وموراتي إعتبره صفقة لا ينبغي تضييعها تأكيدا لنجاحه الكبير بدخول أجواء الفريق، وبعد العروض اللافتة التي قدمها ودون مقدمات رفقة الأنتر في دوري الكالشيو، خاصة وإن كانت مباراته في عصبة الأبطال الأوروبية أمام بايرن ميونيخ لا يؤاخذ عليها، فقد وقع ما كان منتظرا بدعوة اللاعب المغربي لتمديد ارتباطه الذي هو على شكل إعارة مع بطل العالم، لتعاقد نهائي حتى قبل نهاية الموسم الكروي بعد أن أكد المدرب البرازيلي ليوناردو أن اللاعب المغربي سيخدم الفريق وعلى ضمانته الخاصة وموراتي اعتبره صفقة مربحة هذا الموسم رفقة بازاني. - خرجة يقلب موازين بطل العالم وقع إنتر ميلان قبل حلول الحسين خرجة في صفوفه مسارا في غاية التذبذب وهو كما عجل بفك الإرتباط بالمدرب الإسباني رافائيل بينتيز والذي تم تعويضه بالبرازيلي ليوناردو الذي سبق له الإشراف على العدو اللذوذ أسي ميلان، صحيح أن الربان البرازيلي أحدث ديكليك كبير في صفوف الفريق، لكن بحسب الصحافة الإيطالية فإن ما أحدث الفارق في معادلة الصحوة الكبيرة لأبطال العالم هو انتداباته خلال الميركاتو الأخير، وخاصة بقدوم لاعبين من طراز خاص جدا أثرا على مسار النتائج بشكل إيجابي وساهما في التوقيع على مطاف اقترب من النموذجية بكثير، باستثناء السقطة المفاجئة أمام بايرن ميونيخ بعصبة الأبطال.. تم تذويب الفارق مع الميلان والذي كان في حدود 12 نقطة ليصبح 5 نقاط فقط، ومن المرتبة التاسعة قفز للمرتبة الثانية في رواق جيد للغاية للإبقاء على لقب السكوديتو في خزائنه، وهنا ربح كل من باتزاني الذي سجل أهدافا حاسمة وأصبح ندا قويا لإيطو ومعه الحسين خرجة الذي صنع الحلول في كثير من المباريات الفاصلة، رسميتهما بمنتهى الإقتدار على حساب وجوه كبيرة وقيدومة داخل الإنتر، قلب اللاعب المغربي موازين أبطال العالم وأكد أنه فعلا كان خيارا حكيما لفريق عانى العديد من الهزات في خط وسطه. - ليوناردو: لا تفرطوا في الحسين ولأنه يعرفه تمام المعرفة منذ كان بالفريق الباريسي وخلالها كان اللاعب المغربي يحبو أولى خطوات النجومية، وبعدها تابعه منذ عينه فريق الميلان كشافا بالسكوديتو وباقي الدوريات العالمية لإستقطاب الوجوه القديرة، قبل أن يختاره بيرلوسكوني مدربا، متابعة لخطوات عميد المنتخب المغربي في سيينا وروما وجينوة وباقي الفرق الأخرى التي أهلته ليصبح بمراس شديد وبكفاءة لا تناقش في واحد من أشرس البطولات العالمية والتي تتطلب رجولة فوق الوصف أداء وشخصية فذة تقاوم الأعاصير خارج إطارات الملعب. ليوناردو الذي طالب باستعارة خرجة في بادئ الأمر مستغلا التيار المفصول بينه وبين رئيس جينوة كان مبادرا بطلب رسمي لإدارة الأنتر أوصاهم فيه ومن خلاله بضم اللاعب المغربي بشكل نهائي والتسريع بالإجراءات كي لا يهرب به منافس آخر: «لاتفرطوا في الحسين خرجة وعليكم بالتوقيع له فورا»، هكذا وبالمباشر قالها ليوناردو الذي لا يعدم الحاسة السادسة التي تقوده لمعرفة الصالح من المفلس، وموراتي لم يتردد وأعطى موافقته بإتمام الإجراءات بمفاوضة اللاعب المغربي ووكيل أعماله فورا لإتمام التفاصيل وعقد نهائي على طاولة العميد. - من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم، هكذا يقول المثل المأثور وهكذا استطاع خرجة فعلا الدخول في أجواء الفريق الإيطالي الكبير وكأنه جزء منه وولادته كانت بين أحضانه، بلا مركبات نقص استطاع اللاعب المغربي منافسة لاعبين كبار من أمثال (كامبياسو - زانيتي - موتا وسطانكوفيش) دون مركبات نقص واستطاع التألق حتى أكثر من بعضهم وكسب بالتالي تقدير جماهير جويسيبي مياتزا والصحافة الموالية لأبطال العالم والتي غالبا ما تكون قاسية مع أي وافد يعجز عن تقديم الإضافة المرجوة. خرجة أصبح قطعة من الأنتر وهنا يقول: «عند وصولي كنت قد أكدت لكم أني لم آتي هنا من أجل المرور العابر، كان هدفي هو تأكيد هويتي المغربية كلاعب له مواصفات لا تقل عن النجوم الموجودة في صفوف الأنتر..الحمد لله إندمجت بسرعة مع الأجواء ولو حالفني الحظ وسار كل شيء على ما يرام فإن مقامي هنا قد يطول أكثر من المتوقع». وأردف اللاعب المغربي بقوله أن كل اللاعبين ساعدوه على الإندماج سريعا ولم يحس أنه غريبا عنهم باعتبار أنه قدم متأخرا بعض الشيء.. لم يكد يمضي على وصولي أكثر من يومين حتى لعبت المباراة الأولى وسجلت وقدمت مباراة كبيرة وحتى في الثانية التي تبعتها، لم يكن كل ذلك وليد الصدفة، دعم كبير تم تقديمه لي من صامويل وويسلي وكل المجموعة بما فيهم المدرب ليوناردو الذي أعرفه جيدا، المسألة كانت إيجابية و المحيط أكثر من رائع». هكذا إذن تمكن عميد الأسود من تحقيق الخطوة الأكثر صعوبة في مسار الإندماج ولسان حله يقول لبقية الحلم الجميل أكثر من بقية بالسان سيرو. - لا تهولوا لقاء الجزائر إعتبر الحسين خرجة لقاء الفريق الوطني أمام المنتخب الجزائري مباراة لا يجب أن تخرج عن سياقها العادي والطبيعي باعتبارها غير حاسمة ولا هي بالفاصلة، وعلى أن دوره كعميد للأسود يفرض عليه أن يشتغل في هذا الإطار مع اللاعبين: «سبق وأن أجبتكم على هذا السؤال وقلت لكم أنه لا ينبغي تهويل الأمور كثيرا ولا إعطاء المباراة بعدا استثنائيا، ندرك ما ينتظرنا ونعلم ما يفكر فيه المنافس أنا هنا أعي جيدا حجم أقوالي، وقيمة نقاط تانزانيا ستظهر حتما لو نحن حققنا نتيجة طيبة في عنابة». وعن معرفته ببعض عناصر الثعالب قال خرجة «للمنتخب»: «هناك الكثير من العناصر الجيدة والمعروفة على مستوى الإحتراف مثل بوقرة وزياني، لكني أعرف هنا الحسن يبدة وعبد القادر غزال بشكل كبير، لديهم مجموعة جيدة للغاية واللقاء سيكون أخويا بشكل كبير ولا أظن أنه سيكون هناك صراع خارج إطار الرياضة بيننا وبينهم». وختاما دعا خرجة جميع الجماهير المغربية الوثوق بلاعبي الأسود لأنهم بصدد تشكيل جيل جديد وبلاعبين يحتاجون الدعم ونسيان كل إحباطات الماضي والتطلع للمستقبل: «كنت من الذين عايشوا العديد من اللحظات الجميلة كما مرت علي أوقات صعبة، لذلك أقدر شعور الجمهور المغربي وأتمنى أن يحشد كامل دعمه للمجموعة الحالية فهي تعد بالخير الكثير». المدرب البرازيلي ليوناردو: «أعتقد أنه كان خيارنا الصحيح خلال فترة الشتاء ولم نشك لحظة واحدة في ذلك، شخصيته القوية وروح الإنتصار لديه تمنحه جاذبية خاصة تنعكس على أداء الجميع وهذا ما كنا نحتاجه». ويسلي شنادير: «عانينا كثيرا على مستوى الهجوم، هو لاعب يجيد أدوار مختلفة قريبا من إيطو رغم أننا كنا نصل كثيرا لمرمى الفريق الخصم، خرجة أعطانا الكثير من الخيارات، إنه العنصر الذي يستطيع أن يحيي نصف فرصة و يضع الحل أمامك، جربت معه هذه الوصفة مرارا وفي عدد من المباريات». صامويل إيطو: «كنت أحتاج لصديق طيب مثل خرجة، أتقاسم معه العديد من الأشياء.. تعجبني روحه المرحة وكذلك تواضعه، أظن أن الفريق يحتاجه لفترة قادمة وقدومه كان اختيارا أكثر من صائب، وشكرا لمن فكر في ذلك». خافيير زانيتي: «كثيرا ما أدى الفريق ثمنا غاليا لتقدمي للهجوم لمساعدة بانديف وإيطو وبغياب ميليتو عانينا بشكل أكبر، خرجة أراحنا بعض الشيء على مستوى دعم لاعبي الهجوم وساعدنا كثيرا في النواحي الهجومية، إنه لاعب موهوب وبشخصية رائعة للغاية».