خرج عدد من المشجعين الوداديين إلى الشارع وهم يحملون رايات الوداد البيضاوي وصور المهاجم مصطفى بيضوضان، ولم يفهم الكثير من المواطنين سر هذه الفرحة الحمراء التي فارت فجأة في منتصف هذا الأسبوع، حيث ما كاين لا ماتش لا بطولة لا والو·· آش كاين؟ لا أحد من البسطاء كان يستطيع أن يفهم مغزى هذه الهتافات التي تشيد بانتصار المهاجم بيضوضان على مهاجم فريق الرجاء البيضاوي محسن متولي· - فاش أوليدي هاد بيضوضان ربح هاد متولي؟ - ربحو في واحد الماتش بيناتهم· - غير هوما في الراس؟ وبشحال سالاو؟ - بثلاثة لزيرو· كان هذا الشاب الودادي يجيب أحد الفضوليين والمكر يشع من عينيه وهو ينظر إلى رفيقه الرجاوي الصامت، كان يعني بكلامه اختيار مصطفى بيضوضان كسفير لحملة إشهارية تقوم بها إحدى شركات أمواس الحلاقة بدلا عن محسن متولي الذي كان مرشحا هو الآخر، ويقصد ب "ثلاثة لزيرو" شعار هذه الحملة الترويجية لموس الحلاقة الجديد الذي يقول: >إبدأ نهارك ب 30<، لكن إلى أي حد يعتبر هذا الشعار موفقا؟ فالمواطن المغربي حين يستيقظ في الصباح الباكر (إيلا فاق طبعا) يفتح عينيه على الأزمات التي تحيط به من كل جانب، فيطلب من الله تعالى أن يخرج فقط تعادل· ومنذ عقود ونتيجة التعادل تكفي المغاربة لا غالب ولا مغلوب، لكن شعار هذا الإشهار لا يقبل بهذه النتيجة بل يريد أن يبدأ المواطن نهاره بنتيجة ثقيلة لا تقبل الجدل وهي (ثلاثة لزيرو)، وهادا اللي غادي يبدا النهار بثلاثة لبيوت ما غاديش يوصل عليه الليل حتى يكون خاسر بعشرة لزيرو؟ فهذه النتيجة تقتضي أن يكون في بداية النهار منتصر ومنهزم، والإشهار لم يوضح ما إذا كان المواطن الذي سيستعمل هذا الموس ويبدأ نهاره بهذه النتيجة هو الرابح أم الخاسر· - ناري على مكلخ! وا "30" كتعني كاين منتوج جديد ديال ماكينة لحسانة بثلاثة الزيزوارات وزيرو زغبة· - ياالله، وعلاش عزلو بيضوضان وماعزلوش متولي؟ - ماشي حيت واعر عليه، وراه حيت متولي كينوض ليه الزغب دغيا في وجهو، وغادي يفرش القضية· - غلط، عزلو بيضوضان حيت عندو الوجه، ومتولي ماعندوش· من يسمع هذا الودادي وهو يفاضل بين اللاعبين البيضاويين بمثل هذا الكلام سيعتقد في بادئ الأمر أنه يشتم لاعب الرجاء المدلل، حيث اللي ما عندو وجه عند المغاربة هو اللي ما كيحشمش أو ما كيتقشرش حسب لهجات الأقاليم، وكأن هذا الودادي يذكر رفيقه الرجاوي ببعض الحركات التلقائية التي قام بها متولي في بعض المباريات النادرة، مثل ديربي الرجاء والوداد يوم توجه المهاجم الرجاوي قبل نهاية اللقاء إلى جماهير فريميجة، فقام وهو في قمة انفعاله بحركة فيها كثير من العيب، وبنادم ما فيه عظم· وطبعا لم يكن هذا هو المقصود، لأن عبارة >بيضوضان عندو الوجه ومتولي ما عندوش< في لغة الإشهار تعني وجهه مألوفا و >فوطو جينيك< أي صالح للمصقات الإشهارية والوصلات الدعائية بالتلفزيون، فلا مقارنة بين مسار بيضوضان الذي رسخ صورته لدى جماهير الكرة وطنيا وعربيا على مدار سنوات، وبين مسار متولي النجم الصاعد بقوة والذي ما زال في بداية تأسيس اسمه وصورته· - في الحقيقة ما كانش عليهم يختارو لاعب يدير إشهار ديال الزيزوار، كان خاص شي مسؤول· - علاش؟ - حيت "الزيزوار" باللغة العربية هو "الشفرة" وهاد الشفرة ما يقدوش عليها اللعابة· - والله إيلا بصح، ولكن كون دارو شي مسير كانو غادي يبدلو الشعار ويديرو: >إبدأ نهارك بعشرة لزيرو<· ============== نافذة غادي يديرو: >إبدأ نهارك بعشرة لزيرو<·