببنا أم كرهنا·· >حشومة نمشيو للمونديال< في ظل جبهات الموت البطيء للكرة المغربية، وركام اندحار المنتخب المغربي جملة وتفصيلا مند 2004 إلى اليوم·· لا حاجة لنا للذهاب إلى المونديال حتى ولو كما نملك جيلا ذهبيا من النجوم وبثقافات متعددة في الهوية، وبإرادات متفاوتة وغيرها من أسلحة الرفض والتهاون وأشكال أخرى من الوساطات القاتلة للاعبين يرفضهم الجمهور المغربي منذ مدة وهم حاضرون إلى اليوم·· أحببنا أم كرهنا·· لن يقدر علي الفاسي الفهري على فهم الإختصاص الكروي إلا لسنوات طويلة حتى وإن عاش فيه تدريجيا لفترات مع الفتح، لأن محيط الكرة متهالك بالأندية ومحيط تكوين المدربين منبوذ بعد أن شاب رأس الأطر لغياب العناية اللازمة، ومحيط المسيرين كأكبر رأس مطلوبة في نظري يواصل ذات الإهتراء والتسيب بغياب خصوصيات النادي المحترف والعقل الإحترافي واللاعب الإحترافي والمنخرط الإحترافي·· وهلم جرا··· أحببنا أم كرهنا لسنا أهلا أو مؤهلين لأن نحضر كأسا عالمية بشوهة ما حدث من صراعات وخلافات وانقسامات وبدائل مدربين ورؤى مغالى فيها وأقرب إلى التعنت منها إلى الفكر الجماعي، ولسنا مؤهلين لأن نحضر كأسا عالمية مقامة بدارنا وقارتنا الإفريقية كان فيها المغرب العنصر الإستراتيجي لفوز جنوب إفريقيا بحدث التنظيم، ولسنا مؤهلين للحديث كل مرة عن دور المعجزة الحاضر في ذهن المؤمنين بذلك، ما دمت استحضرت ذلك قبل مباراة الطوغو كمعجزة أولى·· أحببنا أم كرهنا، يجب علينا أن نقفل بابنا جيدا لنعالج كل الفيروسات التي تدب في محيط الكرة، كما يجب علينا أن نقصى من كل الواجهات على الإطلاق ونقرأ جيدا تفاصيل الرسالة الملكية لنعرف حدود فشل القطاع الوصي على الرياضة، ونجري كشوفات بيْنية على الأوضاع الخاصة بالأندية من على رأس التسيير إلى آخر رجل في هرم المنظومة الكروية، أي إلى الرجل الذي يسقي الملعب ويجمع الأمتعة و···· ونقرأ جيدا تفاصيل رجال الجامعة، من هم أصلا؟ وما هي عقلياتهم وتكوينهم في اختيار كل كبيرة وصغيرة وإصدار القرارات؟ وقس على ذلك كل الأجهزة بالجامعة بذات التحليل المغناطيسي لمعرفة أدق التفاصيل وأقواها في الإدارة التقنية كجزء لا يتجزء في قتل الهوية الخاصة بالمنتخبات ومؤطريها وغير ذلك من الصناعات المختلفة لدى الجهاز لتكوين المدربين وتأهيلهم لدخول الساحة الكروية من بابه الواسع· أحببنا أم كرهنا، لا يمكن أن نذهب إلى المونديال أو حتى إلى كأس إفريقيا المقبلة، لأن الفتنة ستظل قائمة، والإقناع سيظل معدوما، والتهاون سيظل حاضرا، والروح الوطنية قد تسود وقد لا تسود، والإكراهات والإصابات ستتوالد بطقوس مختلفة من التدوينات الطبية المفبركة منها أو العادية، وستظل دار لقمان على حالها رغم تغيير بيت الجامعة·· أحببنا أم كرهنا، يجب علينا أن نصمد للحقيقة البديهية لمعرفة الحقيقة والحقائق الخفية لسقوط منتخب يضم أقوى الأسماء بتباين واختلاف العقليات والمزاج ومعرفة تفاصيل الإختلاف بين نجاح مهمة الأسود بتونس، وفشله يومها إلى الآن بموازين قد يكون عبد الغني بناصري اكتشفها جزئيا بين حضوره بتونس، وحضوره اليوم بالطوغو وقبلها أمام الكونغو لمعرفة ما يدور بالمنتخب الوطني بعقلياته وجروحه ومصائبه وفتنه و···و··· أحببنا أم كرهنا، لا يمكن أن نؤمن بالمعجزة منذ اليوم أو بمعجزات المنتخب الوطني، أو بمعجزات تغيير الأرقام ونقط المجموعة، وفقط يجب أن نؤمن بمداواة الجرح والذات والولادة الجديدة أو بالدارجة >نفركعو الرمانة< لتعالج أمراض كرتنا وسماسرتها وأصل دائها، وننسى أن لنا منتخبا أو منتخبات يجب أن يعاد النظر فيها، وفي مورفولوجياتها وصناعتها بأطر وكوادر هي أصلا يعاد النظر فيها وتقويم مستوياتها وتكوينها· وأحببنا أم كرهنا، أومن شخصيا بمبدأ أننا خسرنا كل شيء، لكني لم أخسر حبي ووطنيتي، وسأعيد النظر في أوراقي، وأغير خطة عملي جيدا لأضع أجيالا قتلها مسيرون يجب أن يرحلوا ومدربون لا يؤمنون إلا بسوق الإنتقالات، ولا يجتهدون في خلق القواعد ويبحثون عن النتائج والرزق الذاتي ، ومنخرطون زادوا من جحيم المعاناة، وباعوا فكرهم وحماسهم بطأطأة الرأس و>التبحليس< وهلم جرا من المصائب العظمى التي اجترت الكرة المغربية إلى الهاوية· فات الأوان، وفات الميعاد·· ولنعتبر اليوم، يوم إقصاء نهائي دون معجزات، وحتى لو تحققت المعجزة فلن نفعل أي شيء، لأن كرة القدم تهاوت بمثل تهاوي نجمية ألعاب القوى، وأفول أقوى نجوم الإبهار·