أيا كانت نتائج الفريق الوطني في معسكره التحضيري بالبرتغال إيجابا أو سلبا من خلال العودة البعيدة والطويلة الإنتظار تحت وقع الصدامات ومعارك الجامعة الماضية، وإشكالات تمديد العطالة التي زعزعت الكثير من الأمور الخاصة بالناخب الجديد من وحي جامعة جديدة، فالأهم من هذا التجمع الكبير في مغزاه المعنوي هو لم الشمل والعائلة الدولية من دون فوارق ما هو أوروبي ومحلي، ولم العائلة كما قلت يقتضي من الناخب الجديد وطاقمه الجديد أيضا استجماع كل ما يريح الأنفس التي اختنقت بوابل المشاكل والصراعات الجانبية التي أفقدت الروح القتالية للفريق الوطني، وعندما اختار الزاكي فيلقه البشري بكامل الرزانة والقناعة، فلأنه آمن بمشروعه الخلاق من أن الفريق الوطني موجود بموارده البشرية ومعزز بجديد المواقع الشاغرة التي بني على أنقاضها وجوه ترى في نفسها أهلا للقميص الوطني، وطبعا كان للزاكي واقعه المعاش من أن الفريق الوطني لا بد أن ينتفض على سجلاته الهزيلة بداية من بناء هذه الروح المنطلقة نحو التعايش المطلق بين جميع الأفراد ومن دون مفارقات جوهرية في الإحتراف ما دامت الكرة المغربية دخلت أيضا معركة الإحتراف، وجاء هذا الواقع مبنيا داخل المباراة وبشكل حسي أبان بلا شك منبع هذا التشارك الجماعي في جعل الفريق الوطني وحدة متلاصقة روحا وانسجاما ورغبة في تحقيق الهدف الشامل، وأمام النزال الأول ضد الموزمبيق، تأكد الوجه الحقيقي للأسود ليس على مستوى النتيجة التي ترجمها اللقاء ولكن من جانب الجماعية المطلقة التي تضع استراتيجية اللعب ضرورة للتماسك وحسن التوظيف للأدوار الخاصة باللاعبين الذين يمارسون في البطولات الأوروبية والعربية والمغربية بنفس الدور، ومن جانب الرغبة الجامحة لجميع الأسماء الدولية التي قدمت في التشكيلة والشاكلة كعناصر مواكبة لمنظومة اللعب، ومن جانب الوصلة الروحية لتحقيق الفوز حتى ولو كان ذلك أمام منتخب كبير، ما يعني أن الفوز بالنتيجة أعطى دفعة معنوية للفريق الوطني بروح محو الفراغ المهول لبعض المواقع الحساسة في الدفاع والوسط، أي أن ما كان يفتقده المنتخب الوطني سابقا هو ظهير أيسر من المستوى الجيد، وقد غطى الدولي الجديد أشرف لزعر هذا الفراغ بحضور خلاق كمقاتل وصانع ألعاب في رواقه الأيسر، كما أن الظهير الأيمن بقيمة الخالقي قدم ضمانات جهادية وبدنية عالية دفاعا وهجوما، ورفع اللبس عن هذا المركز المبحوث عنه لاحقا بوجه المغربي كونكو كخليفة ثاني في انتظار ما سيقوله الدولي الهاشمي في سباق المنافسة على هذا المركز الحساس، وأن نربح ضمنيا هذين المركزين في الدفاع، يعني أن المنتخب الوطني وجد لنفسه حصانة قوية لن تقرأ لاحقا بالسهولة التي يراها مدربو المنتخبات الإفريقية فجوة لربح المنتخب الوطني سواء على مستوى اليمين أو اليسار، أما الدفاع الأوسط برؤية الوجه الجديد مروان داكوستا، فقد أكد هذا اللعب المشاكس أوجه نجاح مؤقت مع بنعطية في انتظار لحمة إضافية بين طرفين كانا في الماضي القريب متنازعين عن الهوية الوطنية، وربما رأى الزاكي أن جمع اللاعبين في موقع واحد هو مصالحة وطنية قدمت نتائج محمودة في مباراة الموزمبيق في انتظار أن يرفع مروان داكوستا خجله النهائي ليؤسس مع بنعطية مقاتلا من طينة إسمنتية. في الطرف الآخر، إجتهد الزاكي في تنصيب وسط مقاتل ووسط بنائي سيضطر معه لاعبون آخرون من قيمة بلهندة وبرادة وأيت بنيدر وبرابح من السباق المثير نحو المكانة الرئيسية في وقت يوضع كل من الأحمدي وهرماش في لائحة الإنتظار الوسطية، ولذلك نحن أمام أجيال مبدعة وقاتلة سيكون جميعها أمام منافسة شرسة في لائحة 23 لاعبا، وإضافة كل من جمال أيت بنيدر وبوصوفة مثلا باختلاف الدور، سيضع الكثير من الأسماء في طابور الإنتظار الطويل بحسب أصناف رجال الإرتداد بلون صناع اللعب (العدوة – برابح – أيت بنيدر – عوبادي – هرماش) ورجال البناء الإضافي (بلهندة – بوصوفة – برادة – القادوري - متولي وآخرون)، وقس ذلك حتى على مستوى الهجوم الذي يقدم ضمانات ارتياح كبيرة في الأطراف (كارسيلا – السعيدي – أمرابط) مع دور القناصة بفائض مفروض أن يكون كثيرا أكثر من أن يكون معدودا على رؤوس الأصابع ، ما يعني أن كشكول (العرابي – حمد الله – شحشوح – ياجور - الشماخ ووجوه أخرى قادمة) سيشكل ظاهرة رائعة في سباق حجز المكانة الرئيسية بالمنتخب الوطني، وهذا الرصد البشري العام بمكانة الوجوه الرائعة في البطولة الوطنية سيضع الزاكي في حسابات الثقة أولا، وحسابات التنافسية والجاهزية وحسابات الثوابث المعول عليها في المقام الأول من الآن إلى شهر دجنبر يناير المقبل لإختيار الكوموندو الحاسم لمعارك كأس إفريقيا.