هل يستفيد مولودية وجدة من دروس الماضي ؟ عاد مولودية وجدة إلى وضعه الطبيعي بعد أن ضمن مكانا له بالقسم الأول إلى جانب إتحاد طنجة، بعد ست سنوات قضاها بقسم المظاليم، والواقع أن صعود الفريق الوجدي لم يكن مفروشا بالورود بعد عانى الشيء الكثير ومر من فترات فراغ كادت أن تجهض أحلامه، قبل أن يطلع هلال العودة في الدورة الأخيرة. والأكيد أن مولودية وجدة الفريق العريق والذي أنجب مجموعة من اللاعبين المتألقين سيستفيد من أخطائه وسيسعى لتفاديها في المراحل القادمة، لعدم لعب دور المصعد وتثبيت أقدامه في قسم الأضواء. سنوات من العذاب كان موسم 20082009 شاهدا على نزول مولودية وجدة للقسم الثاني بعد سنوات قضاها بالقسم الأول، ورغم أن فارس الشرق عانى في بعض المواسم بالدرجة الأولى إلا أنه سرعان ما نجح في الإبقاء على مكانه في القسم الأول وتفادى شبح الهبوط، غير أن المشاكل الكثيرة التي عاش في موسم نزوله سواء الداخلية أو المالية جعلته يغادر القسم الأول، فكان هذا السقوط تحصيل حاصل لجملة من المشاكل. وطرحت مجموعة من الأسئلة حول مدى قدرة مولودية وجدة على العودة سريعا للقسم الأول بعد نزوله، وساد القلق مكونات الفريق خشية أن يستأنس فارس الشرق بأجواء القسم الثاني على غرار مجموعة من الأندية العريقة التي فشلت في استعادة هيبتها وبقي رهانها محصور في الظل ودون طموح الصعود. متغيرات لا بد أدرك مسؤولو مولودية وجدة أن فريقهم دخل متاهة التراجع بعد أن فشل طيلة السنوات السابقة في العودة للقسم الأول، ورغم أن المسؤولين كانوا يضعون هدف الصعود كل موسم ضمن أهدافهم، إلا أن هذه الأحلام سرعان ما تذهب أدراج الرياح في آخر الموسم، فعوض أن يلعب فارس الشرق على الصعود يجد نفسه ينافس في وسط الترتيب أو لتفادي النزول. وراهن الفريق الوجدي على غرار المواسم السابقة على الصعود فتعاقد مع المدرب حسن أوغني كما جلب الفريق جملة من اللاعبين، رغم أن فعاليات فارس الشرق خشيت أن يتأثر الفريق بكثرة اللاعبين الجدد، خاصة أن منهم من كان لاعبا عاديا في ناديه، وكان هناك إجماع أن تلتئم جل الفعاليات هذا الموسم، حتى لا يضيع الحلم مرة أخرى ويتأجل لموعد لاحق. بداية موفقة أكثر ما كان يقض مضجع مولودية وجدة هي بداية البطولة التي غالبا ما كانت لا تبتسم للفريق، لذلك راهنت فعاليات الفريق تجاوز نحس البداية والبحث عن النتائج الإيجابية مبكرا، باعتبارها السبيل الوحيد من أجل إيجاد الطريق الصحيح وتفادي انتظار الدورات الأخيرة، فسجل فارس الشرق خمسة انتصارات في المباريات الثماني الأولى، وجاءت الحصيلة إيجابية وجد هامة رفعت من معنويات الفريق ككل بل وفتحت الأمل للصعود، ولو أن الفريق الوجدي أدرك أن العبرة في مواصلة السير على نفس النتائج الإيجابية. وتلت هذه المرحلة نتائج غير مستقرة رغم أنه بقي في طابور المقدمة وحافظ على حظوظ الصعود، وساعده في ذلك أن أندية المطاردة لم تستغل فترة الفراغ التي كان يمر منها، ووحده المتصدر اتحاد طنجة كان يحافظ على طريقه الناجح ويقود سفية القسم الثاني باقتدار. ضغط كبير عاش مولودية وجدة ضغطا كبيرا ومتاعب تقنية في الدورات الأخيرة، لدرجة أن الجمهورالوجدي فقد الثقة في بعض فترات البطولة بسبب النتائج السلبية، خاصة في الثلث الأخير، إذ عاش سندباد الشرق ضغطا كبيرا ومطاردة شرسة من أندية المطاردة بعد دخول كل من اتحاد أيت ملول ويوسيفية برشيد وشباب قصبة تادلة بقوة للمنافسة على الصعود، خاصة في المباريات التي أجرى على أرضه، فأضاع فرصا هامة عندما تعادل على أرضه أمام شباب قصبة تادلة ويوسفية برشيد المطاردين المباشرين، قبل أن ينتفض في المبارتين الأخيرتين اللتان كانتا فاصلتين للصعود، عندما فاز في الدورة ما قبل الأخيرة على جمعية سلا بهدف لا شيء، كما سجل نفس النتيجة في الدورة الأخيرة على اتحاد تمارة، وهي المباراة التي منحته بطاقة الصعود ، واستفاد من تعادل يوسفية برشيد وشباب قصبة تادلة بهدف لمثله. ما بعد الصعود؟ هو السؤال المهم والمفروض أن يطرحه المسؤولون عن مولودية وجدة بعد انتهاء نشوة الصعود، إذ سيكون المكتب المسير مطالبا بوضع كل الأسس والتدابير لتفادي الأخطاء السابقة، وخاصة أخطاء مجموعة من الأندية التي ما فئت تلعب دور المصعد في السنوات الأخيرة، لذلك سيكون الفريق الوجدي مطالبا بوضع استراتيجية معقلنة واحترافية لمجابهة الاستحقاقات القادمة. وبجانب المسؤولية التي ستكون ملقاة على عاتق المسؤولين بتدبير المرحلة القادمة بشكل أفضل، فإن الفريق الوجدي سيكون مطالبا بتعزيز صفوفه بلاعبين جدد خاصة أن الفريق عانى هذا الموسم على المستوى التقني ولم يقدم مستوى جيدا على العموم، في إشارة إلى أن فارس الشرق سيكون مطالبا القيام بمجموعة من التدابير تفاديا للأخطاء السابقة ولضمان بقائه في الدرجة الأولى. عبداللطيف أبجاو موعد مع التاريخ تمكن مولودية وجدة من فرض قوته كفريق ينافس من أجل الصعود خلال هذا الموسم، إنجاز ساهمت فيه كل الفعاليات الرياضية بالمدينة بدون استثناء من جمهور ومكتب مسير ولاعبين ومدرب شاب وعد ولم يخلف وعده، بل وكان مع موعد مع التاريخ بالرغم من الصعوبات التي واجهته خلال هذا الموسم واجهها بحكمة وصبر. انجاز المولودية إنتظرته الجماهير المهووسة بحب سندباد الشرق بشغف كبير بعد سبع سنوات، أي بعد الموسم الرياضي 20082009 الذي نزل فيه المولودية إلى القسم الثاني وظل فيه إلى غاية هذا الموسم بعدما ابتسم الحظ في آخر لقاء أجراه أمام جماهيره. المولودية عانى الأمرين لسنوات طويلة، ومر خلالها الفريق بمرحلة فراغ كانت عبارة عن معاناة وإحباطات على جميع المستويات، وهو الفريق العريق الذي فاز بأول كأس للعرش يتم تنظيمه بعد الإستقلال سنة 1957 بعد انتصاره على الوداد البيضاوي، حيث نال بذلك شرف تسليم هذا الكأس من يد جلالة المغفور له محمد الخامس. للتذكير ففارس الشرق كان قد نزل لأول مرة في تاريخه إلى القسم الثاني خلال الموسم الرياضي 19871988، ليعود بعد أربع سنوات للقسم الوطني الأول في موسم 1992-1993، ثم بعد ذلك ينزل للقسم الثاني بعد أربع مواسم وبالضبط في موسم 19981999، ليلعب في القسم الثاني أربع سنوات أخرى قبل أن يعود للقسم الأول في موسم 20032004 إلى غاية موسم 20082009 حيث نزل للقسم الثاني إلى اليوم. وبقي يعاني في قسم المظاليم دون جدوى... وسبق لمولودية وجدة أن أحرز أربع كؤوس للعرش، حيث يعتبر أول فريق، بعد مرور 11 سنة على تأسيسه (مارس 1946)، ينال شرف حمل لقب أول كأس للعرش سنة 1957 بعد انتصاره على الوداد بالدار البيضاء، إضافة إلى إحرازه كؤوس أخرى للعرش في سنوات 1958 و1960 و1962. كما المولودية الوجدية إنجازات أخرى تمثلت في الفوز سنة 1975 بالبطولة الوطنية وبكأس المغرب العربي سنة 1972. دون أن ننسى احتلاله المرتبة الثالثة في دوري كأس محمد الخامس سنة 1975 والمباراة التاريخية التي أجراها آنداك مع إحدى الفرق العتيدة بأوروبا الأمر يتعلق بفريق دينامو كييف ومهاجمها بلوخين. عبدالقادر البدوي بطاقة الفارس المولودية الوجدية: بطاقة الفريق تاريخ التأسيس: 1946 الملعب: المركب الشرفي بوجدة سعته: 35 ألف متفرج رئيس: الفريق خالد بنسارية ألوان الفريق: الأبيض والأخضر العنوان: صندوق البريد 76 وجدة الفاكس: 0536682006 المدرب: حسن أوغني ألقابه: البطولة الوطنية: لقب واحد سنة 1975 كأس العرش: 4 ألقاب (1957 1958 19591962) رؤساء المولودية الوجدية عبر التاريخ بنشيخ من 1946 1948 عبداللطيف السبتي 1948 1949 مصطفى بلهاشمي 1949 1988 عبدالحميد بلحبيب 1989 1992 بلقاسم بنشعو 1988 1989 و19921993 الناجم لهبيل 19931995 عبدالمالك لهبيل 19951996 محمد الكعواشي 19961999 محمد لحمامي 19992011 خالد بنسارية 2011 الى يومنا هذا. رحلة تاريخية مع فارس ضاع منه الجواد 45 سنة مع الكبار ولقب واحد مصطفى بلهاشمي رمز لا يعوض بعد طول إنتظار ظهر الفارس الثاني الذي سيرافق فارس البوغاز إتحاد طنجة، هو طرف ليس بالجديد على قسم الصفوة، بل أكثر من هذا، إذ يعتبر المولودية الوجدية من الأندية التي عمرت طويلا بالقسم الوطني الأول، حيث يوجد في الصف الرابع بمجموع 2424 نقطة، حسب ترتيب جريدة "المنتخب". أشياء من تاريخ المولودية الوجدية تذكرنا بأن فريق عاصمة الشرق تأسس سنة 1946 على يد مجموعة من الوطنيين الذين ساروا على نهج الوداد البيضاوي والفتح الرباطي والمغرب الفاسي، وهي الفرق التي دخلت مضمار التباري على صعيد العصبة التابعة للجامعة الفرنسية في إطار أكبر التحديات التي عرفتها الفترة والتي تميزت بضرورة إدماج عنصرين فرنسيين في المجموعة، وقتها كان المرحوم مصطفى بلهاشمي في سن الممارسة مع المولودية الذي إستفاد وقتها من دعم الوطنيين وكذلك بعض اللاعبين الجزائريين الذين رفضوا المشاركة في عصبة الجزائر التابعة للجامعة الفرنسية، وهكذا لم يعرف المولودية مغبة النزول إلى القسم الثاني وشكل ذلك جهادا أقلق المستعمر الفرنسي. في نفس السياق دخل البطولة الوطنية بعد عملية التصنيف لخلق الأقسام الأربعة معززا بلاعبين من العيار الثقيل، وفي إطار إكتفاء ذاتي حيث لم يلتحق بالفريق الشرفي إلا الأسمر بلعيد الوافد من فريق «الأيستف« المكناسي وبعده وفي وقت لاحق المهاجم التازي ثم الحارس الداي سنة 1960 والذي عوض أصبان. المولودية الوجدية فريق كأس العرش هذه هي الميزة التي علقت بهذا الفريق الذي ركز كثيرا على منافسات كأس العرش، لما لهذه المنافسة من قيمة وطنية قبل الكروية والمجموعة التي بلغت النهاية رفقة الوداد كانت تضم أصبان وهو الحارس السابق لفريق «اليوسا» البيضاوي ثم روسطوي، بوطالب، العربي، بلخير، الكعواشي، المدني، بلعيد، بريزاط (وهو أول لاعب سجل هدفا في النهاية 5657)، وهو فرنسي (صاحب فندق بمارسليا) الصابي وشلال والمدرب كان هو المرحوم بنبراهيم وأول فوز جاء في موسم (5657) وحضره المغفور له الملك محمد الخامس وهو الذي أعطى أوامره بتسليم الكأس لعميد المولودية "المدني" والمبرر هو مسجل الهدف الأول (11) اللقب الثاني كان أمام نفس الفريق، الوداد وهذه المرة بحصة (21)، من توقيع الصابي وشلال وهو جزائري، أما المجموعة التي حققت هذا الفوز فتم ترميمها بكل من كولو، جابري شراكة، حسني، وإلتحقوا بالمغرب فرارا من الحرب، ثالث إنتصار كان على حساب الفتح في موسم (5960) ب(10)، والرابع أمام الكوكب ب (10) وصادف الإحتفال بذكرى 20 غشت 59، وكان ذلك بمثابة القطيعة مع هذه التظاهرة في البحث عن اللقب. هذا اللقب الذي إنتظره الجمهور الوجدي 19 سنة من (56 إلى 1974) وقتها تم استقطاب المدرب المتألق المرحوم محمد العماري الذي وضع أصبعه على إشكالية الفريق الوجدي، حيث بادر إلى عملية تشبيب الفريق وفي نفس الموسم جاء اللقب الموعود، أما المجموعة فضمت الحارس سعيد، فيلالي (2)، مصطفى، فيلالي (1)، السميري، مغفور، حديدي، الطاهر، محمد، بلحيوان، مرزاق، حمدي، وجويها، المدرب هو المرحوم محمد العماري. المولودية الوجدية أكلت حقها من الخبز الأسود وتمثل ذلك في التقهقر الذي عرفه فريق المرحوم مصطفى بلهاشمي، إذ بعد 32 موسما في حضن الكبار ينزل الفريق الوجدي ويشكل كارثة الموسم، خاصة ونحن نعلم أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حاولت دائما تدعيم هذا الفريق الذي يشكل دعامة لحفظ التوازن أمام الضغط الجزائري، أما أسباب هذا التراجع فيعود إلى إختفاء شخصيات لها وزنها وعرفت بالتفاني في دعم المولودية أمثال الناجم وبلهاشمي والكعواشي وأطر أخرى، كما أن مشكل الدراسة الجامعية دفع بالشباب إلى الهجرة حيث وجدنا كل من الإدريسي، والجويط يتدربان مع البريد الرباطي، بسبب الإلتزام الدراسي، نفس الشيء بالنسبة للإطار الكبير الأشهب سفير صاحب الجلالة بروسيا. أول سقطة كانت في نهاية موسم (8788) وبجهد جهيد عاد الفريق في موسم (9293)، بعد أن قضى أربع مواسم في القسم الثاني، سنة 99 شكلت ثاني سقطة. ومدة المهجر أربع مواسم أخرى والعودة كانت سنة (20032004) أما الصمود فلم يتجاوز ست مواسم، حيث نزل الفريق موسم (20082009)، واليوم يعود لاستئناف مشواره الأصلي والحقيقي ضمن فرق البطولة الإحترافية. عبد الجبار والزهراء خالد بنسارية رئيس المولودية: الصعود هدية لساكنة وجدة وفريقنا عاد لمكانته الطبيعية قال خالد بنسارية رئيس مولودية وجدة بأن الصعود طال إنتظاره وأن ساكنة وجدة تستحق هذه الفرحة الكبرى وهذا الإنجاز التاريخي لكون فريقنا كان يسير على السكة الصحيحة، وهذا يعود بالأساس إلى كل مكونات أسرة المولودية من لاعبين وطاقم تقني ومكتب مسير وجماهير وفية إلى جانب الدعم المتواصل من لدن السلطات بالمدينة على رأسها السيد محمد مهيدية والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد إلى جانب المجالس المنتخبة وكذا الفعاليات المهتمة وجمعيات المحبين والأنصار حيث عمل الجميع على أن يكون الرهان في آخر الموسم هو الصعود بعد ست سنوات قضاها الفريق في القسم الوطني الثاني وأكد بنسارية بأن كل مكونات الفريق كانت تراهن على أن يكون هذا الموسم هو آخر موسم بالقسم الثاني. عن الظروف والأجواء التي عاشها المولودية هذا الموسم يقول بنسارية: «الظروف والأجواء الجيدة التي إشتغلنا فيها جميعا بإعتبارنا عائلة واحدة منسجمة متناغمة مكتبا مسيرا وطاقما تقنيا بقيادة الإطار الوطني حسن أوغني الذي أشد على يديه بحرارة لما قدمه للفريق من عمل إحترافي بمعية الطاقم المشتغل معه، وأجواء كهاته جعلتنا نعيش تفاؤلا كبيرا، والحمد لله نجحنا في هذه المهمة التي حققناها عن جدارة وإستحقاق هي مناسبة لا تفوتني دون أن أتقدم بخالص شكري لساكنة مدينة بركان وإلى سلطاتها المحلية وكذا إلى مكتب فريقها برئاسة السيد فوزي لقجع على حسن الإستقبال وكرم الضيافة عندما كنا نستقبل مبارياتنا، كنا جاهزين لهذه المرحلة وقدمنا كل الدعم للاعبين والطاقم التقني والحمد لله بصمنا على موسم ناجح بكل المقاييس عندما حققنا الصعود، شكرا لله على هذه الملحمة التاريخية وهذا الإنجاز الذي أعاد فريقنا لمكانه الطبيعي». ج التويجر حسن أوغني صانع الصعود: الصعود كان مستحقا والإحتفالات أكبر من أن توصف قال حسن أوغني مدرب مولودية وجدة الذي حقق معه الصعود هذا الموسم، بأن يعيش سعادة فائقة وهو يقود فريقا ذي مرجعية تاريخية للصعود، مؤكدا بأن ساكنة وجدة تستحق هذا الإنجاز التاريخي وعودة فريقها لقسم الكبار، وكشف أوغني الذي نجح في مهمته مع المولودية بأنه تعرض للعديد من المضايقات من بعض الجماهير التي شنت هجومات منظمة على اللاعبين أيضا، في الوقت الذي أشاد فيه بالجماهير الوجدية الوفية التي ظلت مساندة للفريق حتى آخر دورة، وبهذا الإنجاز التاريخي للمولودية يكون حسن أوغني قد دخل خانة المدربين الذين يصنعون الإنجازات. المنتخب: ما هو شعورك وأنت تقود فريقك مولودية وجدة للبطولة الإحترافية؟ أوغني: شعوري لن يكون ممزوجا إلا بالفرح الذي أشترك فيه مع كل ساكنة مدينة وجدة التي تستحق أن يكون فريقها في البطولة الإحترافية بعد ست سنوات قضاها في القسم الوطني الثاني، هذا إنجاز تاريخي يتحقق بدعم كل مكونات الفريق وعلى رأسها المكتب المسير الذي يقوده السيد خالد بنسارية الذي قدم لي كل الدعم لقيادة الفريق في ظروف جيدة، فرحتي لا توصف لكوني كنت أحس بحجم المسؤولية الملقاة عليّ خاصة وأنه عندما تعاقدت مع فريق كبير كالمولودية التي شكلت في فترات زمنية فريقا كبيرا بنجوم كبار، كان الرهان الأول هو عودة الفريق لمكانته الطبيعية، وهنا أود أن أقول بأنني أعيش فرحتين فرحة التعاقد مع فريق مرجعي في كرة القدم الوطنية وفرحة الصعود. المنتخب: كان هناك صراع كبير بين مولودية وجدة وشباب قصبة تادلة ثم يوسفية برشيد حول الصعود، كيف عشت اللحظات الأخيرة من هذا السباق؟ أوغني: لا أكتمك السر كون جميع مكونات المولودية كانت تعيش على أعصابها خاصة في الدورة الأخيرة التي كانت حاسمة بالنسبة لنا، إذ كان يجب أن نفوز على إتحاد تمارة وننتظر نتيجة مباراة يوسفية برشيد وشباب قصبة تادلة، الحمد لله حققنا المبتغى وأسعدنا كل الجماهير الوجدية التي تستحق هذا الإنجاز التاريخي الذي طال إنتظاره، صحيح فرطنا في بعض المباريات التي كان يجب أن نحسمها لصالحنا، وأنتم تعرفون الظروف التي كنا نشتغل فيها إذ أن البعض كان يمطرنا بالسب والشتم والهجوم على اللاعبين حتى ونحن نفوز في المباريات، الحمد لله عبرنا هذه الطريق بسلام، وحققنا الصعود الذي كانت تنتظره ساكنة وجدة التاريخية، التي أهديها هذا الإنجاز التاريخي. المنتخب: كيف هيأت اللاعبين لهذه المباراة وكيف تخلصوا من الضغط حتى يحققون الفوز على إتحاد تمارة؟ أوغني: الواقع كان هناك ضغط كبير علينا جميعا خاصة بعد فوز شباب قصبة تادلة في الدورة 29، وأصبح مرشحا للصعود، كان علينا تحضير اللاعبين بعيدا عن ضغط الجمهور، لذلك إشتغلنا طيلة الأسبوع على الرفع من معنويات اللاعبين والتركيز على مباراة إتحاد تمارة بدون الإنشغال على مباراة يوسفية برشيد وشباب قصبة تادلة، علما أن الجمهور الوجدي كان ينتظر منا الصعود حيث كان يرى بأن فريقه الأولى بهذا الإنجاز الكبير. المنتخب: هل كنت تتابع نتيجة مباراة خصومكم وأنت في كرسي الإحتياط؟ أوغني: بطبيعة الحال برغم أنني كنت مركزا على المباراة وتوجيه اللاعبين، بحيث كان مساعدي يخبرونني بين الفينة والأخرى بنتيجة مباراة يوسفية برشيد وشباب قصبة تادلة، بكل صدق كنت على أعصابي، وكل شخص اخر في مكاني لن يكون إلا متعصبا للغاية إنه قدرنا نحن قبيلة المدربين، نعيش الضغط الأعصاب وكل ما قد يراود ذهنك، الحمد لله عبرنا هذه الطريق بسلام، وحقق الله رجاء ساكنة عزيزة على كل المغاربة. المنتخب: كيف عشت أجواء الإحتفالات بعد الصعود؟ أوغني: فرحة لا تتصور، هستيريا وجنون، وعناق وبكاء، وكل شيء، صور لن ينساها التاريخ، وأنا أرى هذه الجماهير تتعانق وترقص وتفرح، أحسست مع نفسي بأنني قدمت لهذه الساكنة إنجازا طال إنتظاره ومن حقها أن تفرح، كل الصور التي كانت أمامي قدمت لي الدليل بأن مولودية وجدة كان مغبونا في القسم الثاني، ومكانته الطبيعية هي البطولة الإحترافية لوجود كل الإمكانيات، والواقع إن صور الإحتفالات كانت رائعة وكل التهاني كانت عميقة، وما أسعدني هو أن جميع الأجيال إنخرطت في هذه الملحمة الكبيرة التي ليس لها أي عنوان، أتمنى أن يواصل الفريق مسيرته دائما مع الكبار. المنتخب: ما هي الحواجز التي إعترضتك خلال هذا الموسم؟ أوغني: تعرفون أننا عانينا من الملعب منذ بداية الموسم، بحيث كنا ملزمين بالتنقل إلى مدينة بركان للإستقبال بها، وهذا ما جعلنا نحرم من المساندة الجماهيرية، هذا كان أكبر عائق بالنسبة لنا، لكن الحمد لله عندما إنتقلنا لوجدة عاد الدفء الجماهيري وكبر الحلم، والواقع كنت أجد كل الدعم من كل موكونات الفريق ومن الرئيس السيد خالد بنسارية الذي أعتبره واحدا من المسيرين الأكفاء والذي وفر لي ولكل طاقم الفريق كل الإمكانيات المادية والمعنوية، إذ أن كل اللاعبين كانوا يتوصلون بكل المستحقات المادية في وقتها، كما لا تفوتني الفرصة دون أن أشكر السيد الوالي محمد مهيدية الرجل الرياضي بإمتياز الذي شكل لنا سندا كبيرا في هذه الرحلة الرائعة بل كان محفزا لتحقيق هذا الرهان. المنتخب: ربما هو سؤال سابق لأوانه هل ستستمر مع مولودية وجدة بعد هذا الإنجاز؟ أوغني: المهم بالنسبة لي أنني نجحت في الرهان المسطر مع المكتب المسير وهو الصعود للبطولة الإحترافية، والحديث عن الإستمرارية سابق لأوانه لكون عقدي إنتهى مع نهاية الموسم الكروي، لكنه قابل للتجديد في حال تحقق الصعود، المهم نحن في لحظة فرح وسعادة بالإنجاز وسيكون هناك لقاء مع المكتب المسير وسنتباحث في الموضوع. المنتخب: لعبت للعديد من الأندية وأشرفت على تدريب بعض الأندية، ما هي الإضافة التي شكلتها لك المولودية الوجدية؟ أوغني: المولودية الوجدية فريق كبير له مرجعية تاريخية ومر منه لاعبون كبار حملوا قميص المنتخب الوطني، كما أنه توج بالعديد من الألقاب، وشرف لي أن أدربه وأحقق معه الصعود، هذه التجربة قدمتني بشكل صريح للجمهور المغربي علما أنني ما زلت في بداية مشواري التدريبي وكل أمنياتي أن أواصل عملي في مجال التدريب، وما ساعدني صراحة على تحقيق هذا الإنجاز هو الدعم الكبير الذي وجدته من كل مكونات الفريق والجمهور والإعلاميين والإمكانيات التي رصدها المكتب المسير، ثم المحيط الذي كنا نشتغل فيه، هذه التجربة شكلت لي إضافة كبيرة في مشواري كمدرب، فالأمر هنا يشبه الإمتحان، إذا نجح الإنسان فإنه يعيش فرحة كبيرة وإذا فشل يصاب بالكآبة، الحمد لله نجحنا جميعا في الإمتحان لأن المولودية لا يجب أن يبقى في هذه الوضعية ومكانه مع الكبار. المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟ أوغني: أشكركم على هذه الإلتفاتة التي شكلت لنا أيضا دعما معنويا كبيرا، وأغتنمها مناسبة لأشكر كل العائلة الوجدية على كرم الضيافة وحسن المعاملة، والواقع عشت موسما رائعا بهذه المدينة المناضلة والمجاهدة، وأشكر اللاعبين الذين ركبوا معي سفينة التحدي والذين تأقلموا مع فلسفتي التقنية، ثم مكونات الفريق من مكتب مسير وعلى رأسه السيد خالد بنسارية، والجمهور الوجدي الأصيل، ثم قدماء اللاعبين، والطاقم التقني والإداري والطبي الذي رافقني طيلة الموسم ووسائل الإعلام، شكرا لوجدة التي منحتني هذا الحب الكبير وهذه الفرحة الكبرى التي لا توصف.