ها اللي خايْفين منّو تكتسي المباراة النهائية المرتقبة بين المغرب الفاسي والنادي الإفريقي في فاس طابعا مختلفا عن تلك التي جمعت الوداد البيضاوي والترجي التونسي في رادس. فانتصار الماص سيعيد للكرة المغربية هيبتها، ويطوي بسرعة صفحة هزيمة الوداد، حيث سيصبح الشعبان المغربي والتونسي متعادلين كرويا (جولة لكل شعب)، وسيزيدهما ذلك شوقا إلى انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم من أجل متابعة جولة ثالثة تجمع منتخبي البلدين يوم 23 يناير القادم.. أما إذا أضاعت الماص الانتصار، فإن ذلك سيكرس تفوق الكرة التونسية على نظيرتها المغربية، وسيجعلنا نتخلى عن مكابرتنا وعنادنا قليلا، ونتفادى مستقبلا البحث عن مبررات نخفي وراءها إقصاءنا وأخطاءنا. والأكثر من هذا، ستفرض علينا الهزيمة أن نتحدث ولا بأس في ذلك عن أشقائنا التونسيين بمزيد من الاحترام والتوقير، دون تشكيك في قوتهم، ودون التذكير كل مرة بمناورات وكواليس مسؤوليهم أيام الهارب زين العابدين بنعلي. المغاربة هاد المرة غادين يربحوا، حيت رشيد الطاوسي ماشي هو ميشيل دوكاسطيل. واخا هكاك... أنا خايف. ما تخافش، حيت عاودتاني فاس ماشي هي رادس.. دابا راه التوانسة هوما اللي جايين عندنا. ها اللي خايفين منّو. من المتوقع أن تستقطب المباراة القادمة عددا مهما من المشجعين التونسيين، سيحلون بفاس لمؤازرة فريقهم في الوقت الذي لم تهدأ فيه تداعيات الاعتداء البوليسي على المشجعين المغاربة في رادس. فمع عودة المحتجزين الوداديين إلى أرض الوطن وسرد معاناتهم في ضيافة أشقائنا هناك، بات الجميع ينتظر في خوف يوم المباراة ليرى رد الفعل المغربي، وكيف سيكون تعامل البوليس والجمهور مع المشجعين التونسيين. هل سيرفعون شعار: «العين بالعين، والبادئ أظلم»؟ أم سيرفعون شعار: «لا تقاوموا الشر بالشر، من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر»؟ بالتأكيد، فإن المغاربة أكبر من أن يتخلوا عن تحضّرهم وحكمتهم بسبب حادث مؤسف مثل الذي وقع برادس، ولن يكون البوليس المغربي مضطرا إلى التعامل بذات الوحشية التي أظهرها بعض رجال الأمن في تونس. وبالتالي، فمن المنتظر أن يحظى التونسيون بأحسن استقبال، وسيجدون في إخوانهم المغاربة القلب الكبير والمتسامح، واليد الممدودة بالحب. وأبدا، لا يمكن أن يلقي البوليس قنابل الغاز على كل الجماهير التونسية المحترمة لتفريق أقلية مندسة بينها، بل إن عناصر هذه الأقلية المندسة سيمرون على وجه الأغلبية المحترمة مهما فعلوا، ولن تنزل زرواطة على رؤوسهم مهما عربد بعضهم وتعرّوا في المطار أو الشارع، ومهما اقتلعوا كرسيا في الملعب أو أشعلوا نارا... أبدا، لن يحتجز الأمن المغربي أي تونسي مثلما فعل التونسيون حين احتجزوا وداديين ثم طالبوا بفدية لإطلاق سراحهم، قد تكون كفالة أو غرامة، المهم التوانسة ما تفاكوش... الحمد لله عبد الإله أكرم عندو اللعاقة، أما كون كانوا هادوك المحتجزين من شي فرقة أخرى كون بقاو حتى «هرموا» في تونس. عندك الحق، وجاب الله المشجعين ديال الماص ما مشاوش لهيه، حيث مروان بناني كيتشكى ما عندوش الفلوس. أواااه، وباش غادي يخلص اللعابة إيلا دّاو الكاس؟ إيوا، الله يعميها لشي عشرين تونسي يديروا الفوضى في فاس.