تعيين الزاكي أسعدني كثيرا وكل أحلامي تحققت بمواجهة نجوم الليغا كاباروس منحني كامل الثقة وفي ليفانطي ولدت من جديد أهتم كثيرا بالجانب البدني وأتطلع لإنهاء الموسم دون إصابة ليس عيبا التحضير بأوروبا ومطالبون بربح رهان «الكان» لم يكن سهلا إيجاد مساحة زمنية في وقت نبيل الزهر الدولي المغربي في صفوف ليفانطي الإسباني لإجراء حوار صحفي معه بمدينة فالنسيا الإسبانية، حيث تنقلنا للوقوف على الحضور المغربي بواحد من أعرق الأندية في الجارة الإيبيرية. إزدحام أجندة اللاعب وإلتزامه بقضاء أغراض شخصية وبتداريب فريقه، كلها أمور لم تمنعنا من إستقراء فكر رجل يكسب إحترام الكل في صفوف الفريق الثاني لمدينة فالنسيا، ويعتبر إلى جانب مواطنه عصام العدوة سفيرين فوق العادة للكرة المغربية بإسباينا. بصراحته المعتادة وبشموخ المغاربة إستقبلنا الزهر ليفتح لنا قلبه للحديث عن تعيين الناخب الوطني الجديد الزاكي بادو وعن رهانات الفريق الوطني خلال المرحلة المقبلة، وما يخالجه في فترة التحضير لنهائيات كأس أمم إفريقيا وحلمه الحضور بالعرس الكروي الإفريقي لصناعة ملحمة مغربية. الزهر الوردة التي فاحت بعطرها أمام عمالقة الليغا، فتح صفحة جميلة ليرسم عليها بكل ألوان الطيف حلم الذهاب لأبعد مدى في الكأس الإفريقية القادمة. نبيل الزهر في حوار حصري يتنقل بين الإجابات ملفوفة بالتفاؤل. المنتخب: جامعة الكرة إختارت الإطار الوطني الزاكي بادو للإشراف على المنتخب الوطني المغربي في المرحلة المقبلة، ما هو تعليقك على الإختيار؟ الزهر: كسائر المغاربة كنت أنتظر الإعلان عن الناخب الوطني الجديد، خاصة في ظل الترويج للعديد من الأسماء في الآونة الأخيرة، صراحة وكأي مغربي سعدت كثيرا لكون المسئولين عن الجامعة فضلوا الإطار الوطني الزاكي بادو على غيره من المتنافسين على منصب الناخب الوطني، بإعتبار أن له من الإمكانيات الفكرية ومن الخبرة ومن الكاريزما ما سيمكنه من الذهاب بعيدا رفقة الفريق الوطني. الزاكي وكلنا يعرف ذلك قدم أوراق إعتماده سنة 2004 عندما قاد الأسود للعب نهائي كأس إفريقيا للأمم وكان قريبا من إهداء المغرب لقبه الثاني، الزاكي على معرفة كاملة بكرة القدم المغربية بإعتبار أنه ظل متابعا للبطولة من خلال حضوره كمدرب، وله شبكة علاقات واسعة مع العديد من المحترفين، وهو فوق هذا كله رجل يحظى بالإحترام والتقدير، أنا على يقين من أنه سيسعد المغاربة وسيقدم لهم خلال كأس إفريقيا للأمم فريقا وطنيا يفخرون به وينسيهم ما تكالب علينا من إخفاقات. لا بد وأن نستحضر هنا أن النجاح لن يكون إلا جماعيا بمعنى أن الزاكي لن يكون إلا حلقة صغيرة. المنتخب: كيف ذلك؟ الزهر: صحيح أن الفريق الوطني سيكون صورة من شخصية وطموح الزاكي ولكن النجاح في النهاية هو صناعة جماعية، لذا لا بد وأن يلعب الكل دوره، اللاعبون والمسئولون وبخاصة الجماهير التي يجب عليها أن تتخلى عن تشاؤمها وتدعم الفريق الوطني لتمكنه من الإستفادة من عنصر إستضافة كأس إفريقيا بالمغرب. المنتخب: ألا ترى أن قصر فترة الإعداد يمكن أن تشكل للزاكي عائقا هو من رفع سقف الطموح وقال أن الفريق الوطني سينافس على اللقب؟ الزهر: لا أظن أن الزاكي يبيع نفسه ويبيع المغاربة الوهم، هو واثق مما يقول ويستند في ذلك على قناعات وعلى حقائق وأيضا على طموح، وأنا أعجبت كثيرا عندما قال بأنه يعد المغاربة بالفوز باللقب، هذا يعني أن الرجل واثق من نفسه، وأي مدرب يكون بهذا القدر من الثقة إلا ويمررها للاعبيه، ولن أذيع سرا إن قلت بأن الفريق الوطني ما عاش الإنكسارات التي نعرف إلا لأن المدربين الذين تعاقبوا على الفريق الوطني لم يربوا في اللاعبين ثقافة الفوز والثقة بالقدرات، هم أول من شكوا، الشك الذي لا يقود إلى النجاح ولكن الذي يقود إلى اليأس. المنتخب: وبخصوص مغربة الطاقم التقني الذي سيشتغل مع الناخب الوطني، وما خلف من ردود فعل متباينة في وسط الجمهور نبيل، هل أنت مع أن يكون الطاقم مغربيا مائة بالمائة؟ الزهر: الطاقم هو صورة من المدرب والناخب، وإحدى ضرورات النجاح أن يعزف الطاقم المساعد على وثر واحد وأن يفكر بما يفكر به المدرب، مصطفى حجي له إحترام خاص وتقدير كبير في المغرب والكل يرحب بوجوده ضمن الطاقم التقني، ناهيك عن عزيز بودربالة الذي تم تعيينه كمدير رياضي وهو إطار تقني معروف داخل المغرب وخارجه، بالإضافة إلى سعيد شيبا الذي كان أحد نجوم مونديال 1998 إضافة إلى خالد فوهامي الذي أسندت له مهمة الإشراف على حراس المرمى. مغربة الأطر الوطنية العاملة في الطاقم التقني سيضعها بدون أدنى شك تحت ضغط كبير، وهو ما سيفيدها من أجل التحضير بشكل جيد ل «الكان» الذي سنكون مطالبين كلاعبين بالإستماثة في مبارياته من أجل الإبقاء على الكأس بالمغرب. أنا على يقين أن تلاحم الطاقم التقني وتشكيله من هذا المزيج من النجوم هو مقدمة أولى للنجاح. المنتخب: الجمهور المغربي أسعده تعيين الزاكي ناخبا وطنيا، ماذا عن الجالية المغربية هنا بإسبانيا هل تفاعلت على نحو إيجابي مع التعيين؟ الزهر: صدقني كل أبناء الجالية المغربية بإسبانيا كما في دول أخرى سعداء بتعيين الزاكي ناخبا وطنيا، كيف لا يكونوا سعداء والزاكي كان مطلبهم، الآن وبعدما تحقق المطلب الشعبي لن يكون أمام الناخب الوطني وطاقمه سوى تهييء الظروف الكاملة للاعبين من أجل التحضير للمرحلة المقبلة بشكل جيد. المنتخب: لنعرج بك نبيل على مشوارك الإحترافي هنا في إسبانيا بالليغا، كيف تقيم سنتك الثالثة داخل ليفانطي؟ الزهر: أعيش هنا بشكل جيد داخل فالنسيا بعدما تأقلمت مع الأجواء، وقبضت على الرسمية، أتبع برنامجا خاصا في التداريب أسير عليه، ففي الوقت الذي أنهي تماريني مع المجموعة، أواصل التدرب على إنفراد حتى أرفع من لياقتي البدنية لأنه عامل يساعد على اللعب في الإيقاع المرتفع. وبخصوص مستواي العام فأنا راض على الحصيلة بدليل ما قاله في حقي المدرب كاباروس الذي أثنى على عطائي كثيرا، لكن هذا لن يمنعني من مواصلة العمل بكل جدية لأكون عند حسن تطلعات جماهير الفريق، الحمد لله وضعي داخل الفريق يتقوى موسما بعد الآخر، هذا الموسم وقعت أربعة أهداف بينما وقعت هدفين فقط الموسم الماضي. المنتخب: مدربك كاباروس لا يعترف برسمية لاعب على حساب آخر، أكيد أنك واجهت صعوبات قبل فرض ذاتك مع الممثل الثاني لفالنسيا ؟ الزهر: بكل تأكيد وجدت صعوبات في البداية من أجل الإندماج مع الفريق خاصة وأنني لم أكن أتقن اللغة الإسبانية، لكن خطوة بخطوة أصبحت أتقرب أكثر من المجموعة، خاصة وأنني تمكنت من اللعب بشكل رسمي منذ موسمي الأول في ليفانطي، عكس سياسة النادي الذي يتيح للاعبيه فرصة لعب أكبر عدد من المباريات دوما في الموسم الثاني. الإجتهاد والتفاتي في التداريب كان سر حضوري الجيد مع ليفانطي في مباريات الليغا، وفي المرحلة الحالية أتطلع لإنهاء الموسم على أكمل وجه وأتمنى أن لا أعاني من أي إصابة، خاصة وأنني مقبل على خوض معسكر مع الفريق الوطني بالبرتغال إن شاء الله. المنتخب: جددت مؤخرا عقدك مع ليفانطي بإيعاز من مسؤولي الفريق لغاية 2016 أكيد أن قيمتك أصبحت جد مرتفعة بعد التمديد؟ الزهر: كما تعرفون جددت عقدي لغاية 2016، الليغا الإسبانية صراحة إستهوتني في اللعب، وإدارة الفريق ألحت كي أمدد العقد، قضيت أياما رائعة في صفوف ليفانطي وأسعى لإنهاء الموسم كما ذكرت على أعلى مستوى. المنتخب: واجهت هذا الموسم نجوما كبارا في الليغا الإسبانية كالبرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي، أكيد أنك لم تكن تحلم بكل هذا الذي تعيشه في إسبانيا؟ الزهر: بكل تأكيد لم أكن أحلم بمواجهة نجوم كبار كرونالدو وميسي، صراحة إستفدت كثيرا من لعبي في إسبانيا وحتى في كيفية حضوري داخل الملعب، تعلمت الكثير وهذه واحدة من الإيجابيات التي خرجت بها، بالرغم من لعبي سابقا إلى جانب أسماء كبيرة في ليفربول كجيرارد وكويت وآخرين. أتمنى أن أضع كل تجاربي في خدمة الفريق الوطني المقبل على نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، التي يسألني عنها بعض الأصدقاء الإسبان ويأملون في حضورها. المنتخب: ما هي الفوارق التي لمستها بين البطولة الإسبانية وبين مختلف البطولات التي لعبت فيها سابقا وأعني اليونانية والفرنسية ثم الإنجليزية؟ الزهر: في إنجلترا هناك أندية عملاقة ونادي ليفربول الذي لعبت ضمنه كان يتوفر على لاعبين كبار، ورغم ذلك تمكنت من فرض ذاتي في بعض المباريات، وفي اليونان إستعدت كامل جاهزيتي قبل أن أنتقل لإسبانيا التي وجدت نفسي داخلها لأني أعشق اللعب المفتوح، وعندما تواجه مثلا أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة فإنك تتعلم الشيء الكثير . صراحة أتطلع لإكمال المشوار مع ليفانطي الموسم المقبل، خاصة وأن الفريق يضع ضمن أهدافه المشاركة في إحدى المسابقات القارية، أتمنى خوض هذه التجربة . المنتخب: تشكل رفقة صديقك العدوة ثنائيا مغربيا في ليفانطي، أكيد أن حضوركما رفقته يمثل نقطة إيجابية للمغرب ؟ الزهر: رفقة العدوة أسعى لصيانة صورة الكرة المغربية في أبرز بطولة أوروبية، فخور بحضوره معي في الفريق وأتطلع لأن يستمر على ذات الإيقاع الذي رسمه مع ليفانطي منذ بداية الموسم. الصحافة الإسبانية تحدثت عن حضوره الجيد، وشخصيا أعجبت كثيرا بمردوده وتشريفه للكرة المغربية. المنتخب: المنتخب الوطني المغربي مقبل على معسكر بالبرتغال، هل أنت مع إختيار أوروبا مجددا للإستعداد لنهائيات كأس إفريقيا؟ الزهر: أنا كلاعب له ما له وعليه ما عليه، لا يحق لي إعطاء رأيي في مثل هذ الأمور، إن كان معسكر الفريق الوطني في أوروبا واستدعيت له من طرف الناخب الوطني سألتحق بباقي المجموعة، وإن كان في أدغال إفريقيا سألتحق، المهم هو أن ندافع عن المغرب ونعمل على تشريف البلد عالميا . المنتخب: لكن نبيل أنا أتحدث عن معسكرات أوروبا، هناك من ينتقد التحضير في القارة العجوز ما دام المغرب يتوفر على مركز جيد بالمعمورة؟ الزهر: لا أظن ذلك، من يريد الإنتقاد فذاك حقه، حاليا نتوفر على مجموعة من اللاعبين المحترفين وسنتجه للبرتغال بحسب البرنامج المسطر ومن ثم سننتقل للمغرب لمواصلة الإستعداد. أتمنى أن يحالفنا الحظ رفقة الناخب الوطني الجديد ونؤكد حضورنا القوي في رهان «الكان» المقبل، الذي ينتظره الجمهور المغربي بفارغ الصبر ولا يرى بديلا للفوز باللقب. المنتخب: لكن الفوز باللقب القاري يتطلب الكثير وتشكيلة المنتخب عرفت نوعا من عدم الإستقرار في الأونة الأخيرة؟ الزهر: صحيح أن تشكيلة المنتخب المغربي عرفت تغييرات كثيرة، لكن أكثر من ثمانية لاعبين على ما أعتقد ظلوا دائمي الحضور يشكلون النواة الصلبة، لذا فالناخب الوطني الجديد هو المطالب بإيجاد الحلول وإخراج المنتخب من أزمته التي عاشها في الأونة الأخيرة، لنا من الإمكانيات ما يؤهلنا للذهاب بعيدا في نهائيات كأس إفريقيا ونتطلع حاليا لبدء التحضير والتعرف على فلسفة وأسلوب عمل السيد الزاكي. المنتخب: من خلال كلامك لمست بأنك كلاعب تتفاءل بقدرة الفريق الوطني على الظفر بالكأس؟ الزهر: لا من الصعب تقديم أي وعد، ولكنني أظن شخصيا بأن إحتضان المغرب لنهائيات كأس إفريقيا لا يجب أن يمر دون أن نتحد فيما بيننا كلاعبين أكثر من أجل أن تبقى الكأس هنا. المنتخب: لا قدر الله قد يكون هناك سخط جماهيري كبير في حال فشل الفريق الوطني في تحقيق المبتغى، أليس كذلك؟ الزهر: بالفعل، لذا يجب إستباق الأمور وتقديم أفضل أداء للحصول على نتائج إيجابية، نتوفر على جيل موهوب من اللاعبين المحترفين والممارسين في المغرب، والناخب الوطني السيد الزاكي هو من سيكون مطالبا بمساعدة اللاعبين واللعب أكثر على نفسيتهم من أجل إخراج أفضل مما يتوفرون عليه من إمكانيات. المنتخب: قصر مدة التحضير، وتزاحم الأجندة كلها معطيات لا تخدم مصلحة الفريق الوطني؟ الزهر: كما ذكرت حتى وأننا نتوفر فقط على أسبوع من أجل التحضير لا يجب أن نختبئ وراء حجة قصر فترة التحضير، سنلعب من أجل تشريف المغاربة من طنجة إلى الكويرة، وسنعمل على إسعاد المغاربة قاطبة إن شاء الله، فنحن كلاعبين في بلاد الغربة نعلم أن هناك من سنشكل لهم متنفسا، وكرة القدم خلقت لإسعاد الناس ولن نتوانى في ذلك، فالجمهور المغربي يكفيه ما عاناه في مراحل سابقة. المنتخب: قدمت أوراق إعتمادك في مباراة الفريق الوطني الأخيرة أمام الغابون، أكيد أنك مشتاق لأجواء الفريق الوطني؟ الزهر: كانت مباراة في مرحلة إنتقالية أعدت فيها إكتشاف أجواء الفريق الوطني الذي أسعى لتقديم الإضافة له في المرحلة المقبلة، همي الأول والأخير أن يتمكن الفريق الوطني من صناعة مجد جديد. مبعوث المنتخب إلى فالنسيا الإسبانية: أمين المجدوبي