التزام الأندية المغربية بالاستحقاقات القارية والعربية، جعل جولات الدوري المغربي وهو يدخل ثلثه الثالث تأتي مبتورة بفعل التأجيل، ونصيب الجولة الواحدة والعشرين تأجيل ثلاث مباريات من أصل ثماني، الأمر الذي سيكون له تأثير على سبورة الترتيب التي ستسطر في ظل المؤقت. قمة الجولة الأولى من الثلث الأخير ستدور بلا طعم، وتنقصها التوابل، حيث ستجمع الرجاء البيضاوي وحسنية أكادير أمام مدرجات فارغة امتثالا للعقوبة الصادرة في حق الفريق الأخضر، ولعل غياب الجماهير عن هذه القمة سيفقد المباراة ذلك الدفء المعهود خلقه في المدرجات، وهو الدفء الذي يحفز اللاعبين على إبراز مؤهلاتهم التقنية. فريق الرجاء في رصيده هزيمة واحدة حصدها بأكادير أمام الحسنية، ورهانه هو رد الدين أولا، واسترجاع الصدارة ثانياً، وتقوية حظوظ الظفر باللقب ثالثاً، لكن الفريق الزائر بمدربه المحنك ليس سهل التجاوز وإن كانت نتائجه هذا الموسم لا تعرف الاستقرار. مباراة الوداد الفاسي ضد المغرب التطواني ستكون ملغومة، على اعتبار أن الفاسيين قادرون على تكذيب التكهنات، وصنع الفوز لتعزيز الرصيد، ومواصلة الانتعاش بعد فوزه على أولمبيك آسفي، وتعادل أمام الحسنية. وفي المقابل، سيسعى المغرب التطواني الذي تعادل خلال مؤجل جمعه بالرجاء الملالي يوم الأربعاء إلى البحث عن الانتصار ولو خارج الديار، لأنه مازال يؤمن بحظوظه في احتلال مراتب تسمح له بانتزاع تأشيرة المشاركة في المنافسات القارية، ولعل هذا الطموح المتباين بين الفريقين المتباريين سيضفي على المباراة نكهة الندية، وسيجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات. وعلى نشوة الفوز المفاجىء، سيستقبل فريق نهضة بركان جاره شباب الحسيمة في لقاء ديربي ساخن، على اعتبار أن البركانيين يراهنون على تصحيح المسار خلال الثلث الثالث والأخير للابتعاد من المنطقة غير المؤَمنة، سيما وأن المدرب عبد الرحيم طاليب وعد الجمهور البركاني في تصريحه الأخير، أنه لا خوف على الفريق، إلا أن شباب الحسيمة الذي تلقى خلال الدورات الأخيرة صفعات متتالية جمدت رصيده في 22 نقطة يتطلع إلى وضع حد للتعثرات المتوالية حتى يتجنب دخول دائرة الحسابات الضيقة. فريق رجاء بني ملال القابع لوحده في أسفل الترتيب برصيد 15 نقطة له خيار واحد ووحيد وهو صنع الفوز في اللقاء شبه المحلي الذي سيجمعه بأولمبيك خريبكة، إن أراد أن يفتح بعض هوامش الحظوظ في الارتقاء نسبياً ولو بدرج واحد في انتظار المباريات المقبلة، سيما وأنه مهدد بالعودة إلى أندية الدرجة الثانية، لكن الفريق الخصم مازال هو الآخر وضعه غير مطمئن. ويطمح إلى تحسينه على حساب الفريق الملالي الذي يحتاج إلى إعداد نفسي وتهييء ذهني للتحرر من الضغوطات. وفي لقاء بحساسيات مفرطة، وحسابات خاصة يلتقي أولمبيك آسفي، والنادي المكناسي، وهذه مناسبة أمام المكناسيين لإثبات الذات على المدرب يوسف المريني الذي تركهم، ورحل إلى آسفي كمحطة ثالثة لهذا المدرب خلال بطولة الموسم الجاري، لكن المريني ينتظر هو الآخر هذه المحطة لإغراق فريق كان بالأمس القريب يخطط لانتشاله من مخالب النزول، ولعل فارق أربع نقط الذي يفصل بين الفريقين سيدفع كل طرف إلى إضافة نقط جديدة إلى رصيده لتحسين وضعيته، الأمر الذي سيجعل هذه المباراة حارقة وشعار «الأخذ بالثأر». تجدر الإشارة إلى أن التزام ثلاثة فرق بالمنافسات القارية فرض تأجيل ثلاث مباريات، ويتعلق الأمر بلقاء الفتح الرباطي ضد المغرب الفاسي ومباراة الدفاع الجديدي أمام الوداد البيضاوي، وكذا لقاء النادي القنيطري ضد الجيش الملكي.