لومير مدرب يحصي الأنفاس والحركات ولا يتساهل بغرونوبل اكتشفت معنى الإحتراف الحقيقي غير مسموح لنا أن نخلف وعد المونديال هذه المرة لا أعرف سبب غيابي عن الأسود ولا أحد كلمني حين انبرى لضربة خطأ ضد غينيا لينفذها رغم أنه صاحب الإختصاص وقذف بكرته عاليا فوق مرمى السيلي لم يكن >شعيبة< يعلم أنه أدخل علاقته بهنري ميشيل للفرن قبل أن يستقيل الأخير ويعود لمباركي عن قرار اعتزاله ويلحق بالأسود، كان لتصريحه حينها في تصنيف المدرب الفرنسي في الخانة المعروفة وقعه الذي لم يحبذه البعض، تألق جيدا ضد البنين بالرباط فتوارى بسلطنة عمان وتخلف عن لقاء موريطانيا الأخير· من فرنسا يقدم لمباركي إفاداته بخصوص الوضع الجديد للأسود وأحلامه، وكيف يعيش الإحتراف ويتعايش معه بغرونوبل وأيضا تفسيرا لأسباب الغياب، بوشعيب بصراحته المعتادة وعفويته يتحدث·· المنتخب: بعد موسم يمكن وصفه بالهلامي والخارق للعادة رفقة غرونوبل بالقسم الثاني، ها أنت تمضي سنتك الثانية بفرنسا، كيف تتعايش مع محيط الإحتراف الجديد؟ بوشعيب لمباركي: صدقني إنه عالم مختلف وجديد إكتشفته، وكل يوم أكتشف شيئا جديدا لم أكن أعرفه من قبل·· هنا وقفت على حقيقة الإختلاف بين واقع الأشياء، فالإحتراف الأوروبي يختلف عن الخليجي في أشياء كثيرة، فيوما عن يوم أصل للجديد ولتطوير نفسي وتكيفها مع النسق الجديد وأبذل مجهودا كبيرا في هذا الصدد، وأنا سعيد بهذا البذل الذي لا يتعبني· المنتخب: تتحدث وكأنك تدخل عالم الإحتراف للوهلة الأولى، علما أنك مررت بتجارب سابقة في هذا الإطار؟ ألهذه الدرجة تعيش الإختلاف؟ بوشعيب لمباركي: لا، لست جديدا على الإحتراف، لكن قلت لك أنا هنا أعتبر نفسي في عالم جديد، إذ أبذل مجهودات جبارة لأدخل الأجواء وحتى لا أحس بأي مركب نقص كيفما كانت طبيعته، بدأت بالحرص على تقوية الإلمام باللغة الفرنسية كي أتواصل مع الجميع دون واسطة ودون مخاطب، قضيت 7 سنوات بقطر إستفدت منها الشيء الكثير، لكن ما تعلمته هنا في غضون سنتين كان قيمة مضافة أكبر، هنا تعلمت معنى العصامية والإعتماد على الذات، تعلمت كيف أطور نفسي خاصة على المستويين الذهني والبدني، الوضع هنا مختلف فإما أن تفرض نفسك أو أن تجد نفسك خارج الحسابات· المنتخب: لقد أثرت فضولي بشكل أكبر لمعرفة المجهود الذي تبذله، هل هو بتوجيه من أحد، أم بحافز ذاتي ورغبة خاصة في التطور؟ - بوشعيب لمباركي: ما قصدته بالتطور والمجهود الذي أقوم به هو أني حاولت التجرد من سلوكي السابق المبني على التواكل والإعتماد على الغير بخلاف ما كنت عليه بقطر مثلا، أنا هنا في بلد فرنكفوني يتطلب مني تعاملا مختلفا وأمام لاعبين بأجناس مختلفة وله تقاليده الخاصة وثراثه المختلف نسبيا عن ذلك الذي تعايشت معه في العالم العربي، بعيدا عن اللغة ودروبها، بعيدا عن ارتقاء البدني كما قلت لك، فأنا بصدد تهيء إطار جديد للإستيعاب والفهم والتلقين (التكتيك ومفهومه التقنيات الفردية، اللغة الجماعية، التعامل بالكرة وبدونها، متى تتحرك، متى تطلب الكرة، معنى أن تركض لخدمة زميل لك في الفريق··)، وهذه أشياء بصراحة وبمنتهى الصدق أقولها لم أكتشفها في ممارستي السابقة سواء في البطولة الوطنية أو الخليج العربي، وأظنك فهمت خطابي الآن· المنتخب: لمست في حديثك عن البطولة الوطنية وأنت تضعها موضع المقارنة، لمست نبرة مختلفة لعلها النوسطالجيا أو الشوق والحنين، هل صدقت في توقعي؟ بوشعيب لمباركي: نعم، فرغم التباين الحاصل على مستوى الإمكانيات أو الإختلاف بخصوص المستوى الفني، فإن البطولة الوطنية تتسم بخاصية مختلفة وفريدة من نوعها، وهي ذلك الإلتحام الحاصل بين الجمهور والفريق، ذلك الدفئ الذي إفتقدته بمدرجات وملاعب الخليج، ولو أني أقول أنه ليست كل الفرق المغربية تحظى بهذه الخاصية مع ميزة لجمهور الرجاء، هذا هو ربما العامل الوحيد الذي يجعل الحنين يشدنا للبطولة المغربية برغم كل السلبيات والمؤشرات السيئة والهاوية التي تعيش بها· المنتخب: ما تقصده بالمؤثرات السلبية، وضح أكثر؟ بوشعيب لمباركي: إنها ثقافة الهواية التي تلقن في مدارس الأندية الوطنية حتى الكبيرة منها، وتجعلنا نعيش صعوبات جمة وكثيرة حين نطرق باب الإحتراف الحقيقي الذي على أصوله، فحتى داخل ما تسمي نفسها أندية كبيرة كالوداد أو الرجاء مثلا لا يوجد هناك أسلوب احترافي مرجعي حقيقي، وسأعطيك نموذجا يخص الإنضباط، هنا إذا ما تأخرت دقيقة ستعاقب ماليا بخصم من راتبك كي تتعلم معنى الإلتزام، بالمغرب الأمر مختلف، بإمكانك أن تصل متأخرا حتى بنصف ساعة ولا أحد سيوجه لك خطاب النقد، وهو ما يعلمنا أشياء سلبية بعيدة عن الإحتراف وعقليته· المنتخب: أنت الآن في موسمك الثاني رفقة غرونوبل، ومن دون شك دخولك في الأجواء إبتعد حاليا عن مرحلة البطء الأولى، كيف تمضي أحلام سنتك الثانية؟ بوشعيب لمباركي: لقد بدأنا بداية مثالية فاجأت كل النقاد الذين توقعوا لنا انتكاسة قياسا بحداثة العهد مع الكبار، غير أننا أثبثنا العكس، أكدنا أننا من الممكن أن نكون الرقم الصعب المجهول في بطولة هذا الموسم، حتى بأسمائنا وإمكاناتنا الحالية، هذا واضح للعيان، وأظنك لمست بخصوص اندماجي سبق وأن قلت لك أني بالتدريج أزيل حاجزا بحاجز على أمل الدخول الكلي في أجواء الحياة الفرنسية وليس البطولة فحسب، إنها مسألة تحدي وكسب الرهان، ولهذا أنا هنا·· أي تفسير يمكن أن يقنعنا ببدايتكم الموفقة هاته؟ بوشعيب لمباركي: إنها روح المجموعة الحاضرة ، إنها حلاوة أجواء الإحتفال بالإنجاز البطولي الذي حققناه، وأخيرا إنها كما سبق وأن أشرت متعة التحدي وقلب الأوضاع·· لدينا هدف مسطر هو أن نضمن بقاءنا مع العشرة الأوائل، أن نحظى بمرتبة تمكننا إن كان ممكنا مع الأربعة الكبار بثمثيلية قارية وسيكون ذلك ممتعا لو تحقق·· في إعتقادي الشخصي بالتركيبة الحالية يمكننا أن نحلم فقط بتحيين وضع أقدامنا على الأرض وأن لا نصاب بالغرور· المنتخب: لنطوي صفحة غرونوبل جانبا ونتحدث عن لمباركي ووضعيته مع الفريق الوطني، لأعود معك بإستحضار واحد من تصاريحك النارية بعد دورة غانا، هل كنت مقدرا لما تقوله؟ بوشعيب لمباركي: هل يمكن أنت كمغربي أن تنكر أننا لم نكن عند مستوى تطلعات شعب كان ينتظرنا؟ لا أظن ذلك·· إذن هذا ما قلته ولم أضف شيئا من عندي، لماذا تحاولون أن تقدموا إسمي كبش فداء للمرحلة، علما أني انطلقت في تصريحاتي من منطلق غيرة على القميص الوطني وليس أكثر· المنتخب: لكنك كنت واضحا وصريحا، بل مباشرا في تسمية المتسببين بالإخفاق، هل تذكر؟ بوشعيب لمباركي: ما أذكره هو أن الأجواء تكهربت، تحول الوئام لنكد، والتواصل تقطع على مستوى الخطاب، الوحدة لم تعد هي تلك الوحدة المعروف بها فريقنا الوطني، حتى الحماس وأجواء المجموعة تغيرت وأصبحت مكفهرة، حدث هذا بعد مبارتي فرنسا والسينغال مباشرة· دعني أعود للتذكير أن بعض الأسماء ظلت في حلقها غصة أن لا تحظى بشرف الحضور في الملعب الأسطوري بباريس وجاء بعدها باقي القصة التي تعرفونها· المنتخب: لنبقى في صلب الموضوع، أعد علي بعضا من فصول تصريحاتك؟ بوشعيب لمباركي: لم أكن الوحيد ولا الأول أو الأخير الذي نطق بتلك الصرامة، بل على الأقل أنا تكلمت بخلاف غيري بعد غانا من منطلق الصدمة والإنفعال، في حين غيري أخذ كامل وقته ليصرح، وهذا ما يجعل أعذار التخفيف قائمة بالنسبة لي، وإذا ما فهم البعض ذلك على أساس الإساءة فأنا لم أكن أقصد وأقدم له إعتذاري (قالها 3 مرات) المنتخب: هل أثرت هذه التصريحات على وقع علاقاتك بمحيط الصحافة المغربية، وكيف تتعامل حاليا معها؟ بوشعيب لمباركي: لنكن أمناء مع ذواتنا، هناك عينة من الصحافيين سامحهم الله زاغوا عن إطار الصواب والبقية يمكن القول على أنها نزيهة، فلا أحد منهم يمكنه الوصاية علي مثلا لأنه ليس هو من يتوجه عند نهاية كل شهر لحسابي البنكي ويقوم بتحويل شخصي لصالحي·· أقول هذا لأني تعرضت لإساءات بسبب تعمد عينة مثلا على إستهدافي ولا أود أن أذكر أحدا بسوء، ما يعنى أن أظل المعني بالنقد السلبي حتى وأنا أبذل مجهودا بدون حساب من ضميرهم المهني، أنا أتقبل كل تصحيح ممكن لأخطائي شريطة التحلي بالموضوعية والنزاهة، وعلى العموم وجوابا على سؤالك علاقتي بالصحافة المغربية هي علاقة إحترام· المنتخب: ما هي أولى انطباعاتك على المدرب الجديد روجي لومير طالما أنك أبديت عدم رضا حول طريقة سلفه هنري ميشيل؟ بوشعيب لمباركي: لن أتحدث عن هنري ميشيل لأن هذه حقبة منتهية، وبالتالي لا جدوى من الخوض فيها ثانية، وحين تكلمت عنه فلقد تحدثت من منطلق الغيرة كما قلت والإنفعالية بعدما عشنا إحباطا كبيرا بغانا، أما لومير فسأكون واضحا ومختصرا معك أن سجله، تاريخه، ألقابه تتحدث عنه، وربما أبلغ مني في التقدير والوصف· المنتخب: لماذا أراك مترددا لتكن واضحا في خطابك؟ بوشعيب لمباركي: لننسى صفحة الماضي ونتطلع للهدف القادم وهو مونديال 2010 والذي أظن أنه لن يرحمنا أحد إن نحن أخلفنا موعده هذه المرة· المنتخب: لا زلت ملحا في سؤالي، أجنبي بوضوع عن المقارنة كما أريدها؟ بوشعيب لمباركي: لا، لقد خانتني الكلمات المناسبة التي تتطلبها الإجابة، أظن أنه إنسان مباشر لا يعرف للأساليب الملتوية سبيلا، إنه > دغري< لا يعرف معنى التساهل مثلا في حصة جادة للتداريب مع زميلك، بل قد يمتد به الأمر لحد وضع نقطة ختام لمن يسلك هذا المسلك مع الفريق الوطني، يفعل هذا من منطلق توجيه >ميساج< للجميع، معناه أنه لا أحد أفضل من أحد، إنه أقرب من ميشيل للاعبين، والجميل فيه أنه حينما يلاحظ تقصيرا للاعب فإنه يوجه خطاب عتابه بأسلوب مهذب بعيدا عن أعين وآذان البقية، أظن أوضحت لك· المنتخب: ماذا بخصوص عن معايير عمله في الكواليس، الجمهور المغربي يود معرفة مثل هذه الجزئيات؟ بوشعيب لمباركي: بإختصار إنه كما قلت لك قريب من محيط اللاعبين، يتعايش معهم ويراقب كل شيء من الألف إلى الياء· المنتخب: كنت خارج لائحة الفريق الوطني خلال آخر مباراة ضد موريطانيا، كيف تقبلت الوضع، وهل تعرف السبب؟ بوشعيب لمباركي: يحدث هذا في كثير من الحالات أن يجد لاعب دولي نفسه خارج الحسابات بأمور كهاته علينا توقعها، لكن في مطلق الأحوال يكون شعورا جميلا حين تحظى بالدعوة وتلبي النداء وبالإحباط والحسرة حين تكون غير مدعو، لا أعرف السبب صراحة علما أني دائما جاهز لقول نعم كلما وجهت لي الدعوة لحمل قميص الأسود· المنتخب: هل تعتقد أن الأمر مرتبط بقصة الشريط الذي أذيع عبر الأنترنيت رفقة لاعبين آخرين؟ بوشعيب لمباركي: ولماذا تمت دعوة آخرين؟ لا أظن ذلك، لأن الأمر لا يدخل ضمن حسابات ولا منطق السيد لومير، البعض حاول ربط الأشياء بهذا الرابط البعيد عن الواقع والحقيقية·· إنها مسألة قناعة ولا أحد كلمني ليقدم لي تفسيرا، علما أن أكبر رد في اعتقادي الشخصي سأقدمه، هو مردودي في الملعب·· المنتخب: دائما بإرتباط بشأن الفريق الوطني، هل تراه قادرا في الفترة المقبلة رفقة لومير على كسب الرهان؟ بوشعيب لمباركي: لماذا هذا الشك وهذا القلق، صحيح غاب التألق السابق ومعه غابت النجاعة التي تعودنا وعودنا الجمهور عليها ، لكن بالتركيبة الحالية وبالأسماء الموجودة وبالتجانس الحاصل والذي سيتضاعف ولا شك أظن أنه بإمكاننا أن نحقق الآمال ونصحح وضع الصورة، قلت لك غير مسموح لنا أن نغيب عن مونديال 2010 الذي سيكون على أرض ، إنه الرهان الذي يجب أن نكسبه وبأي ثمن فلا أحد سيعذرنا إن أخفقنا· المنتخب: بعد بداية قوية بالبطولة عدتم وعدت مع غرونوبل للتواضع، ما السبب في اعتقادك في مؤشر التراجع هذا؟ بوشعيب لمباركي: إنه الإرهاق والتعب الذهني بعد كل التركيز والحرص السابق على التألق، إنها مجرد بداية، وسبق وأن تحدثت معك على أن الهدف الأول والأكبر هو أن نضمن مكانا مع العشرة الأوائل، مسألة أخرى ترتبط أحيانا بفترات فراغ من الممكن أن تحدث شريطة أن لا تطول أكثر من اللازم المنتخب: هل سطرت في هذا السن أهدافك القادمة كلاعب بدأ يغازل مرحلة أخرى في مساره؟ بوشعيب لمباركي: إطلاقا أجيبك وبالنفي، أعتبر تواجدي هنا بغرونوبل مجرد بداية، تواجدي هنا هو إطلالة على آفاق تنافسية أفضل، والحديث عن مؤشرات تأمين الإقتراب من الإعتزال هو هراء وافتراء، أنا في قمة النضج الكروي وبالكاد بدأت أعيش شبابا مجددا آخر· المنتخب: كسؤال أخير يغريني أن أسألك، كيف تمضي وقتك بعد المباريات؟ بوشعيب لمباركي: وبدوري يغريني أن أقول لك أني مهووس بقضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء بالمطعم، أجد لذة في هذا الإختيار ويشدني أكثر حميمية الأجواء، هذه أشياء تجعلني أعوض بعضا من دفء العائلة والأصدقاء، هكذا أقتسم برنامجي· بطاقة لمباركي الإسم: بوشعيب لمباركي الإزدياد: 12 يناير 1978 الطول: 1.70 الوزن: 65 كلغ المركز: مهاجم النادي الحالي: غرونوبل الفرنسي النادي الأصلي: الرشاد البرنوصي الصفة: دولي عدد مبارياته الدولية: 35 عدد أهدافه الدولية: 5 أول مباراة دولية: غامبيا المغرب: 01 (إقصائيات كأس العالم) (9 أبريل 2000) أول هدف دولي: غامبيا المغرب: 01 (إقصائيات كأس العالم) (9 أبريل 2000) الأندية التي لعب لها: موسم 19981999: الرشاد البرنوصي موسم 19992001: الرجاء البيضاوي من 2001 إلى يناير 2003: السد القطري سنة 2003: أهلي جدة السعودي موسم 20032004: الريان القطري من 2004 إلى يناير 2005: الوصل الإماراتي سنة 2005: الوكرة القطري موسم 20052006: الريان القطري موسم 20062007: العربي القطري موسم 20072008: غرونوبل الفرنسي: القسم الثاني لعب 21 مباراة سجل هدفين· موسم 20082009: غرونوبل الفرنسي: القسم الأول لعب لحد الآن ثلاث مباريات بدون هدف·