حمل قميص الأنتر حلم جميل حققته ورفع كأس الأبطال أغلى أمنية لا تفكروا في شادلي فهو الخاسر الأكبر في معادلة الإختيار موراتي هنأني على أدائي وشنايدر الأقرب لي داخل المجموعة فييرا صديق حميم ورقمه يجعلني كل أسبوع مثل الغول بسان سيرو مباراة الجزائر مفصلية لتأكيد هوية الأسود الجديدة الأكثر مشاركة رفقة الفريق الوطني، والأكثر تأثيرا على المجموعة ككل وبطبيعة الحال فهو الأكثر مسؤولية على ترسيخ القيم الجديدة في هوية الأسود المستقبلية بعد سنوات عجاف طالت بعض الشيء. الحسين خرجة العميد الكاريزماتي، صار اليوم أكثر نضجا وواقعية في قراءة مساحة الأحلام ولم يعد ذلك اللاعب الذي يقبل القرارات دون أن يكون واحدا من صناعها. تجارب ثرية عكست موهبة اللاعب الفذة والخلاقة التي حاول بعض المشككين خلال فترة ما الطعن فيها، واليوم من «جوسيبي ميازا» الأسطوري والذي يعرفه المغاربة أكثر بإسم سان سيرو اختار خرجة تدوين أروع صفحة في مسار تعاقداته رفقة أبطال العالم الأنتر وما أجملها من تجربة. بكل أريحية واحترافية تجاوب خرجة مع أسئلة «المنتخب»، قدم قناعاته بخصوص دواعي الإرتباط وتحدث عن راهن الأسود ومستقبلهم وعن أشياء كثيرة تابعوها: المنتخب: لا يمكن أن نبدأ معك الحوار دون أن نهنئك على محطتك الجديدة والتوقيع للأنتر، كيف سارت الأحداث؟ الحسين خرجة: لا أخفيكم سرا على أني كنت أضع اللحاق بالأنتر ضمن خانة الأحلام الجميلة والوردية منذ حلولي بالكالشيو، شأنه شأن الميلان وجوفنتوس لأني كنت عازما على ترك بصمة كبيرة هنا بعدما بدأت أشعر بقدرتي على تحمل الأعباء داخل أي فريق مهما كانت قيمته وتاريخه ودون مركبات ولا عراقيل.. الحمد لله ارتباطي بأنتر ميلان الذي هو بطل للعالم جاء في سياق المكافأة لجهودي وخاصة نواياي الحسنة بعد مخاض كان عسيرا في الفترة الأخيرة بفريق جنوة. المنتخب: هذا ما كنت أود معرفته منك، ما الذي جعل الأجواء تتوتر داخل فريقك أو لنحدد الأمور بينك وبين رئيس الفريق؟ الحسين خرجة: أشكرك على التفضل بهذا السؤال، لأنه حدثت أشياء تم تحويلها أو لنقل تأويلها.. مباشرة بعد لقاء المغرب بإيرلندا بدأت المشاكل مع رئيس الفريق وليس المدرب، عدت مصابا وكان هناك انتفاخ على مستوى الكاحل بعد تلك المباراة ليثور بعدها الرئيس الذي قال لي بالحرف: «أنا من يؤدي لك الراتب والمنح وليس المنتخب المغربي وما حدث لا ينبغي أن يتكرر».. أحسست خلالها وكأن هناك توجها للتضييق علي لرفض اللعب للفريق الوطني لاحقا وهو ما لم يكن واردا ولا مقبولا عندي، فكانت إجابتي واضحة ولم تعجبه وهي أن إلتزامي مع منتخب بلدي لا ولن يقبل أية مقايضة ولا مزايدات مهما كلف ذلك من ثمن. المنتخب: ماذا حدث بعدها؟ الحسين خرجة: كانت هناك مباراة هامة للفريق أمام جوفنتوس ومع ذلك تحاملت على نفسي وقاومت كي أظهر في صورة اللاعب المحترف، وخضت شوطا واحدا وكان أدائي مقبولا إلى حد ما قياسا بأداء المجموعة ككل، غير أن رئيس الفريق تجاوز حدود الإختصاص وأعطى تصريحات مجانية مستني كقيمة تقنية في إطار حربه الباردة معي، هنا أدركت أن وقت الرحيل قد حان ولم يعد مجال للبقاء. المنتخب: مع الإنتر، هل كانت عروض موازية، سمعنا عن فرق كثيرة طلبتك بالإسم؟ الحسين خرجة: فعلا، وهذه حقيقة من لازيو ونابولي وغيرها من الفرق الكبيرة بالكالشيو، لكن حين يحضر إسم أنتر ميلان بكل التاريخ والجماهيرية والإشعاع الكبير الذي يتميز به لم يكن هناك متسع للتفكير في تحديد الوجهة، خاصة وأن مدرب الفريق السيد ليوناردو أعرفه ويعرفني بشكل كبير، والأمور حسمت بالسرعة القصوى وغير متوقعة، وهذه هي المكافأة وأحسن رد على تصريحات الرئيس وشكوكه. المنتخب: إلى أين ترجع تاريخ المتابعات التي خصك من خلالها ليوناردو بالرصد الدقيق؟ الحسين خرجة: دعني أوضح مسألة هامة للجمهور المغربي ولا أجد فيها حرجا حتى يعرفها من يجهلها.. كنت عاشقا لليوناردو وأنا صغير داخل فريق باريس سان جيرمان، كان خلالها يقدم روائع جميلة في فن كرة القدم وأنا كنت من حاملي الكرات داخل الفريق الباريسي، أي كنا الصغار داخل النادي المهووسون بمتابعة النجوم واقتفاء آثارهم، ولا زلت لغاية اليوم أحتفظ بأشياء تخص ليوناردو في درج ملابسي الخاص والتي تعود لتلك الفترة، هذا كان للتوضيح فقط، بعدها جاء الدور على حضورنا معا بالكالشيو، لقد درب الميلان واشتغل معهم لفترة طويلة قبلها وخلالها قدمت مباريات كبيرة بسان سيرو سواء أمام الأسي ميلان أو الأنتر، بل سجلت أمام فريقي الحالي ثلاثة أهداف، وكنت كل مرة أخرج بأداء كبير وموفق للغاية، وحاليا أتمنى أن لا أسجل المزيد أمامهم لأني لا أريد الخروج من هنا. المنتخب: معنى هذا أن مشروع الإعارة قابل للتمديد بانتقال نهائي؟ الحسين خرجة: بطبيعة الحال وأنا لم أستعجل الوضع فور وصولي لثقتي الكاملة في مؤهلاتي وما يمكن أن أتركه لدى كل فعاليات الفريق من انطباع جيد حول أدائي ومردودي، سأصعب الأمور على ليوناردو هذا وعد مني خاصة بعد التحفيز الكبير الذي نلته بعد أول مباراة. المنتخب: حدثنا عن هذه المباراة وإحساسك هذه المرة وأنت بقميص الأنتر وليس منافسا له؟ الحسين خرجة: تابع معي ما حصل لتقيم كل الأشياء بمفردك، لقد وصلت صبيحة السبت وخضت المران بعد الظهيرة وفي اليوم الموالي وجدت إسمي ضمن المجموعة في مباراة معقدة أمام باليرمو، والحدث الثالث الصعب هو خسارة الأنتر خلال الشوط الأول بهدفين، وجدت ليوناردو يطلب مني الدخول في زمن صعب للغاية، كان شعورا لا يصدق ولا يمكن أن أصفه لكم وأنا مدعو بقميص بطل العالم للمساهمة في إنقاذ كبريائه أمام مناصريه في ملعب بمواصفات خاصة جدا، توكلت على الله واستحضرت إيماني العميق بالله ودخلت المباراة بإرادة كبيرة وثقة بالنفس وبقية القصة تعرفونها.. لقد حولنا الهزيمة لانتصار، والأجواء داخل الملعب كانت فريدة من نوعها وبعد المباراة تلقيت أكثر من تهنئة وأكثرها وقعا على نفسيتي تلك التي جاءت من رئيس الفريق السيد موراتي ومن ليوناردو وبقية اللاعبين. المنتخب: شاهدناك تتحول لصاحب تمريرة الحسم، هل هو الدور الجديد داخل فريق يتيح فرصا أكثر للإبداع؟ الحسين خرجة: طبيعي جدا أن تتغير أشياء كثيرة في طبيعة أدائي داخل فريق بهذا الحجم، هنا لا يمكنك أن تتنفس أو أن تأخذ وقتا للتفكير لأنك متى خرجت عن النص فذلك معناه منح شخص آخر ينتظر فرصة الإنقضاض على مكانتك وأنا مؤمن بإمكاناتي وهذا يجعلني كل أسبوع مثل الغول. المنتخب: وماذا عن مباراة باري والأداء الكبير،هدف أول وتمريرات حاسمة أصبحت تنافس إيطو أليس كذلك؟ الحسين خرجة: ضاحكا، ولم لا كان لدي إحساس قوي على أني سأسجل أمام باري وهو ماكان والحمد لله كان هدفي الأول حاسما في تحرير المجموعة من الضغط النفسي الكبير الذي عاشته، وتمريرتي الثانية كانت للصديق شنايدر الذي غاب طويلا وكان موقفه رائعا بعد الحركة التي قمت بها اتجاهه. المنتخب: على ذكر كل هذه الأسماء الكبيرة والنجوم العالمية، كيف ستتعايش معها هل هناك من صداقات مبرمجة من الآن؟ الحسين خرجة: لحد الآن شنايدر هو الأقرب إلي، إنه يعرف أشياء كثيرة عن المغرب ويحترمه بشكل يستحق أن نشير إليه، إيطو بدوره تجمعني معه العديد من المشتركات وصامويل من الذين رحبوا بي كثيرا دون أن أنسى مايكون الذي كان لي أكثر من سجال معه حين كنت بألوان الفرق الأخرى.. أنا دائما ما أدخل الأجواء وأرسم حدودا معقولة في التعامل باحترام متبادل وهذا ما يهمني، إذا كنت متخوفا على مكانتي فكن مطمئنا بهذا الخصوص أملك الحلول لكل شيء. المنتخب: نعرج حاليا لواقع الفريق الوطني،كيف تتطلعون وأنت بصفتك القائد الجديد للمجموعة للمرحلة المقبلة؟ الحسين خرجة: سأحدثك من موقع التجربة والإستئناس بالأجواء وقد خبرت فترات سابقة فيها المد والجزر وفيها الخير والشر، ومن عادتي أني لا لا أجامل ولا أكذب والحقائق قاولها كيفما كانت العواقب.حاليا نحن في مرحلة إعادة البناء وهو على قواعد جيدة للغاية لقد تعرضنا لزلزال مدمر وكي تبني عليك أن تكنس آثار الدمار أولا وهذا ما حدث فعلا، إني أجد بوادر إصلاح جميلة للغاية وبحاستي التي لا تخطئ أجزم على أننا في الطريق الصحيح بتواجد جيل رائع من الموهوبين آخرون يريدون ترك بصمة في مسار مشاركاتهم مع المنتخب. المنتخب: ذكرت المواهب وهنا تجرني لحالة ناصر شادلي كعميد كيف تفاعلت مع القرار الذي اتخذه؟ الحسين خرجة: (غاضبا) أقول لك وهذا موقفي الشخصي لقد تعامل معنا بقلة احترام وتقدير وأدعو المغاربة وجماهير الفريق الوطني لنسيانه، فهو الخاسر الأكبر في معادلة الإختيار ولا يساورني شك في هذا.. أنا أشبه ما قام به مثل شخص دخل متجرا ليشتري حذاء فلفت انتباهه متجر آجر وحذاء ثان ليقرر تجريبه وبعدها سيختار الحذاء الذي يناسبه؟ لا ليس هكذا نتعامل مع نداء الوطن وأنا أتحدث بهذه الحدة لقناعة راسخة عندي. المنتخب: يقال أن ضغوطا تمارس عليه هناك لتغيير موقفه، هل تحدث مثل هذه الأشياء في عالمكم؟ الحسين خرجة: أكيد وهناك وسائل إعلام إيطالية أثناء مراسيم تقديمي مع أنتر ميلان سألتني عن أسباب اختياري المغرب بدل فرنسا فكان جوابي واضحا وصريحا، لو عاد بي الزمن للوراء وكنت في بداية المشوار مع الأنتر أو ما سواه لاخترت المغرب بلا تردد مهما كان حجم الضغط، المسألة مرتبطة بقناعات راسخة تلخص في الولاء المطلق للوطن مهما كان حجم الإغراءات الموازية وهذا واضح. المنتخب: نواجه النيجر بعد غد وديا في أفق التحضير للقاء الهام أمام الجزائر، كيف وجدت أولا اللائحة؟ وثانيا عمل غيرتس؟ الحسين خرجة: سأبدأ الجواب على السؤال الثاني، غيرتس لم يشتغل معنا سوى يومين فقط قبل لقاء إيرلندا، والأيام القادمة كفيلة بتوضيح الأشياء أكثر معه، لكن رغم ذلك فقد لمست لديه أفكارا جيدة للغاية، إنه رجل يحتوي المجموعة ويخضعها لصالحه، وهذا إيجابي للغاية لأنه من أسباب تراجعنا سابقا ضياع المجموعة.. بخصوص لقاء النيجر هي فرصة أخرى للقاء بالجمهور المغربي والتفاعل معه وهذا عامل جيد للغاية يصب دائما في استعادة الثقة للاعبين ويحفزهم أكثر قبل اللقاء المصيري الشهر القادم إن شاء الله. المنتخب: تصف مباراة المغرب الجزائر بالمصيرية، هل هي كذلك؟ الحسين خرجة: قد لا تكون كذلك على مستوى تحديد حظوظ التأهل لكأس إفريقيا القادمة لكنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لجماهير المنتخبين لأنها باختصار الديربي المفضل.. فزنا على تانزانيا وقدمنا لقاء في المستوى بإيرلندا، وبرأيي لا مجال للتراجع للخلف، ومباراة الجزائر هي الترمومتر الحقيقي الذي سيضع الجميع في الصورة، لأن الأمل عاد ليحيى داخلنا ببناء فريق قوي. المنتخب: ربح المغرب مؤخرا شرف احتضان كأس إفريقيا للأمم 2015، أي قراءة لك للحدث وأبعاده بخصوص مستقبل الاسود؟ الحسين خرجة: بداية أطلب من الله أن يمد في العمر كي أشارك في هذه التظاهرة في بلدي وأعيش أجواء المسابقة هنا لأني متأكد أنها ستكون مميزة بكل المقاييس. بخصوص القراءة فهي ما أشرت لها سابقا يتعين أن نبني منتخبا كبيرا يليق بالطموحات الحالية للجماهير المغربية والهدف الذي يجب أن نشتغل عليه جميعا هو التأهل لمونديال 2014 لأنه البوابة للكأس القارية التي تليه وأيضا مكافأة لجهود جيل رائع لم يلعب المونديال وسيكون حراما لو لم يشارك فيه. المنتخب: أترك لك كلمة مفتوحة الحسين تستعرض فيها لقراء المنتخب وجماهير الأسود ما لم نتطرق إليه.. الحسين خرجة: أشكركم على الإستضافة وعلى الإهتمام، ما أتمناه صادقا هو أن يتعبأ الجميع خلف الفريق الوطني وأن تنسوا الأسماء، من يريد القدوم فمرحبا به ومن لا يريد فهو الخاسر، سيكون لي رأي في هذا الموضوع مع غيرتس بوصفي عميدا، لا نريد أن تتوتر الأجواء مجددا، علينا استثمار المرحلة الحالية التي أراها صحية وجيدة للغاية والعودة إن شاء الله من الجزائر بالإنتصار. هناك أمنية غالية أظن أن كل المغاربة يشتركون معي فيها، وهي أن أحمل كأس عصبة الأبطال رفقة الأنتر الذي أحمل في صفوفه رقم الصديق العزيز باتريك فييرا، لأني رأيت في هذا أكبر حافز لي من أجل التألق أسبوعيا.. حاليا أنظر لنفسي سفيرا لكرة القدم المغربية أكثر منها محترفا. حاوره من ميلانو: