لفت أدم نفاتي الأنظار إليه، بتألقه في خط هجوم مولودية وجدة، لينال إشادة واسعة، جعلته من ألمع نجوم البطولة هذا الموسم، في الوقت الذي تسلح خريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، بالعزيمة والصبر، ليحط الرحال بعاصمة الشرق، متسلحا بتجارب كشف ل«المنتخب» أنه إستفاد منها. نفاتي تحدث عن حضوره مع مولودية وجدة، ونبش في دفتر ماضيه الكروي، ليعرج على رؤيته للمستقبل، وطموحاته المقبلة، في حوار أكد من خلاله أنه يحلم بالعودة لأوروبا من جديد، معبرا عن فخره بحمل ألوان الفريق الوجدي. المنتخب: بعد إنهاء مسار تكوينك داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، رحلت صوب ليل الفرنسي، لكنك لم تستمر طويلا معه، ما السبب الذي جعل أدم يعود للمغرب، ويترك الإحتراف الأوروبي؟ أدم نفاتي: بعدما أنهيت التكوين داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، إلتحق بنادي ليل الفرنسي، وكان طموحي كبيرا في الظهور يوما في «الليغ1» الفرنسية، لكن للأسف لم أتمكن من الإنضباط مع الأجواء هناك، لأني غادرت صوب فرنسا وأنا صغير السن. كنت مستئنسا بدفئ محيطي العائلي، وفي رمشة عين وجدت نفسي أعيش أجواء لم أتعود عليها، لذلك عدت للمغرب، مباشرة بعدما أنهيت فترة إعارتي، لألحق بالفتح الرباطي، الذي ترعرعت داخله وكنت حريصا على شق مسار ناجح معه. المنتخب: توجت بلقبي البطولة وكأس العرش مع الفتح، أكيد أنك كنت راضيا على العطاء والمردود الذي قدمته مع الفريق الرباطي؟ أدم النفاتي: بالفعل توجت بلقبي البطولة وكأس العرش مع الفتح الرباطي، وخضت مع الفريق منافسة عصبة أبطال إفريقيا، التي لم يكتب لنا الإستمرار فيها، وبعد سنوات قضيتها داخل الفريق، كنت مجبرا على تركه، بعدما أصبحت أجلس في دكة الإحتياط، دون أن يتهم الإهتمام بي. عشت فترة صعبة بمعنويات تحت الصفر، لكنني إستطعت تجاوز كافة الصعاب، وقررت الإنتقال لصفوف أولمبيك خريبكة، حيث صنعت لنفسي إسما خاصا داخل «لوصيكا»، وإستطعت لفت الأنظار كواحد من نجوم البطولة الوطنية. المنتخب: سجلت مع أولمبيك خريبكة 8 أهداف وقدمت 10 تمرريات حاسمة، في موسم واحد، لماذا لم تعش نفس التوهج مع الفتح الذي تربيت داخله؟ أدم نفاتي: ربما المدرب لم يمنحني كامل الفرصة، في إحدى الفترات، رغم أني كنت أستحقها، لكنني إنتقمت لنفسي بأفضل طريقة، وعندما أتيحت لي أول فرصة للإنضمام لأولمبيك خريبكة، قدمت نفسي كلاعب جيد يسجل ويقدم التمريرات الحاسمة، إحترمت قميص الفريق الخريبگي، وحاولت الإشتغال بجدية، مثلما كنت أفعل مع الفتح، لكن وبعيدا عن فريق مدينتي، تحررت أكثر، ونجحت في إستقطاب الأضواء، ما جعل وسائل الإعلام تعود للحديث عني، بالنظر للصورة الإيجابية التي ظهرت عليها، وهو الأمر الذي لم أعشه مع الفتح الذي كنت مجبرا على مغادرته، كي أبحث عن آفاق أرحب. المنتخب: هذا الموسم خطفت الأضواء مع مولودية وجدة، حيث يبرز الفريق كواحد من أفضل الأندية الوطنية، التي تقدم كرة جميلة، ماالسر أدم من وراء صحوة الفريق الوجدي؟ أدم نفاتي: هناك عمل جدي، ومخطط له بطريقة إحترافية، هندس له المدرب عبد الحق بن شيخة، الذي إستطاع تكوين مجموعة منسجمة، تلعب كرة قدم حديثة، تؤمن بالعمل الجماعي، وتستغل النزعة الفردانية في الوقت المناسب. ما وقفت عليه في مدينة وجدة، أن المدرب يقوم بعمله كما يجب، واللاعبون يحترمون عملهم، وكلنا نعمل من أجل هدف واحد، برفقة أعضاء المكتب المسير للفريق الوجدي، والرئيس حيث الذي ضفي لمسة العمل الإحترافي على الفريق، وهو ماجعل النتائج تتحسن في ظرف قياسي. المولودية الوجدية، وقفت في وجه كل الأندية وقدمت مباريات في المستوى، ورغم الأخطاء التي إرتكبت في حقنا من قبل بعض الحكام، لكنا نتواجد في مرتبة أفضل من التي نتواجد فيها حاليا، لكن ومع ماتبقى من دورات البطولة، أرى المولودية قادرة على تحقيق المزيد من المفاجآت. المنتخب: من هو الشخص الذي ساندك، ووقف إلى جانبك حتى إسترجعت كافة مؤهلاتك، ليبرز إسمك بشكل قوي مع مولودية وجدة؟ أدم نفاتي: هو عبد الحق بن شيخة، المدرب والإنسان، والمؤطر الذي يمنح اللاعب كل الثقة، شخصيا أعتز أن يكون مدربي، وفخور بكل يوم أقضيه إلى جانبه، فقد ساعدني كثيرا لأصل ماانا عليه حاليا. الرجل لم يبخل عني بالنصائح، ولكم أن تسألوا فضله على الكثير من لاعبي البطولة، وفضله لن أنساه أبدا، لذلك أحاول جاهدا الحضور بشكل جيد مع الفريق، عرفانا له بالعمل الذي يقوم به، وحرصه على مساعدة كافة لاعبيه، حتى يتمكنوا من تقديم أفضل مايملكون من مؤهلات تقنية وبدنية. المنتخب: تعتبر واحدا من أبرز أجنحة البطولة هذا الموسم، من أين إستمد أدم كل الثقة في النفس، بغض النظر عن المساندة التي وجدتها من المدرب عبد الحق بن شيخة؟ أدم نفاتي: وأنا صغير السن، كنت أتطلع كي أكون لاعبا كبيرا، وبعد المحطات المتنوعة التي خضتها، إستفدت من عدة تجارب، حاولت مع إنتقالي لمولودية وجدة، أن أقدم مباريات أجمع فيها بين الإندفاع البدني والسرعة، وكل مقومات الكرة الحديثة. من أجل التألق في البطولة، ولفت الأنظار يتطلب الأمر نكرانا للذات، وعدم الإكتفاء بالتداريب العادية، فاللاعب الذي يطمح لبلوغ مستويات عالية، ملزم بإضافة أشياء من عنده، وشخصيا لا أرى نفسي نجما، وأمامي عمل كبير يجب أن اقوم به، لمنح مولودية وجدة كل ماقدمه لي هذا الفريق العريق. داخل المولودية وجدت كل الدعم والمساندة، من جماهير الفريق، التي تعشقه حتى النخاع، وأيضا من زملائي اللاعبين الذين يعملون كخلية نحل داخل الملعب، ولا أحد منهم يفكر في نفسه أكثر مايفكر في المجموعة، لذلك أظن بأن الظروف بأكملها كانت مهيأة كي يستطيع سندباد الشرق، تحقيق نتائج جيدة، في إنتظار تكريس التفوق الذي حققه الفريق فيما باقي الدورات. المنتخب: أكيد أن ضمان مشاركة قارية، سيكون الهدف الأسمى في موسم مولودية وجدة؟ أدم نفاتي: مولودية وجدة، يلعب مباراة بمباراة، ولا نريد الضغط على أنفسنا بضرورة ضمان المشاركة في منافسة قارية، بقدر ما نريد مواصلة البصم على أداء جيد، تعود عليه الجمهور الوجدي، وحتى المغربي في مختلف مباريات الفريق، فالعديد من متابعي البطولة، أصبحوا يحرصون على مشاهدة لقاءات المولودية، لما يجدون فيها من متعة. بلوغ المستوى الحالي لمولودية وجدة، ولا لي شخصيا، لايجب أن يصيبنا بالغرور، فالأصعب سيكون في المباريات المقبلة، لذلك يجب علينا الإجتهاد أكثر لمواصلة إسعاد الجمهور الوجدي، الذي ظل يساند الفريق، وحتى مع إستفحال أزمة كورونا، يواصل أنصار الفريق دعم كافة اللاعبين. المنتخب: وماذا عن مستقبلك مع الفريق الوجدي؟ أدم نفاتي: عقدي ينتهي مع مولودية وجدة في يونيو 2021، وأنا سعيد بخوضي هذه التجربة مع الفريق، الذي وجدته نموذجيا، لذلك ناضلت كثيرا كي أمنح الثقة للمسؤولين الذين راهنوا علي، وإستطعت إقناع كل من يدور في فلك مولودية وجدة، بإمكانياتي وقدرتي على مساندة خط هجوم الفريق، مثلما أساعد الوسط، تنفيذا لتعليمات الطاقم التقني، الذي يحرص أن نلعب بطريقة جماعية، تكون فيها نسبة الإستفادة كبيرة من مؤهلات كل لاعب. المنتخب: أعين معظم أندية البطولة، بدأت تترصد نجوم مولودية وجدة، هل يمكن الحديث عن رحيل محتمل لأدم نفاتي؟ أدم نفاتي: شخصيا أركز على إنهاء الموسم على أعلى مستوى، ولا أفكر أبدا في العروض ولا أشغل بها نفسي، أحترم عقدي مع مولودية وجدة، مثلما أحترم مسؤولي هذا الفريق الذين وضعوا في الثقة، ووفروا أمامي ظروف الإشتغال، لذلك سأترك كل الأمور المتعلقة بمستقبلي لغاية نهاية الموسم الجاري، الذي جاء مختلفا عن ما سبق وعشناه، لكن ما أريد التأكيد عليه، هو أننا داخل مولودية وجدة يجب أن نستغل المستوى الذي قدمناه في الدورات الماضية، لنواصل السير بخطة ثابتة في مقدمة الترتيب. وبخصوص مراقبة الأندية لنجوم المولودية، فأعتبره شيئا عاديا فكل الأندية تطمج لتعزيز صفوفها بلاعبين في المستوى، لذلك يرى الكثير من المسؤولين في لاعبي الفريق الوجدي، كافة الميزات للتعاقد مع لاعبين جاهزين، ولا أظن بأن إدارة المولودية ستتخلى عن أبرز عناصرها، خاصة وأنها توفر لهم كل ماقد يجدون داخل أندية أخرى. المنتخب: بعد تجربة ليل الفرنسي، التي خضتها وأنت صغير السن، هل ما زال يحلم أدم بالإحتراف الأوروبي؟ أدم نفاتي: الإحتراف في أوروبا هو الشيء الذي أواصل الإشتغال عليه، بهدوء وتركيز، كي يكون فيما بعد بوابتي مع المنتخب المغربي الأول، الذي سبق وحضرت معه في مباراة واحدة ضد الغابون، على عهد المدرب حسن بنعبيشة، لذلك لن أستسلم وأنا في طريق البحث عن فرصة أخرى، بعد لعبي السابق مع ليل الفرنسي. في عالم كرة القدم دائما ماتحدث مستجدات ومفاجآت، لذلك من الصعب جدا التنبأ بما قد سيحدث في المستقبل، لكن رغم ذلك يجب على اللاعب أن يكون متفائلا، لأن العيش في الإحباط، لن يفيده في شئء. المنتخب: مررت من صفوف كل المنتخبات الوطنية، هل ترى أدم نفسك قادرا على تحمل المسؤولية في حال المناداة عليك لصفوف الفريق الوطني؟ أدم نفاتي: أنا خريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وداخلها تعلمت أن الفرصة في الحياة، وبالأخص في مجال كرة لقدم، لا تعرف اليوم الذي ستطرق فيه بابك، لذلك يجب إستغلالها على أكمل وجه. شخصيا أعمل بجد في التداريب،والحمد لله الإعلام الرياضي المغربي بدأ يتحدث عني بشكل يحفزني على مواصلة عملي بمعنويات مرتفعة، لذلك هدفي المقبل لن سكون سوى المنتخب المغربي، في ظل الإهتمام الذي بات يوليه الناخب الوطني وحيد خليلودزيتش لأبناء البطولة، هذا دون أن أنسى أن التواجد رفقة كتيبة المدرب الحسين عموتا داخل المنتخب المغربي، ستكون أكبر مكافأة لي، لذلك أعود وأكرر بأن العمل الجيد في التداريب، والمستوى الذي يقدمه أي لاعب داخل الملاعب، هو الكفيل أن يقوده لتحقيق أحلامه التي يشتغل من أجلها في الميدان الذي إختاره. المنتخب: في فترة تألقك مع المنتخب المغربي للشبان، جاورت أسماء إستطاعت صناعة أسم لها في البطولة، كبدر بانون، ووليد الكرتي ولاعبين آخرين بالمقابل جاءت فترة إختفىى فيها أدم، قبل أن يعود متوهجا رفقة مولودية وجدة، كيف عشت تلك المرحلة ؟ أدم نفاتي: الحمد لله فخور بمروري رفقة المنتخبات الوطنية، والأسماء التي تحدثت عنها لعبت معي في المنتخب، وواصلت إجتهادها، وتفانت لبلوغ مستواها الحالي، وبالحديث عن مسيرتي، فكما قلت سابقا جاءت فترة قضيتها داخل الفتح الرباطي، كانت شيئا ما صعبة، بعدما فقدت الرسمية، لإختيارات المدرب وليد الركراكي، لكن بعدها جاء الفرج، وأكدت أني تعرضت للحيف في فريقي الأم، الذي أتمنى له بالمناسبة مسارا موفقا في البطولة، لأني ورغم كل شيء لست ناكرا للجميل، بعدما كانت بدايتي رفقة الفريق الرباطي، بحكم أني إبن مدينة الرباط . وبالعودة لزملائي الذي جاورت رفقة المنتخب المغربي للشبان ثم الأولمبي، فأنا سعيد للمستوى الذي وصلوه، وكنت أدرك أن إجتهادهم سيقودهم لتحقيق كل الأشياء التي كان يأملون في بلوغها. المنتخب: أي رسالة توجهها لجماهير مولودية وجدة؟ أدم نفاتي: كلمات الشكر لوحدها لن تكفي الجمهور الوجدي، الذي ساند الفريق منذ بداية البطولة الوطنية، وفي ظل غيابه عن المدرجات سنحاول الإستمرار في تحقيق نتائج جيدة، لأن قلوب كافة ساكنة مدينة وجدة، مع المولودية التي يأمل جميع الناس مشاهدتها في العالي، خاصة بعد الفخر الذي جلبه الفريق هذا الموسم لعاصمة الشرق، بعد الأداء الجيد الذي بصم عليه في مختلف المباريات الوطينة سواء بالملعب الشرفي لمدينة وجدة أو خارجها، حيث كان إجماع هذا الموسم على أن الفريق الوجدي يستحق النتائج التي أدركها، وهو المعطى الذي جعل علاقة اللاعبين بالجماهير جد إيجابية.