عدت للمغرب الفاسي بلا شروط نملك شخصية البطل والتتويج سيكون له طعم خاص عندي مع شقيقي عبدالهادي المنافسة قصة لها شكل مختلف سعيد بمشواري الإحترافي وبكل الروائع التي حملتني للسجلات الذهبية أشياء كثيرة تغيرت بالبطولة والماص فارس راهنوا عليه
بغض النظر عن الموهبة هناك الأخلاق الرفيعة، وحين يجتمع الإثنان فهو الإقتراب من درجات الكمال بكل تأكيد، ليس طارق وحده من يحمل هذه الخصال من داخل أسرة السكتيوي، كل الذين اختاروا كرة القدم أو الرياضة هواية لهم أو حتى الذين تفرعوا في شعاب أخرى يحملون نفس الخصال. إنتظرناه لغاية اللحظة الحاسمة التي دون من خلالها أجمل بداية رفقة النمور الفريق الأم، توقيعان أكدا أن المعدن الأصيل لا يصدأ بالمطلق. هو من حول الشك أمام كراكي البينيني لواقع،وهو من جعل الجمهور الفاسي يتغنى بروائعه الانطولوجية من الفيلودروم لملعب الحسن الثاني.لاعب صاحب حلول وملهم في الاوقات الصعبة. تابعوا حوارا مع النجم الأول للمغرب الفاسي، السكتيوي ذلك الطارق للقلوب بلا استئذان، والفنان الذي يرسم بكل الألوان. - المنتخب: إنتظرناك لغاية اللحظة التي تقدم من خلالها أوراق إعتماد العودة وكانت إيجابية أمام كراكي، هل هو العطش للعب من حفزك؟ طارق السكتيوي: شكرا على الإستضافة، أكيد وبطبعي لست من الأشخاص الذين يستعجلون قدرهم.لقد غبت لفترة ناهزت السنة عن الممارسة وهو شيء غير سهل على الإطلاق، وإذا انضاف لها المدة التي تغيبت بداعي الإكراه الشكلي الذي حال دون ظهوري فهي بكل تأكيد فترة مؤثرة على مسار أي لاعب كيفما كانت جاهزيته وتنافسيته. شغف كبير هو من حركني وهو من كان يحفزني لتقديم الأفضل والحمد لله لم يخب ظني. - المنتخب: هدفان أعتبرهما شخصيا حاسمان على اعتبار حجم التظاهرة، هل هو الديكليك الذي يبحث عنه طارق؟ طارق السكتيوي: لا، الأمور لا توزن بهذا الشكل عندي ، عودتي لم أضعها من أجل كسب رهانات فردية بقدر ما كانت الغاية هي تقديم المساعدة للفريق الذي قدمني للجمهور المغربي، طوال مسيرتي وأنا مقيد بالجماعية والإنتصار للأداء الجماعي بعيدا عن الإنجازات الفردية وهذا سلوك يعرفه الجميع، لذلك سعادتي تكون بالغة ومضاعفة حين ينجح المغرب الفاسي ككت لة واحدة، لا حين يتميز طارق ببصمة لوحده. - المنتخب: طالعنا بعضا من فصول عودتك والأريحية التي ميزت تعاقدك مع الفريق، هل لك أن تؤكد كل ما راج حينها؟ طارق السكتيوي: بالفعل كل ما قيل كان صحيحا ولا أريد أن أستحضر الملابسات اليوم لأنها من صميم العشق والحب الطبيعي للفريق الذي كان صاحب فضل علي. لم أشأ وضع أية تعقيدات كل ما كان يهمني وما يزال كذلك هو رغبتي الكبيرة في تقديم كل ما أملك للماص ووضع خبرتي المتواضعة رهن إشارة اللاعبين الحاليين الذين يحذوهم هدف استعادة بعض من أمس خالد للفريق وأمجاده. - المنتخب: قبل أن أطوي معك صفحة الهدفين المسجلين أمام كراكي البينيني، هل كانت هناك من رسالة كنت تود تمريرها عبر أدائك الكبير في المباراة؟ طارق السكتيوي: رسالتي الوحيدة كانت لجمهور المغرب الفاسي على أنه ينبغي أن يثق في فريقه وأن يقف خلف ظهره في الظرف الحالي الذي اقترب من خلاله من تحقيق أشياء جميلة.. أعتقد أنها فترة طويلة لم يتسن لنا مشاهدة فريق بمثل هذه المواصفات ولم يكن قريبا جدا من لقب ما كما هو الوضع الحالي، بتجربتي المتواضعة خاصة في النزالات ذات الطابع الإفريقي حرصت على ألا يتسرب الشك للاعبين في لحظة كانت المباراة متعادلة، هذا ملخص الحكاية. - المنتخب: كان من المفروض أن تكون عودتك مع بداية الموسم قبل أن يتأخر الظهور، ألم تتأثر بهذا الإكراه؟ طارق السكتيوي: من الممكن أن يكون ما تقوله صحيحا، لكن اللاعب خاصة المحترف يجب عليه أن يتكيف مع أي وضع كيفما كانت حجم الإكراهات التي يطرحها، وحجم الصعوبات بالنسبة لي لم تكن في المدة التي تغيبت من خلالها وإنما المدة التي سبقتها والتي قدرت بنحو سنة انضافت لها أربعة أشهر الماضية وهو ما جعلني مطالبا بالحرص على مضاعفة الإيقاع والإعداد على اعتبار أن التنافسية في المباريات مختلفة مهما كان حجم التهيئ، لكن الحمد لله لم أخرج طيلة الفترة الماضية من أجواء المجموعة وكان ذلك بفائدة كبيرة علي وبالتالي حجم التأثير لم يكن بالكبير. - المنتخب: لاعب من طينة السكتيوي الذي مارس على أعلى المستويات بالإحتراف،أي رهان بالبطولة يشفي غليله ويبرر عودته؟ طارق السكتيوي: بداية لقد كنت حاضرا حتى ولم ألعب المباراة النهائية لكأس العرش والفريق كان مرشحا بارزا للتتويج لولا بعض الأخطاء البسيطة والهفوات التي استوعبها اللاعبون بشكل جيد بعد ذلك، وحاليا نحن في رواق جيد للغاية للمنافسة على لقب البطولة ونخوض تحديا قاريا لا أظنه مستحيلا بحكم الفرديات والخامات التي نتوفر عليها، وأملي كبير جدا في أن يكون التتويج أولا بلقب البطولة هو مسك الختام، هذا ليس رهاني وحدي ولا هو من سيشفي غليلي لأن كل فاس وعشاق المغرب الفاسي يثوقون لهذا التوقيع الرائع. - المنتخب: لكن بالنسبة لك الأمر مختلف حسبما أعتقد؟ طارق السكتيوي: من الممكن أن يكون ما تقوله صحيحا وأنا فهمت القصد الذي ترمي له، بالفعل سيكون لعودتي عبر بوابة لقب للبطولة وأنا الذي لم أتحصل عليه في بداياتي بمثابة المكافأة الجميلة للوفاء للألوان، كما سيكون بمثابة مكافأة للنوايا وصدقها. - المنتخب: لنتحدث عن المنافسة على لقب البطولة، كيف تتعايش مع الصراع الثنائي المتوقع حدوثه مع شقيقك عبدالهادي الذي يوقع على مسيرة أكثر من رائعة بآسفي؟ طارق السكتيوي: لا أظن أن المنافسة ستأخذ هذا الطابع الثنائي بحكم قوة بقية المتنافسين وأخص بالذكر الرجاء والوداد ثم أولمبيك خريبكة، لكن بخصوص شقيقي الذي أكن له كامل التقدير والإحترام على أشياء كثيرة بعيدة كل البعد عن الإطار الرياضي ومرتبطة بتأثيره الكبير على شخصيتي، فإني أظن أنها ستكون منافسة بطعم خاص وخاص جدا، وهي قصة سنروي سويا فصولها خارج المستطيل الأخضر، وبذات القدر الذي أتمنى أن يحالفه التوفيق فإني بدوري أتمنى نهاية سعيدة لفريقي. - المنتخب: ما الذي لمسته كمتغير في بطولة أكيد أنها إختلفت عن التي عرفتها في بداياتك؟ طارق السكتيوي: أكيد أن أشياء كثيرة تغيرت في البطولة الوطنية وللأفضل بطبيعة الحال، هناك توجه نحو الإحتراف وبوادره بدأت تظهر للعيان، أظن أن اللاعبين أصبحوا يمارسون في ظل ظروف تحفظ الكرامة على أقل تقدير بخلاف السابق الذي شهد مرور العديد من الوجوه الكبيرة في جنح الظلام، هناك ملاعب بجودة عالية وارتقاء كبير على مستوى الدعم والمناصرة والعزف بالمدرجات، أظن أن هذه الأشياء إيجابية ومن الممكن أن يكون لها انعكاسها الطيب على كرة القدم الوطنية. المنتخب: لكن ما شاهدناه مع المنتخب الوطني كان العكس، تراجع كبير وتقهقر على صعيد النتائج المحققة؟ طارق السكتيوي: كان هناك تداخل لمجموعة من العوامل ويضيق المجال لحصرها، بل من الأفضل في هذا الظرف الحالي التغاضي عليها بحكم أن هناك بوادر للإنتعاشة..ومع ذلك ما زلت متشبثا بالقول على أن حظا عاثرا وقف في طريقنا خلال الفترة السابقة وهو ما زاد الأمور تعقيدا. - المنتخب: هل تتطلع لفتح صفحة جديدة بالفريق الوطني عبر بوابة المحليين؟ طارق السكتيوي: أكاد أجزم لك برأيي على أن عودتي للبطولة لا ولم تحمل من النوايا التي تجعلني أضع المنتخب الوطني أمامي، لا أقول طويت الصفحة بقدر ما أنني كنت رمزا لجيل قدم كل يملك للأسود ولكل زمان رجاله. شيء جيد أن ينتبه السيد غيرتس للاعبي البطولة من أجل التحفيز على مردود أفضل، لكني صدقا لا أضع نصب عيني هدفا كهذا.. أتمنى صادقا أن تسجل هذه الشهادة كما أدونها، لقد جايلت الفريق الوطني في حقب مختلفة وعايشت عددا من أسمائه وكان منتهى الفخر أن أكون واحدا من الذين دافعوا على العلم الوطني في محافل مختلفة.أتمنى للاعبي الجيل الحالي كامل التوفيق في مسعاهم أما إذا ما حالفني التوفيق في مناسبة أخرى وشملتني الدعوة، فهو بلدي الذي غمرني بالفضل ويستحيل أن أدير ظهري إليه، منتهى الفخر أن أوضع ضمن قائمة الإهتمامات، وكلما رنَّ هاتف الدعوة فالأكيد هي إشارة باعثة على الشعور بالتقدير. - المنتخب: كيف تجد المنتخب الوطني على ضوء النقلة الحالية، وكذلك المتغيرات الكبيرة التي حصلت على هيكلته؟ طارق السكتيوي: الإنجازات والنتائج هي من ستحاكم كل واحد في نهاية المطاف هذا ما تعلمته في مساري المتواضع،من الممكن أن تكون الإشارات الحالية جد مطمئنة وتبشر بالخير، لكن التجربة كما قلت لك علمتني ضرورة الحرص وعدم التفريط في التفاؤل، ثانيا الهيكل الذي يشكل الأسود حاليا سبق لي وأن جاورتهم وقلت لك أن الموهبة لا تنقصهم ولا حتى الإرادة ، هي أشياء تكالبت على الأسود ومنها سوء الحظ الذي كان حاسما في كثير من اللحظات. - المنتخب: مشوار إحترافي ثري للغاية، هل أنت سعيد بكل الذي أنجزته طوال سنوات الغربة الكثيرة التي قضيتها بالخارج؟ طارق السكتيوي: الحمد لله على كل حال ورضائي نابع أصلا من التربية التي نشأت عليها وهي القناعة التي ترسخت كمبدأ في حياتنا الخاصة، كانت تجارب في غاية الروعة وأدخلتنا دائرة العالمية بخوض أمهات المسابقات خاصة بأوروبا، إذ تبقى لحظات خالدة أجد متعة بين الحين والآخر في استحضارها حين يكون الوقت مناسبا.. رفقة بورطو وأيضا المربع الذهبي الذي بلغته رفقة ألكمار في كأس الإتحاد الأوروبي يبقيان من أكثر اللحظات جاذبية في مشوار لم أكن أدرك قيمته الفعلية إلا بعد أن عدت للمغرب وتقدم بنا السن للأمام، الحمد لله كان مشوارا ملبيا لطموحاتي. - المنتخب: هل تحاول نقل بعض من دروس الإصرار لاعبي المغرب الفاسي؟وما دورك في حالات الإنفلات التي من الممكن أن يتورط فيها لاعب ما مثل ما حدث مع بورزوق؟ طارق السكتيوي: سأجيبك على السؤال الثاني كي ننهي حالة من البوليميك لا أفضلها بالمطلق داخل فريقي لأني أراها من دواعي الفتنة، وهي كون بورزوق لاعب خلوق ومنضبط وعلى درجة كبيرة من الإلتزام، لذلك ألتمس تركه وشأنه والأمور حسمت.. الشق الأول أقول عنه أني هنا لمد يد المساعدة كأخ أو صديق لبقية الزملاء والتأكيد لهم على أنه لكل مجتهد نصيب. - المنتخب: مساحة نتركها للاعب السكتيوي لاستحضار ما غاب عن هذا الحوار؟ طارق السكتيوي: أتمنى من لاعبي المغرب الفاسي الإستمتاع بكل لحظة يلعبون فيها وسيجدون في نهاية المطاف الأمور وقد سارت على النحو الذي يرضيهم.. أتمنى أيضا أن تكلل كل جهودنا بالتوفيق والنجاح إن شاء الله وأقول أن السكتيوي كان لا بد وأن يستحضر أولى إطلالاته بالفريق كي يعود له بالشكل الذي عاينه الجميع.. سعادتي كبيرة بالأجواء الحالية وأيضا بالمناخ الذي هيأه أمامي الجميع.. الماص يملك شخصية البطل ولو أهدينا جمهوره لقبا سيكون الأمر رائعا للغاية.