لم ينتظر مانشستر سيتي نهاية السباق على لقب البطولة الإنكليزية لكرة القدم مع ليفربول، فافتتح فترة الانتقالات الصيفية بصفقة نارية شهدت التوصل إلى اتفاق لاستقدام الهداف النروجي الشاب إرلينغ هالاند الذي قد يبد ل مصير ال"سيتيزنز" وخصوصا في عصبة أبطال أوروبا. بعمر الحادية والعشرين، سيترك هالاند بوروسيا دورتموند الألماني، ليشغل المركز الشاغر منذ 2021 برحيل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو وتعث ر استقدام هداف توتنهام الدولي هاري كين. يملك النروجي الفارع الطول (1.94 م) حاس ة تهديفية خارقة، وارقامه مع دورتموند تثبت ذلك: 86 هدفا في 89 مباراة. لكن يتعي ن على الهداف الخارق التأقلم مع أسلوب اللعب المعق د للمدرب الإسباني جوزيب غوارديولا، وليس مستبعدا ان يحتاج لبعض الوقت كي يجد نفسه مع الفريق الأزرق. لكن سيتي يبقى متفائلا نظرا للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها هالاند برغم سنه الصغير، بالاضافة إلى قدرة غوارديولا على قيادة اللاعبين الشبان. على سبيل المثال، فان هالاند لا يشارك كثيرا في بناء الهجمة خلافا لهاري كين. إذا كان دورتموند يحب استحواذ الكرة والفريق الأبطأ في بناء الهجمة في الدوري الألماني، فان سيتي يأخذ وقتا أطول ولن يكون متاحا كثيرا لهالاند أن يخوض سباقات السرعة الرهيبة في ظهر الدفاع. من جهة، لا رغبة لغوارديولا بتسريع إيقاع مبارياته، خصوصا انه في الدوري الإنكليزي لن يترك أي فريق نصف ملعبه خاليا ويسمح لهالاند القيام بانطلاقاته كما في البوندسليغا. مع فريق لعب جيدا نحو موسمين دون لاعب رقم 9 حقيقي، حث يستطيع ستة أو سبعة لاعبين التسجيل باستمرار، لن يصل هالاند كلاعب منقذ. حتى أغويرو، رأس الحربة الصريح الذي فرض نفسه على مر السنين وسجل أهدافا دخلت تاريخ النادي، فقد كانت طلبات غوارديولا ترهقه أحيانا . اشتكى الكاتالوني مطلع موسم 2017 من الهداف التاريخي "من الجي د أن تسجل خمسة أهداف في مباراتين، هذه احصائية جميلة (...) لكن يتعين عليه مساعدتنا في الموجة الأولى من الضغط، أن يركض كثيرا ويساعدنا بتحركاته. لا يمكن أن نكون مميزين ثم نختفي عندما نخسر الكرة". يجب التذكير بمدى أهمية الانتقال من البطولة الألمانية إلى الإنكليزية. لاعبون آخرون لم يكن قدومهم سلسا إلى البريميرليغ، على غرار كريستيان بوليسيتش، تيمو فيرنر وكاي هافيرتس في تشلسي، أو جايدون سانشو مع مانشستر يونايتد هذا الموسم. وبعد قدومه من أستون فيلا مقابل 120 مليون أورو، احتاج جاك غريليش إلى وقت للتأقلم في موسمه الأو ل مع سيتي بعد بداية بطيئة جدا ، وهو مصير قد يواجهه هالاند. وبرغم تلميح غوارديولا لعدم اجراء انتقالات جذرية، إلا أن خطوطا أخرى بحاجة للتعزيز. رحيل البرازيلي المخضرم فرناندينيو وربما مواطنه المهاجم غابريال جيزوس أو رحيم سترلينغ والألماني إيلكاي غوندوغان ينبغي تعويضه ليبقى سيتي من المنافسين الأقوياء محليا وقاريا .