هذا العنوان مستنبط طبعا من الأمثال الشعبية التي تعايشناها وتقاسمناها مع آبائنا وأمهاتنا، ولم تعد اليوم حاضرة في التثقيف والتوجيه الأسري لدى نوعية خاصة من الأجيال المنحلة أخلاقيا أينما حللت بمكان معين، ومضمون هذا المثل أن المخالطة الفعلية للأشرار يكون مآلها الخروج الطبيعي عن مقصود الأخلاق السامية والإنقلاب نحو التيار المعاكس والطريق المخالف، وإذا سقنا هذا المثل الشعبي على وباء كورونا القاتل، يبدو طريقها محمولا بثقل السؤال الكبير حول نتائج المخالطة والاذى المفترض أن يطمس كل القيم الأخلاقية والإنسانية والإحترازية، والدال على أن راهنية الأحداث اليومية التي نشهدها في المعترك الطبي، والأرقام المخيفة والمميتة بشكل تصاعدي، تنبئ على أن الوعي الأخلاقي انحل، والتحسيس أضحى مجرد كلام والعودة الى الحياة الطبيعية هي مجرد نزوة وأكذوبة أثثت لمشهد مخيف. ومنذ أن أعلن المغرب رفع الحجر الصحي، تجيش أكثر المغاربة بفك عقدة البيت والضمير والإكتئاب، وانغمس الجميع في بؤر السلام العفوي والمعانقة المرفوضة (والبوسان وماح ماح) وصارت المخالطة بالعربية و «الخلطة» بالدارجة رذيلة وشيطانية لقتل النفوس البريئة، وأصبح طريقها مصيبة بالعربية و«زغبية» بالدارجة مع هول ارقام الإصابات والوفيات على غير النحو التي كانت عليه في عز سطوة التحسيس والحجر بالقوة، وأن يتضاعف رقم ما قبل الحجر الصحي بالأضعاف في بؤر معروفة من خريطة المغرب، يعني أن لغة التسيب وثقافة نشر العدوى، والتهور الكبير في صناعة الارقام المخيفة أضحت مستهلكة بلا حسيب ولا رقيب، مثلما يعني أن الدولة عندما منحت المغاربة طريق العودة إلى الحياة الطبيعة، فقد منحتهم حريتهم بشروط وقيود لا محيد عنها لإيمانها بقوة العنصر البشري، ولكن عقلية التخاذل المغربي ذكورا وإناثا بالأرقام المسجلة أخلت بهدية الدولة، وأضحى الإنسان المغربي يقتل وينشر عدواه من دون أن يعرف كيف ومتى وأين أصيب ومع من أصيب وتلك هي مفهوم «الطريق الزغبية». وفي مشاهد غريبة، تحمل الكمامات وكأنها موضة بالتناسق، ولا توضع بقوة الغرامة، ولا يخافها المغاربة أينما كانوا سائرين أو واقفين أو في المقاهي، والاسواق والمتاجر ووووو، أما القصد من العناق والقبلات برباعية الدفع بالأحضان والوجه والمصافحة التقليدية والكلام المرشوش بالرذاذ فلا نهي عليها ذكورا وإناثا، مع أن هذا التكريس الأخلاقي المتداول لهذه الطقوس هي أصل الداء أساسا، أكثر من ذلك، عايشنا عيد أضحى مختلف تماما عن سلوكات الوباء، وظهر أن ثقافة بيع الأضاحي لا تقتفي طقوس الإحتراس كما لو أن كورونا مجرد سخافة، بل عند الباعة أن رائحة الخروف ظاهرة صحية أفضل من الكمامة، أليس كل هذا العبث رذيلة صحية؟ وفي فصل مقال العدوى، أليس ما حدث هذه الأيام في العرين الكروي ضربة موجعة للإستهتار عندما أصيبت شرائح مهمة من الفرق بالوباء على الرغم من قوة الإيضاح والإستراتيجية الهادفة إلى اتباع بروطوكول صحي صارم لكل مكونات الفريق، أليست المخالطة العفوية أو التلقائية للمسؤول والتقني واللاعب ضريبة لقتل الضمير مثلما حدث بالراسينغ البيضاوي والمغرب الفاسي وما زال باتحاد طنجة؟ وربما قد يحدث في مكان آخر على الرغم من الإحتراس الصارم والتحليل المياوم لكافة أطياف اللاعبين. طبعا هذه المخالطة الرياضية تأتي عفوية بين اللاعبين، ولكن أصل التلاقي ينبني على اختبارات مسبقة وتحاليل سريعة النتائج للدخول في المعسكر الجماعي بلغة فردية وتدريجية التلاقي، وما حضر حتى الآن من نتائج المباريات المؤجلة يؤسس على منظور أخلاقي كبير في قراءة استباقية للمباريات وبروطوكولاتها الصحية حتى ولو كان لمباراة وداد اتمارة والنادي القنيطري مضمونا سلبيا في معالجة نازلة إيقاف المباراة على نحو إداري وشكوك على الجانب بين الجهات المعنية لنازلة سلامة النادي القنيطري من عدمه ، نموذجا حيا لمشكلة قائمة وسوء تدبير بين الأطراف المعنية، لذلك قلت أننا أمام وقائع حدثت وستحدث لمواجهة الوباء بكل التحديات الكروية وإن كان حاضرها اليوم على درجة عالية من النجاح في المباريات التي جرت بالدرجة الثانية، وأخرى بمؤجلات نظيفة العقل والتدبير في انتظار العودة الى شرعية استكمال البطولة الإحترافية على نحو روحي وجماعي وانتصاري للحياة. نهاية، يقول الراحلون «الخلطة ترذل وطريقها زغبية»، ومعناها من يخالط عديمي الأخلاق، تكون طريقهم قاتلة، وكورونا يجسد هذه المقولة. أطلع الناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش، مساعده الجديد الفرنسي سطيفان جيلي، على كافة تفاصيل العمل الذي قام بها المدرب البوسني، من أجل تجهيز مجموعة متناغمة، لتحقيق الهدف الذي تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم معه من أجله. وحرص خاليلودزيتش مباشرة بعد إنهاء جيلي تفاصيل توقيع عقده مع الجامعة، على تعريفه بكافة الملفات التي يشتغل عليها، وضمنها اللاعبون الذين يراقبهم، والأسماء التي يضعه فيها الثقة، في إنتظار أن يتكلف هو الآخر بمهمة جديدة.