الزاكي يبحث عن رجال القرار أمام الثوار لاعبو الطوارئ في الميزان لربح مكان ب «الكان» بعد النزال الأول الذي أربكت حساباته الغيابات القسرية لعدد كبير من ثوابت المنتخب الوطني، وبعد البروفة البعيدة كل البعد عن سياق المصاقرة اللازمة للمنتخبات الإفريقية التي سيعركها الأسود ب (الكان)، يطل المنتخب المغربي من جديد على جماهيره في مواجهة ودية مختلفة في الشكل والمضمون أمام منتخب ليبيا الشقيق والمكلوم بخروجه المبكر من سباق (الكان). ليبيا التي تمثل وجهين إختباريين لقدرات الأسود بوصفها مزيج من الكرة العربية والإفريقية التي سنواجهها بالعرس الإفريقي، قد تشكل بداية النهاية لاختبارات التجريب للناخب الوطني قبل حسم أموره شهر أكتوبر بنزال ودي سيتيح الفرصة أمام معرفة التشكيل الأساسي المعول عليه. العنابي لفتح الشهية إعترف الزاكي حتى وهو يقبل بساعات على مواجهة المنتخب القطري على كون الإختيار تحكمت فيه الكثير من الظروف الإستثنائية الخارجة عن رغبته بمواجهة منتخب غير إفريقي، لكنه عاد ليؤكد أنها مباراة لفتح الشهية وأفضل من لاشيء. بعد العنابي الذي يختلف أسلوبه وشكله عن المنتخبات الإفريقية الصارمة في التحاماتها ونهجها الخططي وبعد المواجهة العربية/العربية الخالصة، سيكون على الزاكي مواجهة منتخب عربي آخر لكن بمقاسات مختلفة يوم الأحد القادم بمراكش، لكنه منتخب عربي بخلطة إفريقية وهو المنتخب الليبي الشقيق. قطر التي شكلت مباراة تاريخية للزاكي بكل المقاييس طالما أنه دشن ظهوره الأول على دكة بدلاء المنتخب الوطني للمرة الأولى بالمغرب بعد رحيله قبل 10 سنوات، انتهت قصتها ليفتح الناخب الوطني قصة منتخب آخر أشد بأسا وصلابة. الثوار خلطة مختلفة بعيدا عن الخصائص التي ميزت أسلوب المنتخب القطري على مركب محمد الخامس، سيكون المنتخب الليبي شكل ثاني وسيعلن حضورا مختلفا ومصاقرة مختلفة للأسود، تتحكم فيها خصوصيات لقاءات الأجوار ونفس الإنتماء الإفريقي وهو ما سيجعلها مباراة أكثر ندية وأقرب للقاءات الرسمية المحفوفة بأخطار المشاكسة والندية. ليبيا التي خالفت التوقعات وهي تعلن إنسحابا مبكرا من سباق التواجد ب (الكان) القادم بالمغرب، هي نفسها ليبيا التي أبهرت الجميع ب (الشان) التي احتضنته جنوب إفريقيا وحازت ذهبيته تحت قيادة مدربها الخبير الإسباني خافيير كليمنتي وهي نفسها ليبيا التي طالما وقفت سدا منيعا بوجه طموحات وقراءات المنتخب الوطني فعجز عن النيل منها في آخر لقاءاتهما المباشرة رسميا وكان يحسم مبارياته بشق الأنفس وبعد التمديد واللجوء لضربات الحظ الترجيحية. رجال القرار بفكر الزاكي بروحه العالية وتفاؤله المشروع، لم ينزعج الزاكي لغياب محترفيه الكبار وبمقدمتهم العميد بنعطية والمهاجم المجرب مروان الشماخ، وقال أن الخير بالبقية وبمن حضر. الزاكي وفي سياق رفع معنويات البقية بالعلاج بالصدمة وبخبرة المدرب المحترف حاول أن يعزز ثقة الحضور بنفسه ليؤكد أن هذه الغيابات قد تكون بفائدة كبيرة ورب ضارة نافعة. شاهدناه أمام قطر يعتمد على تشكيل انحنى أمام المنطق بترسيم الزنيتي الذي تألق هذا الموسم في بدايته مع الجيش، وشاهدنا ضمه للهاشيمي ظهيرا أيمن حتى في ظل حضور درار وشاهدنا أيضا منحه للثقة لوجوه على حساب أخرى ومن بينها أمرابط والأحمدي اللذان جلسا على دكة البدلاء بسبب الوصول المتأخر للمغرب. مباراة ليبيا ستشكل فرصة للزاكي ليس للتجريب الذي لم يعد له من داع وإنما لربح رجال قرار آخرين يعتمد عليهم كلما داهم الناخب الوطني طارئ غيابات أو قوة قاهرة تبعثر الحسابات. النواة تبرز من مراكش النواة التي قال الزاكي في كثير من تصريحاته أنها جاهزة في فكره سيكون على جمهور المنتخب الوطني معرفتها على أرضية ملعب مراكش. الزاكي سيكون أمام خيارين لا ثالث لهما وهما الدفع بالحارس ياسين بونو لأنها فرصة لا تعوض لمتابعته في مباراة قوية مثل هاته أو العسكري الذي نال فرصا في سابق المباريات مع مدربين آخرين. ولأنه يجعل من الهاشيمي خياره الأول كظهير أيمن من المستبعد جدا أن يتخلى عنه ومن سيكون خيارا إختباريا هو بركديش أو جبيرة على أن يعيد العدوة الرائع لمركز المدافع الذي نال شهادة جودته بالكان الأخير رفقة داكوسطا. وسيكون خط الوسط الإرتدادي محورا لمنافسة شرسة بين عوبادي والأحمدي ويتقدمهم الرائع القادوري المبهر في جميع مبارياته بدور القائد والملهم على أن يعود أمرابط ليفرض على الزاكي مثلثا هجوميا يتقمص من خلاله لاعب مالقا دور الجناح المزور رفقة برادة ويلعب العرابي رأس حربة صريح. هذه هي القراءة الغالبة للزاكي لتشكيل سيربح منه على الأقل 7 لاعبين سيمثلون لواء (الكان) الرسمي بحسب تقديرات التشكيلة والأسماء التي يختارها. إحذروا ردة فعل الأخضر ما هو مؤكد هو أن الجيل الجديد للمنتخب الليبي والذي يحاول أن ينطلق من الآن لإرساء معالم منتخب قوي ومشاكس يمهد لعبور صريح في تصفيات مونديال روسيا، سيحاول النهوض من جديد بعد انكساره في تصفيات (الكان) والتأكيد على أن ما حدث كان سقطة جواد. جيل البدري وصبري والعمامي والغنودي وعلي الطاهر والمسلاتي.. وباقي الأسماء التي لمعت ب (الشان)، أكيد سيكون لها رد فعل قوي إنتصارا للكبرياء ولجرح الخروج من (الكان) سيما وأن منتخب الثوار سيبارز صاحب العرس الإفريقي. لكل هذه الأسباب هي مباراة بألف فائدة ومباراة سيكون خلالها الزاكي ومجموعته مقبلون على نزال قوي كفيل بتوضيح الكثير من الأمور المرتبطة بمدى جاهزيتهم للتفاعل مع حالات الضغط وخاصة بعث رسائل الثقة للأنصار.