تأتي النقطة من لومي كما أتت من الكاميرون غير ذات جدوى·· ربما أنها حفظت ماء الوجه، وأبعدت عنا كارثة الخسارة التي تخرجنا صاغرين من التصفيات الإفريقية والمونديالية، ولكنها في النهاية نقطة لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تدفع إلى مزيد الأمل بإمكانية حدوث المعجزة·· حسابيا لم نخرج من دائرة المنافسة على التأهل لكأس العالم، حتى لو فرضنا جدلا أن منتخب الكاميرون كرس تفوقه المنطقي والطبيعي على منتخب الغابون وألحق به الهزيمة الثانية في أقل من أربعة أيام، في المباراة المؤجلة بينهما هذا الأربعاء بياوندي·· سيصل المنتخب الكاميروني وقتذاك إلى النقطة السابعة ويصبح الفارق بيننا ونحن نتذيل المجموعة وبينهم أربع نقاط كاملة، وهو فارق لا يقول أن الفريق الوطني خرج فعليا من سباق المونديال·· هذا ما تقوله الأرقام، ولكن ما يحدث على أرضية الملعب، ما يمكن أن نستخلصه من مبارياتنا الأربع التي خضناها إلى الآن وما جنينا منها إلا ثلاث نقاط، وما هو مستنتج بالعقل يجعلنا نقول بواقعية وليس بانهزامية أن حظوظنا في بلوغ نهائيات كأس العالم باتت منعدمة، أو بالأحرى ما بقي من آمالها وهو نزر قليل يحتاج إلى ما يشبه المعجزة··· والمعجزة أن يتعادل الكاميرونيون أمام الطوغو ويتجمد رصيدهم عند النقطة الثامنة، ويتعادل الغابون أمام الطوغو، ونصل نحن عند الفوز على الغابون بليبروفيل وعلى الكاميرون هنا بالمغرب، إلى النقطة التاسعة، وليس هناك من معادلة غير هاته، وهي بلغة التعقيد تسمح لنا بالوصول إلى المونديال·· ويكون من المحزن فعلا أن يبذل الفريق الوطني في التقاط نقاط شبه مستحيلة من أفواه الأسود بالكاميرون ومن بين مناقر الصقور بالطوغو جهدا خرافيا، بينما يستكين على نحو فظيع على أرضه، فلو كنا أمام الغابون وأمام الطوغو بالدار البيضاء وبالرباط بذات القتالية وبذات الإصرار، لكنا اليوم متصدرين بكامل الإستحقاق للمجموعة، لأننا سنكون بلغنا النقطة الثامنة ويكفينا تعادل بليبروفيل أمام الغابون وفوز على الكاميرون لنعلن مؤهلين لكأس العالم· ربما كان ضروريا أن ننسى هذا كله، أن ننتبه إلى ما هو آت، أن نركز عملنا على مباراة الغابون شهر أكتوبر لطالما أن الفوز هناك سيحسن الصورة، سيوصلنا إلى الفوز المفقود، وسيضمن لنا إمكانية الحضور في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا، لو كان الإقصاء من المونديال أمرا مقضيا··