بعدما فرض نفسه أحد أهم نجوم القارة الأوروبية بأهدافه الغزيرة رغم أعوامه ال21، يقض وضع المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند مضجع فريقه بوروسيا دورتموند الألماني المتلهف للإبقاء عليه وسط طمع أندية كبرى بخدماته. وتعملق النرويجي بتسجيله 76 هدفا في 75 مباراة منذ قدومه الى دورتموند في كانون الثاني/يناير 2020 من ريد بول سالزبورغ النمساوي. ورغم أنه مرتبط بدورتموند حتى 2024، فهناك إمكانية كبيرة لرحيله في 2022 من خلال تفعيل بند في عقده يسمح له بذلك (80 مليون أورو)، ما يثير مخاوف المدير التنفيذي للنادي هانز-يواكيم فاتسكي الذي يريد معرفة ما يخطط له اللاعب ووكيل أعماله مينو رايولا. وزاد قلق فاتسكي وإدارته بعد الذي صدر عن رايولا في وقت سابق من الشهر الحالي حين أفاد بأن أندية مانشستر سيتي الإنكليزي، ريال مدريدوبرشلونة الإسبانيين، والغريم المحلي بايرن ميونيخ قد تكون احدى الوجهات المقبلة لموكله في 2022. وكشف رايولا لاذاعة "سبورت1" الألمانية بان "ثمة فرصة كبيرة ان يغادر إرلينغ" في نهاية الموسم الحالي، وأردف "ربما الصيف المقبل او الصيف الذي يليه". وتابع "يستطيع ان يخطو الخطوة التالية. بايرن، ريال، برشلونة، مانشستر سيتي هي اندية يستطيع الانتقال اليها". واوضح "كنا ندرك تماما لدى انتقاله الى دورتموند بأن هذه الخطوة ستأتي". وأكد رايولا بأنه سيجلس مع مسؤولي دورتموند في الاشهر المقبلة للحديث عن هذا الأمر "سندلي بآرائنا حول هذا الموضوع وسيبادلوننا هذا الأمر". بالنسبة لفاتسكه، الأمور واضحة "يجب ألا ننتظر حتى آذار/مارس أو نيسان/أبريل لمعرفة القرار" بحسب ما أفاد مؤخرا ، مشددا "سنتحدث في الأسابيع القليلة المقبلة". أما النجم الكبير الأخر الأرجنتيني ليونيل ميسي، فاحتاج الى 40 مباراة. وعندما كان في نفس عمر هالاند (21 عاما وستة أشهر)، لم يكن رونالدو قد افتتح باكورة أهدافه في المسابقة والتي وصلت حتى الآن الى 140 هدفا . استنادا الى سوق الانتقالات، يبدو هالاند الأكثر استقطابا للأندية الكبرى بجانب نجم باريس سان جرمان الفرنسي كيليان مبابي. وكان برشلونة سباقا في محاولة معرفة وضع النجم النروجي بعدما التقى رئيسه جوان لابورطا برايولا للبحث في الموضوع. بالنسبة للعملاق البافاري بايرن الذي اعتاد خطف أفضل المواهب من منافسيه المحليين، على غرار هدافه الحالي البولوني روبرت ليفاندوفسكي الذي برز أولا مع دورتموند قبل الانتقال الى "أليانز أرينا"، فالأمور محسومة فهو لن يضم هالاند بحسب ما أفاد رئيسه هربرت هاينر قبل عيد الميلاد "لأننا نملك روبرت لفياندوفسكي". وفقا المعلومات الرسمية القادمة من دورتموند "كل ما أعرفه هو أن ريال مدريد مهتم جدا به" بحسب ما أفاد مؤخرا فاتسكي، لكنه أضاف "بإمكاني أيضا أن أسمي 25 ناديا اخر". لقد تجاهل دورتموند التكهنات المستمرة، وقال مدربه ماركو روزه إنه "اعتدنا على ذلك، أحيانا أكثر وأحيانا أقل"، مضيفا "نحن نأخذ الأمور كما هي". مع ابتعاد هالاند عن الفريق بسبب إصابة في الفخذ، أقصي دورتموند من عصبة أبطال أوروبا، ما يؤكد أهمية اللاعب الذي يمنح الفريق المزيد من الثقة عندما يكون على أرض الملعب. لم تكن نهاية العام جيدة بالنسبة لهالاند وفريقه، إذ سقط دورتموند أمام هرطا برلين 2-3 قبل العطلة الشتوية، ما جعله متخلفا خلف بايرن بفارق تسع نقاط في ترتيب البطولة. وتحسبا لإمكانية رحيل هالاند، حاول دورتموند تأمين البديل من خلال التعاقد مع الهولندي دونييل مالين الذي بدأ يجد نفسه في الفريق بعد بداية بطيئة منذ انضمامه اليه من أيندهوفن. سيكون على مالين التفوق على نفسه من أجل الاقتراب من مكانة هالاند الذي بدأ تحطيم الأرقام القياسي منذ مغادرته النروج في الثامنة عشرة من عمره للانضمام الى ريد بول سالزبورغ عام 2019. ففي أول مشاركة له في عصبة أبطال أوروبا، سجل النروجي ثلاثية قاد بها سالزبورغ للفوز على غنك البلجيكي 6-2، في طريقه لإنهاء دور المجموعات بثمانية أهداف خلال موسم 2019-2020. وبعدما سجل 29 هدفا في 27 مباراة خاضها مع سالزبورغ، حصل دورتموند على خدماته مقابل 20 مليون أورو فقط، متفوقا في السباق على يوفنتوس الإيطالي الذي تردد في ضم النرويجي. أظهر ابن ال19 عاما أن دورتموند كان محقا في الرهان عليه، بعدما أصبح أول لاعب في تاريخ البطولة الألمانية يسجل ثلاثية كبديل في أول ظهور له في كانون الثاني/يناير 2020. ورد هالاند على تهنئة المدير الرياضي لدورتموند مايكل تسورك، بالقول "لهذا السبب تعاقدتم معي". وسجل هالاند منذ حينها 53 هدفا في 54 مباراة خاضها في الدوري الألماني، فيما وصل عدد أهدافه في عصبة الأبطال الى 23 في 20 مباراة بألوان دورتموند وسالزبورغ. بسلوك المحارب وتفانيه في العمل، استحق هالاند احترام زملائه في الفريق، بينهم الجناح يوليان برانت الذي اعتبره بمثابة "آلة". لقد أثبت أنه قادر على صناعة الأهداف الى جانب تسجيلها، وذلك بتحقيقه تسع تمريرات حاسمة هذا الموسم. ومع ذلك ، فإن أحد ألمع المواهب على هذا الكوكب لن يلعب في كأس العالم 2022، بعدما أدت هزيمة النروج أمام هولندا في أواخر تشرين الأول/أكتوبر بغياب هالاند المصاب، الى حرمان المنتخب الاسكندنافي من فرصة التأهل الى المونديال القطري.