علاش؟ حين اندلعت أحداث الشغب أثناء مباراة الزمالك والنادي الإفريقي شعر المصريون بالصدمة وهو يرون «بلطجية» يهجمون على الملعب، ويهاجمون التونسيين بهمجية وصلت إلى درجة أن يخلعوا عن بعض اللاعبين التوني والشورط.. كل مصري تابع تلك المشاهد المخجلة ردد مستغربا: «مش ممكن يكونوا دول مصريين»، يعني أن هؤلاء المشاغبين الذين خربوا وحيّحوا في تلك المباراة لا يمكن أن يكونوا مصريين لأن لا أحد يمكن أن يشوه صورة بلده بهذه السهولة، وإن كانوا مصريين فليس هناك أي مبرر ليفعلوا ذلك.. وهكذا تردد السؤال: «ليه؟ ليه؟» يعني حتى واحد في مصر ما فهم علاش دوك البراهش داروا حالة في التيران، وفي الحقيقة كان باين غادي ينوض في مصر هاد الشي، حيت مصر دابا فيها السيبة ما فيهاش المخزن. وياك كيحكمهم المجلس العسكري؟ زعما العسكر ما معاهش الضحك. إيه، ولايني دابا مع ثورة يناير وحقوق الإنسان وكرامة المواطن ولّاو خايفين... إيلا تكرفس شي عسكري أو لا بوليسي في مصر على شي مجرم، كينوض المجرم يهز تصويرتو وهو منفوخة ليه العين، وغير كيشوفوها الدراري ديال الفيسبوك يديروا بها مظاهرة. واش المخزن ديالنا حتى هو خايف ملي خلّى الروينة ناضت في التيران ديال مراكش؟ المخزن ديالنا ما خايفش، غير دايخ، حيت الأغلبية ديال المشاغبين كيكونوا قاصرين، والقاصر ما تعرف تشدّو هو في الحبس ما تعرف تشد والديه. يشتكي بعض رجال الأمن عندنا من مصاعب كثيرة نفسية وأخلاقية تبرر تراخيهم أحيانا في التصدي للمشاغبين بالملاعب، فأغلبهم قاصرون لم يبلغوا سن الرشد بعد، مجرد التصدي له بحزم يعتبر تعنيفا لطفل، ولا لتعنيف الأطفال، لأن سن هاد المشاغب الصغير يفرض معاملته برفق وحنان حتى لا يتعقّد مستقبلا، وإن الحكم عليه لاحقا برميه شهورا في الإصلاحية هو حكم بتدمير مساره الدراسي وتحطيم مستقبل مواطن قد يكون صالحا، لذلك فالحل هنا هو منع القاصرين منعا باتا من الولوج إلى الملاعب إلا بصحبة أولياء أمورهم، يعني عندك لا كارط دخل للتيران، ما عندكش جيب باك.. والراشدون الذين يتم القبض عليهم في أحداث الشغب داخل الملاعب أو خارجها يكونون في الغالب مقرقبين أو كما قال زعيم الثورة الليبية معمر القذافي: «واخدين حبوب مهلوسة»، فمباشرة بعد صحوهم في الكوميسارية يتبين أن «جرائمهم» كانت تحت تأثير الفانيد، وتحت تأثير التدخلات يأخذون حكما مخففا أو براءة تشجعهم وتشجع غيرهم على ارتكاب المزيد من هذه الحماقات في التيران، ومن أجل التصدي لهذه الظاهرة ينبغي تغيير نوع العقاب، فالسجن ليس حكما رادعا، حيت كاينين بزاف اللي باغين يمشيوا ليه نيت، فلا السجين يستفيد ولا الدولة تستفيد، لذلك يبدو الحل هو الحكم على هؤلاء المخربين بقضاء فترة محكوميتهم بالعمل داخل أوراش محروسة لحفر الطرق والقناطر بالمناطق المعزولة والتشجير في المناطق المهددة بالتصحر... يعملون فيها ويتعلمون ويبنون بلادهم، وعلاش كاع ما نصاوبوش بيهم لوطوروت والسكة في الصحراء المغربية؟ بهذه الطريقة سيعرف المشاغبون معنى ممتلكات الدولة التي هي ممتلكات الشعب، وما عمّر شي مقرقب يقرّب لشي حاجة في التيران. شوف كيفاش أصاحبي كتصرف الملايير على التيران من فلوس الشعب، وفي اللخّر كيجيو شي وحدين من هاد الشعب نيت وكيخربوه. هاد الشي علاش خاص الدولة تصرف الملايير على هاد الشعب هي اللولا، عاد تصاوب ليه تيران. نافذة واش المخزن خايف ملي خلّى الروينة ناضت في التيران؟