فاتحة للشهية ولحسم حسابات الفواتير بقية الوداد يخطط للهروب بالقطار والرجاء برزنامة من نار وكأنها مقبلات لفتح الشهية تسبق الوجبة الأهم والطبق الرئيسي الدسم.. هذا هو واقع حال المؤجلات التي تراكمت فكانت ذات يوم نقمة وها هي تتحول اليوم لنعمة لبعض الفرق، وقد أمكنها أن ترتاح وتتهيأ كما ينبغي لاستغلال ورقة «الجوكر» المتاحة لديها كما ينبغي.. 9 مؤجلات صاخبة، مباريات تشبه فرنا حارقا في سياقه الزمني «الصيف» وبحساباته السابقة وعديد الفواتير العالقة بين فرق تتباين في أفكارها وطموحاتها وقراءتها لمستقبل البطولة. نحملكم معنا في هذه القراءة التي تمخر عباب هذه المؤجلات وما سيتلاطم على إثرها من أمواج سيسعى البعض لركوبها وسيسعى آخرون لتفاديها كي لا يغرقوا.. فرمان لقجع كانت حكمة بالغة ورؤية فيها من التبصر ومراعاة المنطق وعدل التنافس الشيء الكثير، تلك التي اهتدى إليها فوزي لقجع وهو يبشر المتداخلين في اللعبة باستئناف التباري والعودة للعب مجددا. حكمة تصفية المؤجلات لتقف الفرق جميعها متساوية على أعتاب الثلث المتبقي، وكي تتنافس وقد أمكن كل واحد منها معرفة موقفه الصحيح بالترتيب وما له وما عليه إنجازه. قرار يشبه «الفرمانات» التي لا تقبل استئنافا أو نقضا والجميع باركه لما حمله من تبريرات مقنعة وكون هذه القرارات، ما هي إلا تصحيح لما شاب برمجة هذا الموسم من اختلالات وهزات عنيفة. هروب الوداد سيكون الوداد وهو المتصدر الحالي ب 38 نقطة والطامح ليواصل صدارته، بأن لا يدع مجالا للمتربصين به لاستغلال المؤجلات ليقلقوا راحته، مطالبا بتأمين هذه الصدارة عبر معادلة واحدة لا ثاني لها. إنتصار الوداد في مؤجليه يكفل له هذه الصدارة بأقدام لاعبيه دون انتظار لهدايا من أحد، والأكثر من هذا سيلعب مباراة الموسم ربما أمام نهضة بركان واحد من أشرس ملاحقيه ثم جاره الشرقي الآخر مولودية وجدة. إنتصار الوداد والظفر ب 6 نقاط وسقوط المطاردين مثلا سيسهم في هربة كبيرة للوداد قبل بداية الثلث الثالث، وهو ما يدرك قيمته المدرب غاريدو ولاعبوه الموقنون أن الفوز في المباراتين هو بداية للإبقاء على الدرع للموسم الثاني تواليا في مركب بنجلون. «بونيس النسور» حين تجتمع 4 مباريات لفريق مثل الرجاء له أهداف وطموحات كبيرة هذا الموسم للذهاب بعيدا في الواجهات الثلاث التي يلعب عليها، وتكون 3 مباريات من أصل 4 بالدار البيضاء ولو من دون دفعة أنصاره المعنوية، فإن الأمور تبدو واضحة هو كون السلامي يشبه هذا الفاصل الإستدراكي من المباريات ب «البونيس» الذي ينبغي استغلاله بشكل مثالي إن لم يصل به للصدارة، فعلى الأقل سيقترب منها كثيرا. لذلك سيوضع الرجاء في مقدمة عناوين المؤجلات، أولا لكونه يملك أكبر عدد منها وثانيا لما قد يمثله الفوز فيها من نقلة كبيرة وانعطافة للرجاء في بطولة لم يقدم فيها إشارات الراغب في التتويج سيما لما خاض بعضها بالرديف ولاعبي الإحتياط، ولعل الفرصة سانحة أمام النسور لتدارك ما فات ولو مع صعوبات ضغط البرنامج. سفيرا الكونفدرالية نتحدث هنا عن نهضة بركان وحسنية أكادير ولكليهما مباراتين مؤجلتين، وإن اختلف واقع الحال بين رغبة الفريق البرتقالي في الفوز كي يتصدر أو يحل وصيفا في ظل الرهانات الممكن أن يبلغها، وسعي الغزالة للإنعتاق مؤمنة أن المؤجلين هما هدية من السماء وطوق نجاة لا ينبغي إهداره والتفريط فيه. بل هما مباراتان لاستعادة إيقاع ومتعة اللعب مبارتان لاستعادة التوازن والتحضير ليس لما تبقى من دورات، بل لصدامهما المرتقب في نصف نهائي الكونفدرالية قبل رسم طريق التأهل للنهائي والفوز بالكأس إن شاء الله، لذلك سيوضع الفريقان في اختبارات فعلية لقياس هذه النوايا ومدى جديتها. للبقية حسابات بالتأكيد، لا يمكن تجاهل ولا إسقاط بقية الفرق الأخرى من الحسابات وبدورها لها من الشرعية ما يضعها في صلب الموضوع، بداية بأولمبيك آسفي الذي يحتمي بمؤجل عاصف أمام الرجاء ليتخلص من خطر الهبوط وهو بعيد عنه بنقطتين فقط. ثم نهضة الزمامرة والتي لها مؤجلين، الفوز في واحد منهما سيمكنها على الأقل من التواجد في الصف العاشر ب 26 نقطة، بل إن مؤجلها أمام حسنية أكادير يشبه لقاء سد حارق، مرورا بمؤجل المغرب التطواني الذي يقرأ هذا اللقاء على أنه فرصة للتحرر وضمان البقاء رسميا وإن كان المنافس إسمه الرجاء ثم مولودية وجدة الذي سيرسم له مؤجل الوداد خارطة طريق الحلم ببطاقة خارجية وتمثيلية إفريقية.