المغرب والكاميرون في أسوإ بداية ممكنة حدث اللامتوقع، وسقط روجي لومي في الممنوع وهو يجتر تبعات هزيمة مباغثة ومفاجئة أمام الجمهور المغربي بمركب محمد الخامس، حكمت على أسود الأطلس بتذيل القائمة ودخول متاهة حسابات معقدة مع البداية، قد تعصف بحظوظ الذهاب إلى جنوب إفريقيا وتنسفها نسفا، فما الذي حدث في سيناريو الليلة الحزينة أمام فهود الغابون؟ لومير المفضوح بعين جيريس في عرف وتقاليد المدربين على المستوى العالمي كما هي متواترة أن يبادر المدرب إلى جعل فريقه أو منتخبه كتابا مفتوحا للمنافس فذلك منتهى الحمق والبلادة، إن لم يكن منتهى التهور والغباء·· تنقل قبل نحو شهر من الآن المدرب آلان جيريس لرصد أداء وتكتيك الأسود خلال المباراة سيئة الذكر ضد التشيك والتي شكلت مرآة خادعة وقياسا خاطئا لقدرات الفريق الوطني، وأيضا صورة وهم حقيقية تجرع مقلبها لومير فنام في العسل واطمأن لتوازن خطوطه المصابة بالصدأ· عاد جيريس لبلاده محملا بكتيب صمم فيه كل تفاصيل أداء الأسود ودون فيه معطيات كفيلة بأن تتيح أمامه قراءة لكل نوايا لومير وخططه الممكنة خلال مباراة استهلال وافتتاح غالبا ما تكون محمولة على مفاجآت من عيار اللامنتظر· بخلاف المدرب الفرنسي لومير الذي كون فكرة خاطئة في الجملة والتفصيل عن منتخب غابوني ظل مجهولا بالنسبة له والإنطباع المغلوط الذي ترسب في ذهنه المتكاسل هي هزيمة مر عليها حوالي سنتين بالرباط (60)، وبين هذه الفترة ولقاء ليلة السبت تقدمت الغابون خطوات وتراجعنا نحن بمثلها· شوارع بالدفاع وشوط الرعب صحيح أن البداية كانت توحي بأمسية إحتفالية بما جسدته أولى فرص التهديف بواسطة منير الحمداوي الذي حاول غمز الكرة عاليا فوق حارس الغابون في أول دقيقة، وأيضا الكرة التي روضها يوسف حجي بالصدر وقذفها على الطاير برجله اليمنى في الدقيقة العاشرة ولا حتى الكرة الساقطة من الزاوية التي نفذها سفري وانبرى لها القرقوري برأسه في الدقيقة 22، كلها مؤشرات كانت تدل على أن الأسود بإمكانهم إنجاز المطلوب سيما بعد إلتقاط نتيجة سقوط الكاميرون بأوهين جان الغانية أمام الطوغو· لكن فورة الهجوم هته لم تكن لتخفي حقيقة الأشياء التي نطقت بها بعض فترات الشوط الأول من خلال إنفراد شبه كامل للمهاجم الخطير أوباميانغ بالحارس زازا في مناسبة أولى، وفرض الخطير روجي ميي لمنطق السرعة على حساب القادوري، وهنا لعب جيريس بذكاء مطلق وهو يطلق العنان لحرية تنقل لاعبي الأطراف مستثمرا تثاقل حركة العرايشي غير المجرب ومعه شوارع متوسط الدفاع، حيث غياب الإنسجام بين طلال والرباطي، وهو ما استغله أوباميانغ في الدقيقة 35 ليسجل هدفا أربك حسابات لومير الذي أصبح مفروضا عليه أن يغير من إيقاعه، إلا أن ما حصل كان هو قمة الشدوه وهو الحيرة ببلوغ روجي ميي مرمى زازا ثانية بعد زاوية في الدقيقة الأخيرة من شوط الكوابيس الذي جعل جمهور مركب محمد الخامس يصب جام غضبه على لومير الذي اضطر إلى تغيير مسلكه وهو في طريقه نحو مستودع الملابس جراء قذفه بقارورات المياه المعدنية· سيناريو سيء للأسود كان متوقعا أن تأتي ردة فعل المدرب لومير قوية وهو يشحن بطارية الأسود بين شوطي المباراة وأن يبادر إلى خلخلة ثقة الغابونيين بالنفس، والتي كانت تتقوى بمرور الدقائق، إلا أن هذا لم يحصل على إمتداد 10 دقائق الأولى قبل أن يعمد إلى إدخال بوصوفة وعادل تاعرابت تباعا مكان درار والشماخ الشيء الذي أعطى إنتعاشة هجومية ملحوظة زكتها فرصة الحمداوي المتألق الوحيد ضمن المجموعة، وخلالها تحالف القائم الأيمن لحارس الغابون مع منتخب بلاده في الدقيقة 56 وبعدها نفس اللاعب يروض كرة برجله ويقنبل العارضة الأفقية لنفس الحارس· هنا بدأت أطراف الأسود تتحرك نسبيا، حيث بوصوفة أعاد الدينامية للجهة اليمنى وتاعرابت لليسرى وتحول حجي لقلب هجوم، قبل أن يتغاضى الحكم السينغالي دياتا عن جزاء مشروع للاعب كوينزبارك رانجرز كان بإمكان الإعلان عنه أن يغير معطيات عدة بالمباراة، لننتظر إلى حدود الدقيقة 85 وتوغل بوصوفة الذي مرر للحمداوي والأخير بغمزة ذكية برأسه يسجل هدفا لم يكن كافيا لتجنيب الأسود مرارة هزيمة هي الأولى بالقواعد في تصفيات المونديال بعد سقطة القنيطرة ضد الكاميرون (12)، وليضطر المنتخب الوطني إلى البحث عن الخيارات الصعبة ضمن مجموعة بدأت بإيقاعات غير متوقعة زكاها سقوط الكاميرون المرشح الأول على الورق ضد الطوغو بغانا بفضل هدف أديبايور وإهدار الأخير لضربة جزاء كادت تدخل أسود الكاميرون بدورهم دائرة الشك في حظوظهم مع البداية في لقاء صارم على المستوى التكتيكي غابت خلاله الفرجة والأداء وحضرت حسابات المدربين جون تيسن والألماني بفيستر· سيناريو وضع الطوغو والغابون الحلقتين الأضعف بلغة الأرقام على رأس المجموعة الأولى، وحكمت على أسود المجموعة (المغرب والكاميرون) تبذيلها، في إنتظار ما ستسفر عنه لقاءات الجولات الخمس المتبقية والتي ستكون محمولة على صفيح أكثر من ساخن· - الورقة التقنية للمباراة المغرب - الغابون: 12 إقصائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 الجولى الأولى للدور الثالث السبت 28 مارس 2009 الملعب: مركب محمد الخامس بالبيضاء الجمهور: 35000 متفرج الشوط الأول: 02 الحكم: دياتا بادرا (السينغال) الأهداف: بيير أباميانغ (د35) روجي مييي (د42) الغابون منير الحمداوي (د85) المغرب الإنذارات: ستيفان نغيما - إرنيست أكوساغا - ياسي آشي (الغابون) سفري (المغرب) المغرب: كريم زازا - شمس الدين العرايشي - بدر القادوري - طلال القرقوري - أمين الرباطي - نبيل درار (عادل تاعرابت د56) - يوسف سفري - حسين خرجة - منير الحمداوي - مروان الشماخ (امبارك بوصوفة د59) - يوسف حجي المدرب: روجي لومير الغابون: ديدي أوفونو - جورج أمبوروي - برونو إكوسليمانغا (نغيما إروين د88) - إرنيست أكوساغا - ستيفان نغيما (ياسي آشي د67) - بيير أوباميانغ (أرسين دوماركولينو د67) - آلان دجيسيكادي - روجي ميي - برونو زيتا مبانانغوي - بول أولريش كيساني - رودريك موندونغا المدرب: آلان جيريس