عاد الرجاء البيضاوي من رحلته إلى السنغال بتعادل ثمين بعدما أنهى مباراته أمام تونغيت برسم ذهاب الدور الثاني المؤدي إلى منافسات دور المجموعات بعصبة أبطال إفريقيا بالتعادل السلبي من دون أهداف. النسور استثمروا خبرتهم الكبيرة قاريا، بشكل مثالي خلال مواجهة مضيفهم تونغيت، فظهروا بشكل جيد خلال الشوط الأول وقدموا أداء يليق بسمعتهم أبطالا للبطولة الوطنية، ويليق بسمعتهم أيضا كمنافسين أقوياء استطاعوا أن يلعبوا أدوار طلائعية في النسخة الماضية من ذات المسابقة عندما بلغوا دور نصف النهائي. ورغم المحاولات التي كان يقوم بها الفريق السنغالي على مستوى البناء وصناعة الانطلاقات بحثا عن المباغتة خلال هذا الشوط.. إلا أن الرجاء ظل متماسك الخطوط وصاحب انتشار جيد، إذ عرف كيف يحافظ على لاعبيه في تملك كل مساحات الملعب، كما أنه أظهر تماسكه الدفاعي لذلك لم تكن تشكل عليه محاولات الفريق السنغالي الكثير من الخطورة. وما كان يعيب الرجاء أحيانا خلال الشوط الأول هو تسرع لاعبيه عند المضادات الهجومية فكانت كرتهم تضيع على مشارف مربع عمليات الخصم لترتد ضدهم سريعا. لكن في نهاية المطاف خرج النسور من الشوط الأول بالتعادل السلبي من دون أهداف. والحقيقة أن الرجاء لم يواجه تونغيت الفريق العنيد فقط، ولكنه واجه أيضا سوء أرضية الملعب التي لا يمكن أن يلعب فيها كرة سلسة وسهلة وبتمريراته الدقيقة المعهودة، لذلك كان عليه أن يحذر كثيرا خلال تمرير الكرات وخلال الركض وأيضا خلال التدخلات! وخلال الشوط الثاني لم تتغير الأمور كثيرا بالرغم من التغييران اللذان قام بهما الرجاء بعد ربع ساعة تقريبا من انطلاقه، ثم تغيير اضطراري ثالث بسبب الإصابة، إذ استمر النسور في محاولاتهم الهجومية عبر المضادات التي كانت عقيمة وكانت تتأثر في المقام الأول بسوء أرضية الملعب.. كما أن تونغيت لم يكن يشكل الخطورة المرعبة أوالمقلقة جدا على منطقة الرجاء، وكانت الورقة التقنية الأخيرة التي اعتمد عليها المدرب جمال السلامي هي اعتماده على محمود بنحليب خلال الأنفاس الأخيرة من المباراة، لعله يأتي للرجاء بما عجز عنه الفريق طيلة دقائق المباراة.. لكن ظل البياض سيد الموقف لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي وهي نتيجة في صالح النسور. ويجب الاعتراف أن الرجاء بغض النظر عن تاريخه مع المسابقة القارية، وبغض النظر عن موقعه في البطولة المحلية، مقارنة مع موقع الفريق السنغالي قاريا ومحليا.. فإن النسور يتقدمون كثيرا على فريق تونغيت خصوصا من حيث الاستعداد البدني والنفسي، إذ لعبوا 4 جولات حتى الآن في البطولة الوطنية منحتهم الكثير من التنافس الاحتكاك والحماس.. فيما لم تنطلق البطولة السنغالية بعد، ومازال فريق تونغيت لم يصل إلى ذروة استعداداته للموسم الجديد اللهم الإستعدادات التي قام بها لخوض ذهاب وإياب الدور التمهيدي الذي كسبه على حساب أرمد فورس الغامبي، قبل مواجهة الرجاء في الدور الإقصائي الثاني.