هشام بن ثابت - تصوير: م.ادريس وكمال يبدو أن المغاربة أصبح مقدرا عليهم تجرع الخيبة تلو الأخرى في جميع الرياضات بدون استثناء، فأول أمس السبت يمكن اعتباره يوما أسود للرياضة المغربية، فما بدأه منتخب ألعاب القوى في بطولة العالم للعدو الريفي بالعاصمة الأردنية عمان أكمل"باهيته" منتخب كرة القدم الملقب اعتباطا " بمنتخب أسود الأطلس لكنه في واقع الأمر لا يحمل من هذا اللقب سوى الإسم فقط.. فكل من تابع اللقاء الذي جمع هذا الأخير بنظيره الغابوني بملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء وانتهى لفائدة الضيوف بهدفين مقابل واحد(أحرز بيير اميريك اوباميانغ د 34 وروغي ماي د 45 للغابون و منير الحمداوي هدف المغرب الوحيد د 84) ، خرج بقناعة واحدة وهي استحالة وصول المغرب إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا ولاقدر الله حتى نهائيات كأس أمم إفريقيا في أنغولا وذلك بالنظر إلى المستوى "الهابط" الذي ظهر به اللاعبون المغاربة والذين خدعوا ملايين المواطنين بالوجه الذي ظهروا به أمام منتخب التشيك في المباراة الودية الأخيرة بالدار البيضاء. وقد علق أحد العارفين بخبايا المنتخب الوطني على هذه الهزيمة- الفضيحة بالقول ماذا كان ينتظر من منتخب جمعه "السماسرة" وليس الناخب الوطني روجي لومير، هذا الأخير الذي لم يرسو على تشكيلة قارة منذ حلوله بالمغرب قبل عام تقريبا حيث ظل يجرب ويجرب دون أن يصل إلى فريق متجانس يلبي طموحات الشعب المغربي الذي كان انتظاره لرؤية منتخبه في اقوى الحلل. ولم يكن أكبر المتشائمين يتوقع أن يظهر اللاعبون المغاربة بمستوى ضعيف كالذي ظهروا به ليلة السبت الأسود فغرقوا في اللعب الفردي ولم يقووا على تركيب ولو جملة تكتيكية جماعية مفيدة، فما كان إلا أن عاقبهم نظراؤهم الغابونيون بتلقينهم درسا في فنون كرة القدم الجماعية والانضباط التكتيكي والتركيز الذهني والانتشار الجيد داخل الملعب.. ويمكن القول إن التلميذ ألان جيريس تفوق على أستاذه روجي لومير على اعتبار أن الأول تتلمذ على يد الثاني لكنه تفوق عليه في كيفية مجاراة مباراته رغم عدم توفره على لاعبين كبار يمارسون في بطولات قوية كالتي يلعب فيها اللاعبون المغاربة. وبالعودة إلى أطوار المباراة- النكسة التي جرت أمام أزيد من 40 ألف متفرج داخل الملعب وتابعها الملايين من المشاهدين عبر التلفزة فقد قلب الفريق الغابوني الطاولة على الجميع وأعلن عن نفسه منافسا قويا على بطاقة التأهل إلى المونديال وكأس إفريقيا، حيث اعتبر على الورق أضعف المنتخبات التي تضمها المجموعة الأولى لكنه أثبت أنه هو الآخر لديه ما يقوله في هذه المجموعة التي أصبح يتصدرها برصيد 3 نقاط متقدما بفارق الأهداف على منتخب الطوغو الذي هزم منتخب الكامرون بهدف نظيف. وكان الشوط الأول كارثيا للمنتخب المغربي رغم محاولته الضغط على الضيوف منذ البداية عبر الفرصة التي أتيحت للمهاجم منير الحمداوي في الدقيقة الأولى عندما انفرد بالحارس ديديي ايبانغ وسدد في يد هذا الأخير، لكن المنتخب الغابوني تمكن من احتواء ضغط البداية وحافظ على هدوئه بل كان قريبا من افتتاح التسجيل مبكرا (د6) بواسطة المهاجم روغي ماي الذي كاد يستغل خطأ فادحا للمدافع طلال القرقوري في إرجاع الكرة إلى الحارس كريم زاز . وأتيحت ليوسف حجي محاولة خطيرة في الدقيقة 13 إثر تلقيه تمريرة عرضية من نبيل ديرار فاستقبل الكرة بصدره وسددها أرضية لكن الحارس تصدى لها بنجاح... وبعد هذه الفرصة بدقيقة واحدة كاد الحسين خرجة يسجل الهدف الأول للمغرب من كرة تلقاها من ضربة خطإ نفذها السفري لكن تسديدته حولها الحارس إلى الزاوية. وظلت الكرة بين أخذ ورد بين الطرفين وكان كل ذلك يصب في مصلحة الفريق الغابوني الذي وثق في نفسه وفي إمكانياته فنجح في الحد من خطورة نظيره المغربي بل وتمكن من الوصول إلى شباك الحارس كريم زازا عندما استغل اللاعب بيير اوباميانغ خطأ فادحا في التغطية الدفاعية في الدقيقة 34 وانفرد بالمرمى وسدد بقوة معلنا الهدف الأول للغابون وبداية مباراة أخرى كانت الغلبة فيها للهدوء والتركيز على الرعونة واللعب الفردي. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع بأن المنتخب الغابوني سيتراجع إلى الوراء بغية الحفاظ على هدفه حدث العكس وواصل تقدمه فأحرز الهدف الثاني في الدقيقة 45 من ضربة رأسية لروغي ماي إثر زاوية نفذها ستيفان نغيما، لينتهي الشوط الأول بتفوق الغابون نتيجة وأداء بهدفين نظيفين ولينقلب الجمهور المغربي على فريقه ويتحول إلى تشجيع منافسه معلنا احتجاجه على اللاعبين والمدرب، بل وطالب بضرورة عودة المدرب السابق للأسود بادو الزاكي. وخلال الشوط الثاني واصل منتخب الغابون بحثه عن إضافة أهداف أخرى بعدما فطن إلى أن المنتخب المغربي ليس في المستوى الذي كان يظنه، ومر "الأسود" بفترات حرجة عندما تفنن الفهود (لقب الغابونيين) في اللعب الاستعراضي مساندين بالجمهور المغربي . ولإعادة إحياء خط الهجوم المغربي أشرك المدرب لومير عادل تعرابت بدل نبيل درار وبوصوفة مكان الشماخ لكن دون جدوى رغم بعض المجهودات التي بذلها اللاعبان. وكاد اوباميانغ يضيف هدفا ثالثا للغابون في الدقيقة 71 إثر انفراده بالحارس زازا لكن هذا الأخير تصدى لمحاولته.. بعدها مباشرة بدقيقة واحدة صد القائم كرة قوية لمنير الحمداوي من تسديدة من داخل المربع.. رد عليها اللاعب الغابوني اوبايانغ بانفراد جديد في الدقيقة 78 تصدى له مرة أخرى الحارس زازا . وعاند الحظ مجددا المهاجم منير الحمداوي في الدقيقة 81 عندما ردت العارضة تسديدته القوية من مسافة قريبة من المرمى، قبل أن ينجح في التسجيل في الدقيقة 81 بضربة رأسية من تمريرة عرضية نفذها بوصوفة (85). وهو الهدف الاول للحمداوي مع المنتخب المغربي. وعاد الجمهور المغربي لمساندة فريقه وتشجيعه على البحث عن هدف التعادل لكن الوقت مر بسرعة وتمكن المنتخب الغابوني من الحفاظ على تفوقه والخروج بانتصار مستحق نتيجة وأداء. وبعد هذه الهزيمة أصبحت مهمة الفريق المغربي في التأهل إلى المونديال وكأس إفريقيا صعبة للغاية وأصبح في حاجة إلى شبه المعجزة وتحقيق الفوز في جميع مبارياته القادمة والبداية في مباراته أمام مضيفه الكاميروني في الجولة الثانية في يونيو المقبل.