الهزيمة التي تعرض لها الرجاء البيضاوي بميدانه أمام اتحاد طنجة، فرملة المسار الجيد النسور الذي حقق هذا بعد إستئناف منافسات البطولة من جديد شهر يوليوز الماضي، وأصبح الفريق مهددا بفقدان الصدارة التي نجح في إعتلائها، بعدما عرف كيف يتعامل مع ضغط المباريات المؤجلة، وسيواجه النسور ما تبقى من الدورات تحت شعار ممنوع الخطأ. الصدمة كانت قوية الهزيمة التي تعرض لها الرجاء البيضاوي، مساء يوم الأربعاء الماضي بعقر الدار أمام ضيفه اتحاد طنجة، شكلت صدمة كبيرة للجماهير الرجاوية التي تراهن على النسور لتحقيق انتصار جديد، من أجل التحليق عاليا في الصدارة وتوسيع الفارق عن أقرب المطاردين في انتظار ما ستسفره عليه نتائج المباريات المؤجلة لتحديد الترتيب النهائي. وما زاد من سخط و إستياء الجماهير الرجاوية على هذه الهزيمة، الأداء الباهث الذي قدمه النسور خلال المواجهة والأخطاء التقنية التي ارتكبها الطاقم التقني لتصحيح النهج التكتيكي الذي لعب به ليكون أكثر فعالية، واعتبرت أن المشوار الموفق الذي حققه الفريق منذ استئناف نشاط البطولة، تكسر بعد هذه النتيجة غير المنتظرة أمام فارس البوغاز الجريح في أسفل الترتيب والذي يفتقد لاعبوه للتنافسية. التنافسية ليست معيارا اشد المتشائمين الرجاويين، لم يكونوا يتوقعون أن يتعرض فريقهم لهذه الكبوة بعقر الدار، ولا أحد كان ينتظر الصورة التي ظهر بها لاعبو اتحاد طنجة، في مواجهة فريق استعاد كامل تنافسيته التي افتقدها خلال فترة توقف الأنشطة الرياضية بسبب فيروس كورونا. فقمة المتناقضات التي تجمع بين فريق متصدر وفريق يتديل الترتيب ومهدد بالنزول، وبين فريق لعب ست مباريات رسمية وفريق افتقد لاعبون لأجواء التنافسية لأزيد من خمسة شهور، وبين فريق حافظ على وثيرة تداريبه، و انتقل بسلاسة من التداريب المنزلية الى التداريب الجماعية لإعداد جيد قبل استئناف منافسات البطولة الاحترافية. و بين فريق تعرض جل لاعبيه للإصابة بفيروس كورونا فرضت عليهم الإنقطاع عن التداريب و متابعة البرتكول العلاجي لإستعادة عافيتهم. كل ما سلف ذكره شكل حافزا معنويا للزوار للعودة بنتيجة إيجابية، ومواجهة المتصدر بنفس الحماس والروح المعنوية العالية التي واجهوا بها الإصابة بفيروس كورونا، فيما أثرت سلبا على النسور الذين إعتقدوا انهم سيواجهون فريق متفكك الخطوط، وأن لاعبيه لن يستطيعوا مجاراة الإيقاع الذي سيلعبون به لافتقادهم لأجواء التنافسية لفترة طويلة، فكانت الرغبة و الطموح، الفيصل في تحديد نتيجة المواجهة. الصدارة على كف عفريت بعدما ضيع النسور ثلاث نقاط غالية بالميدان، أصبحت صدارتهم على كف عفريت و منحوا الفرصة لمطارديهم بتجاوزهم وتقليص الفارق الذي كان يفصلهم عن الفرق التي تشكل طابور المطاردة، وتعتبر الجماهير الرجاوية أن هذه النقاط الثلاث، سيندم عليها النسور كثيرا في نهاية الموسم بعدما أضاعوها. بعد هذه الهزيمة، أصبحت حظوظ الوداد البيضاوي قوية لإستعادة صدارته باعتباره يتوفر على خمس مباريات مؤجلة في حين يتوفر الخضر على ثلاث مباريات مؤجلة. وستظل مباراة الديربي الفيصل بين الفريقين لحسم لقب بطولة الموسم الحالي، وتحديد معالم الفريق الاكثر حظوظا للتتويج بالدرع. الخطأ ممنوع الهزيمة أمام اتحاد طنجة، جعلت لاعبي الرجاء البيضاوي يستنفدون رصيدهم من الاخطاء، والتي أصبحت ممنوع عنهم ارتكبها خلال المباريات القادمة، من أجل استكمال مشوار البحث عن اللقب الذي غاب عن خزانة الفريق خلال الست مواسم الماضية. فجمع أكبر عدد من النقاط، يبقى السبيل الوحيد لتحقيق مطلب الجماهير الرجاوية لإستعادة عرش الكرة المغربية، والتفرغ لمنافستي عصبة الأبطال الإفريقية وكأس محمد السادس للأندية الأبطال العرب. تصحيح المسار ستكون المواجهة التي تنتظر الفريق الأخضر مساء بعد غد الأربعاء أمام سريع وادي زم برسم مؤجل الدورة 22، فرصة النسور للبحث عن التوازن الذي افتقدوه خلال آخر مواجهة واستعادة نغمة الإنتصارات وتجاوز مخلفات الكبوة الأخيرة أمام اتحاد طنجة. الطاقم التقني أصبح مطالب بإعادة ترتيب أوراقه وتصحيح الأخطاء التي سقط فيها النسور لتجاوزها خلال ما تبقى من مباريات مصيرية قبل إسدال الستار على منافسات بطولة الموسم الحالي، وإعداد المجموعة لمواجهة كل العراقيل والصعوبات التي ستواجهها من أجل البحث عن المزيد من النتائج الإيجابية، للحفاظ على الصدارة حتى آخر دورة للصعود منصة التتويج والإحتفال بدرع البطولة الإحترافية.